الموسيقى البديلة في 2015.. أمزجة موسيقية متنوعة تنجح على الشبكة والمسارح
تستعرض "العين" أعمالاموسيقية متنوعة لـ "مسار إجباري" و"المربع" ودينا الوديدي ومريم صالح و"مشروع ليلى" و"طنجرة ضغط" في حصادها للعام 2015
نوع من الالتباس يصيب المرء في كل مرة يتم فيها تناول مصطلح الموسيقى البديلة حول شرعية هذا المصطلح/الترند، دوماً السؤال المكرر الذي يقفز إلى الواجهة، بديلة عن ماذا؟، والجواب الأكثر بديهية: بديلة عن السائد، وهكذا يجتمع البيض كله في سلة واحدة ويصبح السائد مقابل البديل... تواطؤ خفي يجعلك تتغاضى عن المصطلح مقابل النوع الموسيقي، خصوصاً إن كان من النوع المناسب لذائقتك المختلفة، لكن هذه الأسئلة تبقى مؤجلة لمقالات لاحقة تبتعد عن جردة نهاية العام الموسيقية (البديلة).
2016 بفارغ الصبر
بنظرة سريعة يجد المرء أن إنتاجات العام الحالي 2015 كانت وفيرة، فيما لا تزال بعض الغيوم الحاملة لأعمال جديدة تبشر بهطول قريب مطلع العام المقبل، وهنا نجد «أوتوستراد» الفرقة الأردنية الذين حصدوا في العام 2015 رواجاً عربيًّا من خلال سلسلة من الحفلات التي تنقلت بين المغرب والإمارات والأردن وبعض الدول الأوروبية، إلا أن هذا ليس كل ما في جعبتهم، ويعدون بجديد مطلع 2016 يتم تسجيله حالياً.
المقبل المنتظر أيضاً هو جديد فرقة "الفرعي" وبطلها طارق أبو كويك الذي يعد بأغنية ومقطع موسيقي في الشهر الأول من العام الجديد، حسب ما كتب على الصفحة الرسمية للفرقة على فيسبوك، ولم يخف سعادته بوصول فيلم «ذيب» إلى القائمة القصيرة في ترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، نظراً لمشاركته في بعض المقاطع الموسيقية في الفيلم... يبقى الرهان أردنيًّا مع فرقة «المربع» التي كان من المفترض أن يصدر جديدها خلال العام الحالي، إلا أن الفرقة أفرجت عن "المختلفين" التي من المفترض أن تكون من أغنيات الألبوم الجديد، وكما الحال في الميديا الاجتماعية يشارك أعضاء الفرقة لحظات التسجيل الأخير ويقولون الألبوم قريب جدًّا "حتى لو بيتك بعيد"، إلا أن التأخير لم يشفع فبادروا لنشر كلمات أغنية البث الحي في صورة تاركين لجمهورهم خيال الموسيقى، عسى أن يلعب هذا اللغز دوراً في تقليل سؤال "متى".
مستويات متفاوتة
أول نتاجات 2015 كان ألبوم دينا الوديدي «تدوّر وترجع» الذي أطلقته نهاية العام 2014، فكان بالضرورة أن يحسب على 2015، وأبرز ما يحسب للوديدي أنها بدأت تصنع شخصيتها في هذا الألبوم، كما نجحت في أخذ جيلبيرتو جيل وزير الثقافة البرازيلي الأسبق وأحد أبرز الموسيقيين في أمريكا اللاتينية، إلى مطارح أفضل لكليهما، وهذا يحتسب لها ولثقافتها الموسيقية، لا أن يحتسب اللجوء إلى شخصية بهذا الحجم إلى الخيارات الاكزوتيكية التي تجمع مزاجين موسيقيين بما يتواءم مع رغبة الممولين في اجتذاب جمهور العالم..
«تقع وتقوم» أحدث ألبومات فرقة «مسار إجباري» لم يكن على مستوى ما سبقه من أعمال رغم التعاون مع كتاب جدد إلا أن الزخم كان مختلفاً، ولم يلعب تصميم أحمد عماد الدين مصمم الغلاف الذي صمم غلاف ألبوم بينك فلويد الأخير دوراً في إضافة جديد، فيما كان النجاح من نصيب ألبوم «حلاو يلا» لمريم صالح وزيد حمدان، وكان واحداً من الرهانات الناجحة على الموسيقى المتجددة التي قدمها الثنائي في هذا الألبوم، فبعد سلسلة من الحفلات الناجحة في بيروت وتونس والقاهرة وجولات في أوروبا، أبصر الألبوم الذي يضم إعادة توزيع لبعض أغنيات الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم، وأغنيات سبق لمريم أن قدمتها.
بين المغاوير والسينما
تعامل فريق «مشروع ليلى» اللبناني مع تسريب أبرز أغنيات الألبوم الجديد «ابن الليل» بحنكة (كان من المفترض أن يكون عنوان الألبوم "المغاوير")، إلا أنهم غيروا العنوان إلى الحالي، وتم تصوير أغنية ثالثة هي "3 دقائق" التي تتناول في موضوعها الصراع بين الأجيال، وحملت توقيع أمين درة صاحب فيلم «غدي».
فرقة «دام» الفلسطينية لم تغب عن 2015 بأغنية "قلي،مينانت؟" وحملت توقيع اسكندر قبطي في إخراج الكليب، وتتناول العنف ضد المرأة، إلا أن المفاجأة التي أعلنها بالأمس تامر النفار عضو الفريق كانت فيلماً سينمائيًّا حمل عنوان "مفرق 48" من إخراج أودني ألوني، ويشارك فيه تامر النفار ممثلاً ومشاركاً في الكتابة، وسيكون العرض الأول للفيلم في برلين 2016 ضمن قسم بانوراما، فيما نجحت فرقة «طنجرة ضغط» في الخروج من الضغط، وأطلقت 9 مقطوعات في ألبومها «180 درجة» من بيروت، فكان أن غنت "تحت الضغط" لتتساءل "شو هوي الصح؟. في خبر يبدو عاجل. عن حالي ماني سائل. إني العب ممنوع. ليه قدري كون مقاتل؟".
تجربة ملفتة تستمر في تقديمها الممثلة السورية بتول محمد التي عرفت بأغنية «بحب الموت» المتهكمة على منظمة طلائع البعث السورية، وتستمر بين فترة وأخرى مع أغنيات بإنتاج مستقل تعرضها على ساوندكلاود عبر حسابها (https://soundcloud.com/batool-mohamad/tracks) ويتم تداولها عبر فيسبوك، كان آخرها أغنية «سترة نجاة»، و«Omar Souleyman VS Saturnus».
وتتمدد ..
أبرز النجاحات التي شهدتها الموسيقى البديلة هو النجاح في استراتيجية التسويق والتوزيع والوصول إلى الجمهور بشكل فيزيائي من خلال التواجد في لبنان ومصر والأردن معاً من خلال أماكن مختارة، إضافة إلى التواجد الإلكتروني عبر موقع «مستقل»، وعبر متاجر iTunes، وأمازون، وتطبيق أنغامي، وتطبيق دندن للموسيقا المستقلة، وتطبيقات ومواقع أخرى تتزايد كل فترة، مما يفتح الخيارات أمام الراغبين بتذوق هذه الأنماط المعاصرة والاستزادة منها، عند الرغبة.