والد شهيد فلسطيني لـ"العين": إذا هدموا البيت فالخيمة منزلي
سأواصل النضال حتى وقف العقوبات الجماعية
لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء إجراءات الاحتلال العقابية، من واجبنا أن نتصدى لها بكل ما أوتينا من قوة".. يقول ذلك المحامي محمد عليان
"لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء إجراءات الاحتلال العقابية، من واجبنا أن نتصدى لها بكل ما أوتينا من قوة".. يقول ذلك المحامي محمد عليان وهو أكثر تصميماً "على خوض المواجهة مع سلطات الاحتلال مهما كلفه الأمر".
عليان أقام اليوم خيمةً مقابل منزله الواقع في جبل المكبر جنوب مدينة القدس المحتلة، لتكون بديلاً عن منزله إذا هدمه الاحتلال.
وقررت المحكمة العليا الإسرائيلية نهاية الأسبوع الماضي، وبأغلبية عضوين ومعارضة ثالث، هدم منزل عليان في الثلاثين من الشهر الجاري، تنفيذاً لقرارات سلطات الاحتلال هدم منازل عائلات منفذي العمليات الفدائية.
قرار المحكمة "باطل" برأي عليان، لأنه يستند لمادة 119 من قانون الطوارئ البريطاني "الذي لا ينطبق على حالتنا"، فكان قراره أن يتحدى سلطات الاحتلال ومحكمتها بإنشاء "خيمة" مقابل منزله في جبل المكبر الواقع جنوب مدينة القدس المحتلة.
ويحظر على صاحب المنزل المهدوم بقرار عسكري إسرائيلي، في مدينة القدس المحتلة، إعادة البناء في المكان ذاته، كإمعان في العقوبات ضد الفلسطينيين.
تواطؤ القضاء
ويشير عليان إلى تواطؤ المحكمة العليا الإسرائيلية مع المستوى العسكري والأمني الإسرائيلي بقوله: إن "قرار رفض الاستئناف المقدم منه للمحكمة صدر بعد 12 يوما فقط، رغم أن القضية تحتاج لأشهر للبت بها".
"هذه خيمة نضالية تحمل دلالات رمزية عميقة"، يقول عليان لبوابة العين، مضيفا: أقمت الخيمة لأقول للعالم كله إنني لن أغادر منزلي ولن أتشرد بحثاً عن منزل آخر، فهذه الخيمة ستكون المنزل والمستقر إن تقدمت جرافات الاحتلال لهدم المنزل".
ومنذ احتجاز سلطات الاحتلال الإسرائيلي جثمان ابنه "بهاء" في ثلاجة معهد الطبي العدلي الإسرائيلي، عقاباً على تنفيذه عملية فدائية بالقدس المحتلة في السادس عشر من شهر أكتوبر الماضي، والمحامي المقدسي لا يكل ولا يمل في النضال من أجل استرداد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال.
لا تراجع ولا استسلام
ويشدد عليان أن نضاله لن يتوقف عند استرداد جثمان ابنه، أو هدم منزله، "سأواصل النضال حتى إغلاق ملف العقاب الجماعي بحق ذوي منفذي العمليات الفدائية" لن يقف النضال مهما كلف الأمر " هذه وصية الشهداء لنا.. ألا نستسلم ولا نتراجع".
ويشير إلى ما حققته خيمته في اليوم الأول لها، حيث "تدفق الناس من كل حدب وصوب للتضامن والتعبير عن أعلى درجات الوطنية"، هذه المشاركة الكبيرة "علامة قوة الموقف الفلسطيني".
غير بعيد عن القدس كان المئات من الفلسطينيين يشاركون أهالي شهداء محافظة الخليل المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال اعتصامهم على المدخل الشمالي للخليل.
وتواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 46 شهيدا قضوا في انتفاضة القدس، المندلعة منذ بداية شهر أكتوبر الماضي من إجمالي 142 شهيداً حصيلة شهداء الانتفاضة.
وقال رائد الأطرش المتحدث باسم عائلات شهداء الخليل، في كلمة له بالاعتصام: إن الاحتلال يسعى للإفلات من جرائمه من خلال الشروط التي يفرضها لإعادة الجثامين.
وأكد الأطرش أن عائلات الشهداء تصر على ضرورة التوجه للمحاكم الدولية بعد تشريح جثامين الشهداء، وتثبيت الجريمة الإسرائيلية التي تُرتكب ضد الفلسطينيين.
و شدد على أن رسالة أهالي الشهداء "هي استرداد جثامين أبنائهم الذين أعدموا برصاص الاحتلال، والإفراج عن جثامينهم والسماح لعائلاتهم بتكريمهم"، رافضاً التسليم بشروط الاحتلال... "حق الشهداء أن نكرمهم".
وتراجعت سلطات الاحتلال الأسبوع الماضي عن قراراها الاستمرار في احتجاز جثامين الشهداء، وقررت تسليم الجثامين مقابل شروط، أهمها "أن تتم عملية دفن الجثامين في ساعة متأخرة من الليل، وبمشاركة عدد محدود من المشيعين، وأن لا يتم تشريح الجثة".
aXA6IDMuMTM5LjIzNC4xMjQg
جزيرة ام اند امز