مستشار سفارة اليمن بالقاهرة لـ"العين": ما فعلته الإمارات لشعبنا ليس له مثيل
نشطاء: أبوظبي فعلت ما لم تفعله حكومة اليمن منذ 20 عاماً
قدم الهلال الأحمر الإماراتي مساعدات إنسانية وإغاثية كبيرة في مدن اليمن وأعاد الأمن إلى شوارعها
أشاد مسؤولون في السفارة اليمينة بالقاهرة، ونشطاء حقوقيون وسياسيون بدور دولة الإمارات العربية في ترميم المستشفيات والمدارس وإعادة الإعمار في مدن اليمن، وخاصة عدن، بعد ما خلفه الانقلاب الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من دمار وخراب.
وكان عدد من النشطاء اليمنين أقاموا اليوم معرضا بعنوان "اليمن تتحدث" لوصف حجم المعاناة التي يعشيها الشعب اليمني منذ الانقلاب الحوثي في مارس/أذار الماضي، كما عرضوا مادة مصورّة عن حجم الخراب والدمار الذي لحق بالبلاد.
وقال المستشار الثقافي لسفارة اليمن في القاهرة، وهيب حسن خدابخش، في تصريحات خاصة لـ"بوابة العين" إنه "لا يوجد جهة أو دولة فعلت مثلما فعلت دولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن من إعادة الإعمار للمدارس والمستشفيات وإعادة الحياة مرة أخرى في محافظات اليمن وبخاصة عدن".
وأضاف، على هامش المعرض، أن "دولة اليمن بجهودها وعلى مدار السنوات الماضية عجزت عن تقديم ما قدمته دولة الإمارات العربية من إغاثات إنسانية وإعادة الأمن مرة أخرى إلى شوارع عدن".
وأشار إلى أن دولة الإمارات قامت بتدريب عناصر من الشرطة اليمينة في أبوظبي وإعادتهم مرة أخرى لليمن لمحاولة القضاء على حالات الانفلات الأمني.
وتابع خدابخش: "كما أمدّت جهاز الشرطة بسيارات ومعدات، وأمّنت المدارس حتى قامت بترميم القصور الرئاسية التي هدمها الانقلابيون الحوثيون".
وقال: "نشكر دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا، ومهما تحدثنا لن نوفّي شعب الإمارات حقه فيما فعله مع دولة اليمن".
وأكد أن قوات التحالف العربي دافعت عن الشرعية القانونية للرئيس اليمني ولم تدخل في اليمن كحرب عسكرية، مشيراً إلى أن قوات التحالف "ليست عاجزة عن تحقيق الانتصارات على الحوثيين، لكن لتقليل حجم الخسائر تتخذ احتياطاتها، وكان من الممكن القضاء على جماعة الحوثي، لكن ما يمنعها هو الحالات الإنسانية والمدنيين".
وحمّل "خدابخش " الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ما يحدث في مدينة "تعز" اليمينة على أيدي مليشيات الحوثيين، قائلاً: "على الأمم المتحدة اتخاذ موقف حاسم وحازم ضد ما تفعله هذه الجماعات المسلحة بحق شعب مدينة تعز التي يقطنها نحو 4 ملايين مواطن يمني".
من جانبه، أشاد مسؤول مؤتمر ومعرض "عدن تتحدث" أحمد الدماني، قائلا إن "دولة الإمارات لعبت دورا غير متوقع في إعادة الحياة إلى مدينة عدن، كما أن حجم المساعدات والإغاثات الإنسانية كان على غير المتوقع".
وأضاف لـ"بوابة العين" أن "الإمارات قامت بترميم المساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات وأعادت البسمة إلى وجوه اليمنيين مرة أخرى التي لم تزرعها الحكومة اليمينة على مدار الـ20 عاماً الماضية".
وتابع الدماني: "الهلال الأحمر الإماراتي قامت بجهود غير متوقعة أبهرتنا نحن شعب عدن، حيث تم ترميم نحو 22 مدرسة ثانوية وأكثر من 18 مركزا صحيا و4 مستشفيات عامة كبرى، فضلاً عن إرسال مساعدات إنسانية مهولة وصلت إلى عدة مناطق يمينة".
وطالب الدماني المجتمع الدولي بضرورة ملاحقة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان في المدينة، بعد المآسي الإنسانية والبنيوية التي رافقت الأعمال الحربية، بسبب القنص والقتل التي قامت بها جماعة الحوثيين بحق المواطنين.
وأضاف: "هذه الجماعة الانقلابية قامت بتدمير الأبنية والمنازل السكنية والمساجد والمستشفيات والمنشآت الخاصة والعامة وغيرها، بالقصف العشوائي اليومي للمناطق المأهولة بالسكان المدنيين، ما أدّى إلى استشهاد وجرح وتشريد الآلاف، وتدمير البنية الأساسية للمدينة، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية".
وشملت المادة الفيلمية التي تم عرضها بالمؤتمر والمعرض مجموعة من الصور تجسد مدى فظاعة الاعتداءات التي تمت ضد المدنيين، خصوصا الأطفال والنساء وكبار السن، بالإضافة إلى إفادات حيّة رواها أشخاص طالت أسرهم وذويهم رصاصات وقنابل ميليشيات الحوثي.
وعرضت الناشطة الحقوقية أقدار مختار، رئيس فريق "عدن تتحدث" المادة الفيلمية، وقالت إن "هذه المادة تعبّر عن مآسي شعب عدن تحت وطأة العدوان الهمجي الحوثي".
وأضافت "أقدار" أن الوضع المعيشي والصحي للمواطنين في عدن، هو الأكثر صعوبة والأشد قسوة في المدينة التي يتجاوز عدد سكانها أكثر من نصف مليون نسمة، بداية من انقطاع المياه والكهرباء بشكل متكرر، بمعدل 12 ساعة يوميا، مرورا بانتشار الأوبئة الفتاكة، التي طالت آلاف المواطنين.
ورصدت الناشطة الحقوقية إحصاءات القتلى والجرحى والانتهاكات خلال عدوان صيف 2015، وقالت إن عدد الشهداء تخطى 1500 شهيد، وما يقارب 7 آلاف جريح، فيما تجاوز عدد النازحين 800 ألف نازح، كما يعاني ما يقرب من 200 ألف طفل من أمراض سوء التغذية، وتفتقر 50 ألف أم للرعاية الصحية، و200 ألف مواطن يحتاجون الأدوية والعلاج، و1300 جريح يحتاجون للسفر إلى الخارج.
وضم معرض "عدن تتحدث" نحو 30 صورة من الحجم الكبير للمجازر الوحشية الحوثية ضد المدنيين العزل بمدينة عدن، كما تضمن المعرض مجموعة من الفيديوهات التي أظهرت جسامة انتهاكات حقوق الإنسان وجريمة الحرب التي وقعت بالمدينة.
aXA6IDMuMTQ2LjE3OC44MSA= جزيرة ام اند امز