تظهر التوقعات أن دعوات جماعة الإخوان للتظاهر في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير ستلاقي فشلا ذريعا وستكون هزيمة جديدة للجماعة
رغم فقدان جماعتهم شعبيتها في الشارع المصري منذ أكثر من عامين، إلا أن قيادات جماعة الإخوان المسلمين، التي صنفتها الحكومة المصرية جماعة إرهابية، دعوا أنصارهم إلى التظاهر في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.
يأتي ذلك رغم أن البعض أصبح يرى أن تلك الجماعة وقفت كحجر عثره على مدار 5 السنوات الماضية في وجه تحقيق مطالب ثورة يناير، بسبب طمعهم وجشعهم في السلطة، فيما يؤكد البعض الآخر أن تلك الدعوات لن تلقى استجابة شعبية، وذلك بحكم الشواهد الشعبية وآراء القوى السياسية الداخلية، فيما يؤكد بعض المراقبين وممثلى عدد من القوى السياسية أن هذه الدعوة ستكون بمثابة هزيمة جديدة وسقوط مدوٍّ للجماعة مثلما كان إزاحتها عن الحكم بعد ثورة 30 يونيو/حزيران 2013.
دعوات فوضى وعنف
فبعد فشل دام عامين للحشد والنزول إلى الشارع تداول أنصار الجماعة، خلال الأيام الماضية، دعوات لحشد أنصارهم للتظاهر مجدداً ضد نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو أمر يراه البعض "حجة جديدة لإحياء الذكرى الخامسة لثورة اختطفتها الجماعة وانقلبت على كافة قواها من أجل الوصول إلى الحكم ".
ودعا التحالف المؤيد للجماعة الذى يطلق على نفسه " التحالف الوطني لدعم الشرعية" للتظاهر تحت شعار"ارحل"، فيما استغلت الجماعة شيوخها بالخارج وتنظيمها الدولي للتحريض على العنف.
وقالت هيئة تابعة للتنظيم الدولى تدعى "هيئة علماء المسلمين فى الخارج"، اليوم الخميس: إن مشاركة أنصار الإخوان فى 25 يناير ستكون لمواجهة ما وصفته بـ"العدو"، مشيرة إلى أن المواجهة تكون بكل الوسائل.
وزعمت تلك الهيئة فى عدة بيانات لها كان أبزرها "بيان الكنانة " أن الدعوات تأتى "كصراع بين الحق والباطل".
وقالت إن "تضحيات قياداتهم لن تذهب سرابا، وأن وضع الإخوان وانعزالهم لن يطول".
لكن الباحث الإسلامى هشام النجار علق قائلا: إن "هذه التصريحات مبنية على ما بدأه دعاة مقربون ومحسوبون على الإخوان، ومقربون من الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي لمحاولة استغلال مناسبة الذكرى الخامسة لثورة يناير لتنفيذ مخططهم".
وأضاف فى تصريحات صحفية اليوم الخميس أن "شيوخ الإخوان يسعون لتحويل الصراع السياسي إلى ديني عقائدي واعتبار الصدام المسلح مع مؤسسات الدولة المصرية وأجهزتها الأمنية واجباً دينيًّا مقدساً".
الدولة لا تصمت
على الصعيد ذاته، لم تصمت الدولة المصرية وأجهزتها الأمنية فى القاهرة إزاء تلك الدعوات حيث قابلتها بشن حملات أمنية فى عدة محافظات استهدفت عناصر من التنظيم الإخوانى والموالين لهم وذلك على مدار الأيام الماضية.
وكان آخرها، أمس الأربعاء، الكشف عن خلية إرهابية تضم 40 عنصراً إرهابيا، كما ألقت القبض قبلها على عناصر من حركتى" 6 إبريل" و" الاشتراكيون الثوريون" الذين يشبههم البعض بـ" معارضة إلكترونية" وذلك فى استباق لهذة الأحداث.
كما أوقفت مصر أيضاً الأربعاء خدمة إنترنت مجانى كانت تقدمها إحدى شركات الهواتف المحمولة تتيح للمشتركين الدخول على حساباتهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مجانا، لعدم تجديد الحكومة للتصريح الخاص بها.
وتحاول الحكومة المصرية وعلى مدار الأيام الماضية نزع فتيل تلك الدعوات وعمل تهدئة في الشارع بإطلاق مشاريع أو الرفض المباشر من جانب المسؤولين لهذة الدعوات.
فقام الرئيس المصرى المصرى عبد الفتاح السيسى على مدار الأسبوع الجارى بافتتاح عدة مشروعات اقتصادية كان آخرها " المليون ونص فدان فى مدينة الفرافرة ( جنوب مصر)، وشكل لجنة لمكافحة الفساد، وتحدث عن سد النهضة المصرى الإثيوبى بأنه " لن يضيع المصريون"، ويعمل حالياً على اختيار النواب المعينين لمجلس النواب لإكمال "خارطة المستقبل" التى جاء على أساسها.
"السيسي" أيضاً لم يكتف بذلك بل وجه دعوات صريحة إلى شعبه بعدم الاستجابة لتلك الدعوات، وقال إنه تولى رئاسة البلاد بـ"إرادة شعبية"، وتعهد بأنه لن يبقى في الحكم ثانية واحدة ضد إرادة الشعب.
وأضاف فى كلمته بالاحتفال بذكرى "المولد النبوي"، الأسبوع الماضي، باللهجة العامية المصرية: "جئت بإرادتكم واختياركم، وليس رغماً عنكم"، وتابع متسائلاً: "لماذا تطالب مجموعة بثورة جديدة في 25 يناير؟.. هل تريدون أن تضيعوا هذا البلد، وتدمروا الناس والعباد؟"، وأضاف: "أنتم لستم بحاجة لأن تنزلوا".
كما حذر بعض المسؤولين التنفيذيين ووزراء فى الحكومة المواطنين من تلك الدعوات، فهاجمها وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة قائلا: إنها "دعوات هدامة لن تفلح، ومن يدعون لها لا يريدون الاستقرار للبلاد، خاصة أن البلاد في حاجة للتآلف والتعاون بين جميع أفراد الشعب للنهوض بها".
فيما قال عنها وزير الثقافة المصري حلمي النمنم: إن "هناك من يصرون على جعل 25 يناير يوماً للنكد والرعب لدى عموم المصريين"، مضيفاً أن "التاريخ يعلمنا أن الثورات لا تستنسخ، ومن يتصورون أن 25 يناير يمكن استنساخها حرفيا واهمون".
مراهقة سياسية
وعلى صعيد متصل، وفى ظل تخوف الكثيرين من تهمة الانتماء إلى جماعة محظورة بحكم القانون المصري يصف مؤيدو الرئيس السيسي هذا الدعوات بأنها "للعنف ونشر الفوضى"، فيما أجمعت قوى سياسية وحزبية على فشل هذة الدعوات.
وقال عضو المجلس الرئاسي لتحالف التيار الديمقراطي الدكتور أحمد البرعي: إن أحزاب التحالف(6 أحزاب ناصرية ويسارية) سوف تحيى ذكرى الثورة داخل مقراتها لأن النزول للشارع ليس فى مصلحة مصر خلال الفترة الحالية.
وأضاف البرعى فى تصريحات صحفية الأربعاء أن الفترة الحالية يجب أن تشهد التركيز على إيجاد حلول للمشكلة الاقتصادية التى تعانى منها مصر.
وقال القيادي بحزب النور السلفي، سامح عبدالحميد: إن "الشعب لن يسمح بعودة مظاهرات الإخوان مرة أخرى في ذكرى ثورة 25 يناير" ، مؤكدًا أن " الشعب سيفتك بهم".
وأضاف عبدالحميد، في بيان له الخميس أن نزول الإخوان إلى الميادين سيكون "اختبارًا لهم ودليلًا على ضياع شعبيتهم".
وعلقت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد قائلة: إن تلك الدعوات "لا تصدر إلا عن كارهين لإنجازات الدولة واستقرارها وراغبين فى تحدى إرادة هذا الشعب"، وتساءلت: "باسم من يتحدثون هؤلاء؟، فهم بدعواتهم يكسرون إرادة شعب فى 30 يونيو".
أما نائب رئيس حزب المؤتمر حامد الشناوي فقال في تصريحات لـ"بوابة العين: "إن تلك الدعوات هي هدم لقواعد الدولة المصرية والتي تسعى قياداتها بالسير والعمل لبنائها، كما طالبت ثورتي 25 يناير و30 يونيو".
ووصف الدكتور عماد جاد، عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، دعوات التظاهر فى ذكرى ثورة 25 يناير بـ" المراهقة السياسية وعدم تعلم من الدرس".
وأضاف جاد لـ"بوابة العين" أن هذه الدعوات ستفشل وستكشف الانهيار الحقيقي والفعلي لجماعة الإخوان.
رد الفعل الشعبي
وعلى المستوى الشعبي فكان تداول المواطنين لمقطع لفيديو الأيام الماضية يظهر خلاله مواطن مصري وهو يعتدى بالضرب على آخر بسبب الدعوة للتظاهر دليلاً مسبقا على فشل هذه الدعوات.
ويُظهر الفيديو الذى تم التقاطه على الأرجح فى إحدى قرى الأرياف بصعيد مصر، مواطنا يوبخ آخر ويتعدى عليه بالضرب، بسبب اعتزام الأخير النزول والتظاهر فى ذكرى الثورة قائلاً: "هتنزلوا تعملوا إيه (ماذا) في 25 يناير، عايزين (تريدون أن) تخربوا البلد، اسمعوا الكلام، مصر مش للبيع".
وعلى المستوى النقابى حذر نقيب الصيادين بكفر الشيخ أحمد نصار من تلك الدعوات، وقال في بيان له الأربعاء: إن النقابة "تتمسك بالرئيس "السيسي" رئيساً لمصر، وإنها تقف خلفه وتدعمه وتسانده لتحقيق التنمية وبناء الوطن".
aXA6IDEzLjU5LjExMi4xNjkg جزيرة ام اند امز