الحصاد الثقافي 2015 .. عام الغيابات والجوائز السينمائية والموسيقى البديلة
هذا العام خسر العالم كوكبة من رواد الأدب والفكر واحتفل بالمقابل بولادة إصدارات جديدة من الكتب وانطلاق مهرجانات سينمائية ومسرحية متميزة.
جميلة كل تلك المهرجانات السينمائية والمعارض التشكيلية والعروض المسرحية والندوات الأدبية ومعارض الكتب.. جميلة كممثلة تُخرج ما تبقى من الأمل من براثن الألم، كأناقة كتاب يتنقل من بلد لبلد، لمنصة، لقارئ... ضرورية تلك المهرجانات والمعارض، كلوحة لونت بكلام لا يقال، كصدق صورة التقطت لتعيش ولتروى.
جميلة وغريبة في آن كل تلك الفعاليات الثقافية التي حملها لنا العام 2015، لأنها أوصلت أصوات مئات الآلاف من البشر، وحكت بلسان الموجوعين، بالصورة، والمشهد، واللون والكلمة والنوتة، لكن بعضها غريب عن ناسه.. غريب ونخبوي لأنه لم يستطع أن يخاطب كل الناس، ولم يعكس أحوالهم وتوجهاتهم وصراعاتهم، وحل بمعزل عن جمهوره وأرضه ومعاشه اليومي.
في هذا العام خسر العالم كوكبة من رواد الأدب والفكر والشعر، وأسدلت الستائر على إبداعات كتاب ومثقفين شكلت أعمالهم إضافات لمجتمعاتهم وللعالم، وفي المقابل احتفل بولادة إصدارات جديدة ممتعة من الكتب والدراسات ودوواين الشعر التي توزعت على معارض الكتب والمكتبات.
نودع معارض كتب من فرانكفورت الشارقة إلى بيروت فجدة ومهرجانات سينمائية من دبي إلى قرطاج ومراكش والقاهرة ومعارض فنون من بيروت إلى أبوظبي، ونستقبل العام الجديد مع معارض الكتب في القاهرة والرياض والدار البيضاء ومسقط وأبوظبي وفلسطين، ومعرض دبي للفنون وبيروت والمغرب وتونس وغيرها.. ومهرجان المسرح العربي في الكويت ومهرجانات صن دانس وبرلين وترابيكا السينمائية وجوائز كان والأوسكار..
وعلى الرغم من أن خساراتنا هذا العام قد تتفوق على ما كسبناه، خسارات في الأرواح، والرموز، والآثار، والمواقع التراثية.. لكن فعاليات العام 2016 بدأت تكشف عن وجوهها الجميلة، على أمل أن تنطلق في زمن خساراته أقل، وأمنه أكثر ومساحات الإبداع فيه أوسع وأرحب..
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTk5IA== جزيرة ام اند امز