"التغيير" ينعش فعاليات النسخة 37 من معرض الخرطوم الدولي
منطقة اليورو تشارك بأكثر من ١٩ شركة تعمل في مختلف الأنشطة في الدورة الحالية لمعرض الخرطوم الدولي
شهدت الدورة ٣٧ لمعرض الخرطوم الدولي مشاركة الاتحاد الأوروبي لأول مرة، واتسع الاهتمام الخارجي بشكل لافت، وهو ما عزاه كثيرون للتغيير السياسي الذي حدث في السودان.
وبدت حركة دؤوبة في المعرض الذي انطلقت فعالياته يوم الإثنين ٢٠ يناير/كانون الثاني الجاري وتستمر حتى الـ27 من الشهر ذاته، بزخم مختلف عن دوراته السابقة وسط تفاؤل المشاركين بنجاحات كبيرة وتوسيع أعمالهم في السودان مستقبلا.
وفشلت الدورة السابقة لمعرض الخرطوم الدولي بعد انسحاب شركات أجنبية وضعف الإقبال نتيجة الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت وقتها ضد نظام الرئيس المعزول عمر البشير.
وبحسب رئيس مجلس إدارة معرض الخرطوم الدولي محمد عبدالله، فإن هذه الدورة تشهد مشاركة ٢٥ دولة وأكثر من 600 شركة محلية وعالمية وكل ولايات البلاد، مشيرا إلى أن المعرض يتيح للمشاركين فرصا تجارية وتسويقية واسعة لتحقيق التكامل المنشود.
ومن بين الدول المشاركة في المعرض إيطاليا وألمانيا وإندونيسيا وماليزيا وسوريا وتركيا والسعودية وباكستان ودول أفريقية، بالإضافة إلى شركات عالمية.
ورغم رفع واشنطن عقوباتها الاقتصادية عن السودان، إلا أن الشركات الأمريكية ما تزال محجمة عن المشاركة في معرض الخرطوم الدولي للمنتجات.
كما أن الشركات الأوروبية والأجنبية تقوم بترويج منتجاتها وخدماتها في معرض الخرطوم الدولي عبر ممثلين سودانيين، الشيء الذي اعتبره البعض نتيجة حتمية لبقاء السودان في القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، والتي تصعب اندماجه في الاقتصاد العالمي.
ويقول المستشار بجناح الاتحاد الأوروبي عبدالحميد محمد رحمة الله لـ"العين الاخبارية" إن منطقة اليورو تشارك بأكثر من ١٩ شركة تعمل في مختلف الأنشطة في الدورة الحالية لمعرض الخرطوم الدولي.
وأضاف "الشركات الأوروبية ترغب في توسيع أعمالها في السودان والدخول في شراكات استثمارية وتنموية لكنها تخشى التدهور الاقتصادي وتذبذب سعر الصرف في البلاد فضلا عن بقاء الخرطوم على لائحة أمريكا للدول الراعية للإرهاب".
وتابع "في العام الماضي شارك الاتحاد الأوروبي بشكل محدود نسبة للظروف الأمنية التي كانت تشهدها البلاد بسبب الاحتجاجات، ولكن هذه السنة كانت المشاركة فعلية ونسعى للتوسع مستقبلا .. ونأمل في إزالة كافة العقوبات عن السودان".
وشكل العالم العربي حضورا متميزا في معرض الخرطوم الدولي، حيث شاركت المملكة العربية السعودية والمغرب والجزائر وتونس، والتي أبدت انفتاحها على السودان وسعيها لكسر عزلته الاقتصادية.
ويقول المسؤول بجناح الشركات الجزائرية في معرض الخرطوم الدولي درار جمال لـ"العين الإخبارية" "هذه المشاركة الخامسة لنا ونرى تقدما كبيرا بهذه الدورة للمعرض من حيث التفاعل والإقبال".
وأضاف "نحن مع الشعب السوداني قلبا وقالبا وتربطنا علاقات دبلوماسية وتجارية ورياضية وغيرها، ونسعى لتطويرها بالمشاركات الفاعلة في مثل هذه المظاهرات الاقتصادية".
وشكلت الشركات والمصانع الوطنية حضورا لافتا في معرض الخرطوم الدولي، حيث توافدت من العاصمة الخرطوم والولايات الإقليمية لعرض منتجاتها المختلفة، وبلغ عددها نحو ٤٥٠ شركة.
ويمثل المعرض بالنسبة للجمهور السوداني فرصة للترويح لما يتخلله من برامج ترفيهية كالليالي الغنائية والمسرحية والمسابقات التي تقيمها الشركات والندوات، فضلا عن اقنتاء منتجات بأسعار مخفضة في ظل الغلاء الفاحش بالأسواق العادية.
"رضوان محمد" ٢٥ عاما يقول لـ"العين الإخبارية" "إنه ظل يرتاد معرض الخرطوم الدولي لسنوات، ولحظ تقدما كبيرا في الدورة الحالية مقارنة بسابقاتها".
وأضاف "سعدت لمشاهد دول أوروبية وعربية وأفريقية تشارك لأول مرة في معرض الخرطوم الدولي، فهذه ثمرة نجاح ثورتنا الشعبية التي خلصتنا من العزلة".
aXA6IDE4LjIxOC4xMjkuMTAwIA== جزيرة ام اند امز