إدانات عربية وإسلامية واسعة للاعتداء على المقار الدبلوماسية السعودية بإيران
تونس اعتبرته "خرقًا فادحًا" للاتفاقيات الدولية
توالت ردود الفعل العربية والإسلامية التي تدين الاعتداء الذي تعرضت له سفارة السعودية في طهران، وقنصليتها بمدينة مشهد الإيرانية
توالت ردود الفعل العربية التي تدين الاعتداء الذي تعرضت له سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد الإيرانية، من قبل متظاهرين إيرانيين احتجاجا على إعدام السعودية رجل الدين الشيعي نمر النمر، ضمن 47 آخرين مدانين بارتكاب أعمال عنف وإرهاب والانضمام وتقديم الدعم للتنظيمات الإرهابية.
فقد أدانت الجامعة العربية بأشد العبارات الاعتداء الذي تعرضت له المقرات الدبلوماسية السعودية في إيران، واعتبرته "انتهاكا صارخا للمواثيق والأعراف الدولية".
وبحسب البيان الصادر اليوم، فقد حمل الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الحكومة الإيرانية مسؤولية حماية هذه المقرات، وفقا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.
وأكد العربي على "ضرورة احترام الجمهورية الإيرانية مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، والتي من حقها المشروع الحفاظ على أمن مواطنيها والسلم الأهلي ووحدة نسيجها الاجتماعي"، مشيرا إلى أنه "ليس من حق أي طرف التعليق على الأحكام القضائية للدول".
وأشاد الأمين العام بالجهود التي تبذلها السعودية من أجل مكافحة الإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار في المملكة والمنطقة من حولها، مؤكدا دعم جامعة الدول العربية لهذه الجهود ووقوفها إلى جانب الرياض.
وأشار إلى قرارات الجامعة العربية بشأن مكافحة الإرهاب والتزام الدول العربية باتخاذ إجراءات جماعية "لمكافحة جميع أعمال الإرهاب وممارساته بكافة أشكالها ومظاهرها، أيا كان مرتكبوها، وحيثما ارتكبت، وأيًّا كانت أغراضها".
من جانبه، أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني "الاعتداءات الهمجية" على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران، والقنصلية السعودية في مدينة مشهد.
وحمل الزياني السلطات الإيرانية المسؤولية الكاملة عن هذه الأعمال الإرهابية، مؤكدًا أن فشلها في منع هذه الاعتداءات يمثل إخلالاً جسيمًا بالتزامات إيران لحماية البعثات الدبلوماسية بموجب اتفاقية فيينا لعام 1961 والقانون الدولي.
واستنكر الأمين العام لمجلس التعاون التصريحات الإيرانية العدائية والتحريضية بشأن تنفيذ المملكة العربية السعودية للأحكام الشرعية الصادرة بحق الإرهابيين، معتبرًا إياها تدخلاً سافرًا في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية، مؤكدًا أن تلك التصريحات قد شجعت على الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية السعودية.
وأكد الأمين العام أن دول مجلس التعاون تقف صفًّا واحدًا مع المملكة العربية السعودية في استنكارها لهذه الأعمال الإرهابية ضد بعثات المملكة العربية السعودية في إيران، وتحمل السلطات الإيرانية المسؤولية الكاملة عنها، كما تؤكد دول المجلس دعمها للقرارات التي اتخذتها المملكة لمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله، وملاحقة مرتكبي الأعمال الإرهابية ومثيري الفتن والقلاقل وتقديمهم للقضاء العادل.
على الصعيد نفسه، أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن شجبها للاعتداءات على سفارة المملكة العربية السعودية لدى طهران والقنصلية في مشهد.
ودعت المنظمة في بيان لها اليوم الأحد إلى ضرورة احترام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 والقانون الدولي الذي يحمى حرمة البعثات الدبلوماسية، والملزمة للجميع طبقا لما تفرضه من حصانة واحترام للبعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى أية دولة.
وأكدت الأمانة العامة دعمها لجهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب والتطرف، مبدية حرصها وتمسكها بميثاق المنظمة الذي يقضي "بالتقيد الصارم بمبدأ عدم التدخل في الشؤون المندرجة أساسا ضمن نطاق التشريعات الداخلية لأية دولة؛ ومبدأ عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول الأعضاء".
وشددت الأمانة العامة على أهمية تعزيز علاقات التعاون والأخوة بين الدول الأعضاء في المنظمة، والعمل على تضافر الجهود لمواجهة التحديات المشتركة، ومحاربة الإرهاب والفكر المتطرف، والتصدي لخطر الانقسام الطائفي؛ والتحرك سويًّا من أجل توحيد الصف وجمع الكلمة وتقريب وجهات النظر والتأكيد على ما يجمع العالم الإسلامي من أهداف وقيم مشتركة.
وفي الإمارات، استدعت وزارة الخارجية اليوم الأحد محمد رضا فياض السفير الإيراني لدى الدولة، وسلمته مذكرة احتجاج خطية من دولة الإمارات على خلفية التدخل الإيراني في الشأن السيادي للمملكة العربية السعودية، والاعتداءات التي وقعت على مقار البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران ومدينة مشهد، وما يمثله ذلك من انتهاك للمواثيق والأعراف الدولية.
وفي القاهرة، أدانت مصر رسميا إحراق السفارة والقنصلية السعودية في إيران، مطالبة باحترام حرمة البعثات الدبلوماسية وسلامة العاملين فيها.
وطالبت مصر في بيان طهران بضرورة احترام حرمة مقار البعثات الدبلوماسية والقنصلية وسلامة الأفراد العاملين بها، والتي كفلتها اتفاقيات فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية.
وأدان الأزهر الاعتداءات وأكد في بيان له اليوم، تضامنه مع المملكة العربية السعودية قيادةً وشعبًا، داعيًا إلى ضرورة احترام الشؤون الداخلية للمملكة وعدم التدخل فيها واحترام علاقات الجوار التي حث عليها الإسلام، وأقرتها المواثيق الدولية .
الأردن هو الآخر، أدان بشدة الهجوم الذي تعرضت له السفارة السعودية في طهران، داعيا إيران إلى "توفير الحماية للبعثات الدبلوماسية"، حسبما أفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية.
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق باسم الحكومة محمد المومني: إن "الأردن يدين بشدة حادث الاقتحام الذي تعرض له مبنى سفارة المملكة العربية السعودية في طهران أمس السبت"، واصفا إياه بأنه "خرق فاضح للقانون الدولي واتفاقية جنيف بشأن صون وحماية البعثات الدبلوماسية واحترامها" .
وأكد المومني "تضامن الأردن مع المملكة العربية السعودية الشقيقة ووقوفه إلى جانبها في مواجهة التطرف والإرهاب"، مستنكرا "التدخل والتحشيد الإيراني ضدها، وتصاعده عقب تنفيذ الشقيقة السعودية أحكاما قضائية ضد مدانين من مواطنيها".
وشدد الوزير الأردني على "حرمة البعثات الدبلوماسية وضرورة صونها وتوفير الحماية لها التزاما بالقانون الدولي واتفاقية جنيف".
ووصفت تونس، مساء الأحد، إحراق السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد (شمال شرق) بأنه "خرق فادح" لاتفاقيات فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية.
وقالت وزارة الخارجية التونسية -في بيان-: "على إثر الاعتداءات التي تعرّضت لها سفارة المملكة العربية السعودية بطهران وقنصليتها العامة بمدينة مشهد، فإن تونس تدعو إلى ضرورة توفير الحماية للبعثات الدبلوماسية والقنصلية والحفاظ على حرمتها من مثل هذه الأعمال التي تمثّل خرقًا فادحًا لاتفاقيات فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية والمواثيق والمعاهدات والأعراف الدولية ذات الصّلة".
وأضافت الوزارة "كما تدعو تونس إلى تجنّب كلّ ما من شأنه أن يؤدّي إلى مزيد توتير الأوضاع في المنطقة، حفاظًا على أمن واستقرار دولها".
ونفذت السعودية السبت أحكام إعدام بحق 47 شخصا مدانين بـ"الإرهاب"، بينهم جهاديون مرتبطون بتنظيم القاعدة ورجل الدين الشيعي نمر باقر النمر.
aXA6IDE4LjIyNy40OC4yMzcg جزيرة ام اند امز