فقدت بصرها حين كان عمرها 7 أشهر فقط، لكنها لم تفقد الأمل في الحياة، وبدأت تعلُّم الموسيقى في الثالثة من عمرها، على آلة الهارمونيكا.
لم تمنع الإعاقة التي لازمت نور الأمل بارود منذ نعومة أظفارها من تحقيق حلمٍ نسجته باكرًا، وكافحت طويلًا لأجل الوصول إليه بأن تصبح ملّحنة ومؤلّفة موسيقى.
نور الأمل (42 عامًا) فقدت بصرها حينما كان عمرها سبعة أشهر فقط، لكنها لم تفقد الأمل في الحياة، وبدأت تتدرب على تعلم الموسيقى في الثالثة من عمرها، عندما أهداها والدها آلة موسيقية اسمها "هارمونيكا" كـ"لعبة"، ومن يومها تعلق قلبها بالموسيقى.
بدأت نور الأمل تشارك في دورات تدريبية في مركز "النور" الخاص بالمكفوفين في غزة، لتتعلم من خلالها العزف، وبسبب انشغالها في أمور الحياة توقفت عن هوايتها مدة طويلة، لكن حنينها إلى الموسيقى جعلها تعود وبقوة لتكتب كلمات أناشيد وطنية وتلحّنها.
ورغم أن الكلمات التي تكتبها تلقى إعجاب كثير من المؤلفين، فإنها لم تجد حتى الآن الفرصة الجيدة لنشر كلماتها وألحانها، كما أخبرت نور الأمل "بوابة العين"، ولكنها تحاول قدر الإمكان أن تشارك في فعاليات تستطيع من خلالها العزف على العود والغناء.
وتقول نور الأمل: "شاركت في كثير من المسابقات، ومنها مسابقة في إذاعة صوت الشعب (إذاعة محلية في غزة) وحصلتُ على 3 آلاف صوت، وكنت الفائزة الوحيدة في المسابقة".
وتضيف أنها عملت على تطوير نفسها من خلال سماع الموسيقى ومحاولة تقليدها، فكانت تعرضها على بعض الفنانين في غزة ويُعجبون بها ويثنون على أدائها.
وتتابع بأسف: "كنت أتمنى أن أجد من يساعدني على نشر كلماتي وألحاني، خصوصًا الوطنية منها، لكنني لم أجد الفرصة المناسبة حتى الآن، رغم أنها تلقَى إعجاب الكثيرين".
وبفضل تشجيع والديها، استطاعت نور الأمل أن تعمل في مدرسة خاصة بالمكفوفين لتعليم الموسيقى، وهي تحاول جاهدة أن تزرع الأمل في نفوس الأطفال، ومن تجد لديه الموهبة والقدرة على الاستمرار تمده بالدعم وتساعده على عزف الموسيقى.
وتعلمت العزف على يد الفنان الفلسطيني إياد القصبغلي، فحاولت استخدام عدد من الآلات الموسيقية منها العود والطبلة والكمان، ولكنها استطاعت أن تجد لها مكانًا خاصًّا مع العود، فأصبح رفيقها في كل مكان ولا تستطيع أن تستغني عنه.
واليوم، تؤلف نور الأمل أغاني عديدة وتهديها إلى الإذاعات المحلية دون مقابل، فتكتب عن الشهداء والوطن والقادة الفلسطينيين وعن الحب والحياة والأمل الذي لم تفقده يومًا رغم كل ما حصل لها.
ورغم عدم قدرتها على تحقيق طموحها في الحصول على عمل يتناسب مع قدراتها ويكون ملاذها لتعليم الموسيقى، فإنها ما زالت ترى في الموسيقى متنفسًا وحياة بالنسبة إليها تلجأ إليها وقت الضيق والفرح.
aXA6IDMuMTQ0LjI0NC4yNDQg جزيرة ام اند امز