هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ودورها العالمي الرائد في 2015
الهيئة قامت بتقديم يد العون والمساعدة والإغاثة في كثيرمن أصقاع العالم في الدول التي تعاني الفقر أو الجفاف أوالكوارث الطبيعية أوالحروب
الهلال الأحمر الإماراتي هي هيئة خيرية إماراتية تأسست سنة 1983 لتقديم المساعدة والعون للمحتاجين، وبعد تأسيسها بثلاث سنوات أصبحت عضوًا في الاتحاد الدولي للهلال والصليب الأحمر، وهي كغيرها من جمعيات الهلال الأحمر جمعية خيرية غير ربحية وغير سياسية تنشط في زمن السلم والحرب، ولا يأبه المتطوعون فيها لجنسية المستفيدين من خدماتها، ولا إلى معتقداتهم الدينية، أو المذهبية أو السياسية، ويتنوع نشاط هذه الهيئة من تقديم المساعدة للمحتاجين في السلم وحملات التلقيح وعلاج الأوبئة، إلى سوح الحرب ومن يعانون أتونها، ولمن يعيشون الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات، بتقديم العون والمساعدات الغذائية والطبية والإيواء والرعاية النفسية لهم.
سنتناول هنا الوجه الخارجي الإيجابي للهيئة، كمقدم للمساعدة والعون للدول الفقيرة، أو المتضررة من الحروب والنزاعات، وكذراع خيرية لدولة الإمارات في الدول التي تعيش ظروفًا صعبة من خلال تتبع بعض المنجز في الخارج، كما سنتناول الوجه المحلي للهيئة الذي لا يقل أهمية عن الدور الخارجي، وهو ما سنقدمه من خلال عرض نماذج مما أنجزته الهيئة سنة 2015 المنصرمة داخل الإمارات لسكان الدولة من مواطنين ووافدين.
وعلى المستوى الخارجي قامت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بتقديم يد العون والمساعدة والإغاثة في كثير من أصقاع العالم في الدول التي تعاني الفقر أو الجفاف أو الكوارث الطبيعية أو الحروب، وسنأخذ ما قدمته الهيئة في جمهورية اليمن كمثال على المنجز الخارجي للهيئة في سنة 2015، بتتبع بعض المنجز هناك.
فبعد انقلاب مليشيات الحوثي والقوى المتحالفة معها على الشرعية في اليمن والدمار الذي ألحقته باليمن وانطلاق عملية "عاصفة الحزم" لتحرير اليمن في مارس الماضي، كانت الهيئة سباقة إلى التواجد على التراب اليمني – رغم خطورة الوضع الأمني – ، وهي الآن تكاد تكون الوحيدة في الساحة اليمنية بعد إحجام أغلب الهيئات الإغاثية الدولية عن التواجد هناك.
وهكذا استطاعت الهيئة في السنة الماضية إرسال تسع سفن محملة بالمواد الغذائية والطبية ومستلزمات صيانة المنشآت الحيوية المتضررة في اليمن، بحمولة تقدر بأكثر من 18 ألف طن، إضافة إلى نجاح الهيئة في إدخال 85 شاحنة إغاثية محملة بالمواد الغذائية عبر الحدود البرية اليمنية السعودية، حيث قدرت الهيئة والجهات الحكومية اليمنية أن أكثر من 600 ألف شخص في عدن والمديريات التابعة لها قد استفادوا من المساعدات الغذائية للهيئة، كما استفادت محافظة المهرة في الشهرين الأخيرين من السنة المنصرمة من توزيعات الهلال الغذائية، حيث تم توزيع 3000 طرد غذائي على أسر محتاجة في المحافظة، وفي نفس الفترة تقريبًا استفاد سكان محافظة شبوة من توزيعات غذائية شملت 5000 طرد غذائي.
وفي المجال الصحي الذي تضرر نتيجة ظروف الحرب قامت الهيئة بتوفير المواد والمستلزمات الطبية لكثير من المستشفيات في بعض المحافظات، منها تأهيل "مستشفى الجمهورية" في عدن، وإعادة تأهيل تسعة مراكز صحية في المديريات التابعة لها، وتوفير مستلزمات طبية لمستشفى "الغيضة" في محافظة المهرة.
كما قامت الهلال بصيانة الكثير من منشآت مشاريع الكهرباء التي تضررت جراء الحرب، حيث أعلنت الهيئة نجاحها في إعادة تشغيل نسبة 90 في المائة من مولدات الكهرباء في عدن والمديريات التابعة لها.
وبالنسبة لتوفير المياه الصالحة للشرب الذي يشكل تحديًا خانقًا في اليمن قامت الهيئة بجهود كبيرة لتوفير مياه الشرب خاصة في محافظة عدن، وهو ما جعلها تنجح في توفيره – في أواخر السنة الماضية - لأغلب سكان مدينة عدن وللمديريات الثمانية التابعة لها، وكان آخر ما قدمته الهلال في هذا المجال في السنة المنصرمة 50 مضخة مائية تم تركيبها - بالتنسيق مع مؤسسة المياه والصرف الصحي لمدينة عدن - على خمسين بئرًا عززت من توفير ماء الشرب لسكان مدينة عدن .
وفي قطاع التعليم بذلت الهيئة في اليمن – خاصة في عدن – مجهودات جبارة من أجل استئناف الدراسة، بتوفير الأدوات التربوية والتعليمية وبناء وصيانة المدارس المنهارة، ففي حصيلة نشرها الهلال – في أواخر السنة المنصرمة - فإن 64 مدرسة تم تأهيلها بالفعل وتأثيثها وتوفير المستلزمات التربوية لها، بما فيها توزيع الحقائب المدرسية على التلاميذ، مؤكدًا أن 90 مدرسة أخرى هي في إطار التأهيل.
ويتواجد عدد كبير من موظفي ومتطوعي الهيئة يبلغ 170 فردًا على التراب اليمني يوزعون المساعدات، ويشرفون على أعمال الصيانة والتأهيل لمختلف المنشآت الحيوية التي تقوم الهيئة بإعادة تأهيلها، يعطي صورة عن ضخامة ما تقوم به الهيئة هناك، ونفس الصورة تعطيها تكلفة المساعدات والصيانة والتأهيل، حيث كلفت تدخلات الهيئة في اليمن مع نهاية السنة الماضية 481 مليون درهم، وهو ما يعطي في المحصلة صورة مشرفة لما قدمته الهيئة في اليمن، وهي جهود يحتاج السكان في اليمن إلى ديمومتها ومضاعفتها، حتى استكمال عودة الشرعية والاستقرار إلى اليمن.
وعلى المستوى المحلي فهيئة الهلال الأحمر متواجدة على كامل التراب الإماراتي، ولها فروع في مختلف إمارات الدولة، زيادة على مقرها المركزي في أبوظبي.
ومن خلال هذا التواجد الواسع، استطاعت الهيئة تقديم الكثير من المساعدات والعون لمحتاجيهم على صعد مختلفة ولفئات مختلفة، بما تقدمه من مساعدات مباشرة، وكوسيط بين محتاجي هذا العون والأشخاص والمؤسسات الذين يريدون تقديم هذه المساعدة .
ويتجلى تطور وتزايد خدمات الهلال على المستوى المحلي في تطور العون كل سنة عن السنة التي قبلها، فقد تطورت ميزانية الشؤون المحلية باستمرار خلال السنوات الماضية ، وتعددت المشاريع والمبادرات والحملات التي تقدم العون لفئات مختلفة كالطلاب، والمرضى، والفقراء، والمعوزين، والسجناء، وذوي الاحتياجات الخاصة، والغارمين.
وبإجراء مقارنة بسيطة بين المبالغ المرصودة في ميزانية الهيئة لمختلف الفئات المستفيدة داخل الدولة في السنة المنصرمة والسنتين اللتين قبلها، يتضح التطور المستديم للمبالغ المخصصة للفئات المستفيدة من هذه المساعدات.
فقد ارتفعت المساعدات الإنسانية ( في الميزانية الخاصة بالشؤون المحلية ) من 23 مليون درهم سنة 2013، إلى 40 مليون درهم سنة 2014، وبلغت في ميزانية الهيئة سنة 2015 المنصرمة 47 مليون درهم، كما ارتفعت المساعدات المقدمة لطلاب العلم من 17 مليون درهم سنة 2013، إلى 39 مليون درهم سنة 2014 إلى 42 مليون درهم في سنة 2015.
وانتقلت المساعدات الطبية - بنفس الوتيرة تقريبًا - من 23 مليون درهم سنة 2013 ، إلى 40 مليون درهم سنة 2014، ووصلت إلى 46 مليون درهم في سنة 2015.
بينما ارتفعت المساعدات المخصصة لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة من 5 مليون درهم سنة 2013، إلى 8 مليون درهم سنة 2014، وازدادت بنسبة بسيطة في السنة المنصرمة حيث بلغت 8.6 مليون درهم .
وبالنسبة لمشروع الأضاحي فقد ارتفع عدد المستفيدين منه من 80 ألف شخص داخل الدولة سنة 2014 إلى 107 آلاف شخص سنة 2015 ، كما ارتفع عدد الأضاحي من 12 ألف رأس سنة 2013، إلى 20 ألف رأس سنة 2014، ليتجاوز 21 ألف رأس من الغنم في سنة 2015 المنصرمة .
وفي ذات السياق ازداد عدد المتطوعين في الهلال من المواطنين والمقيمين، فقد انضم إلى برامج الهلال التطوعية في السنة المنصرمة أكثر من 800 شخص، ليصل العدد الكلي للمتطوعين إلى أكثر من 3 آلاف شخص يتم تدريبهم وتعليمهم الخبرات اللازمة لمباشرة عملهم التطوعي الذي تتعدد أشكاله من توزيع المساعدات على مستحقيها، ومن المشاركة في حملات تثقيف المجتمع والأفراد، إلى عمليات تقديم العون والإغاثة .
كما تطورت أعداد السكان المستفيدين من حملات التوعية التي يقدمها متطوعو الهلال عبر السنين، من المبادرات والحملات التي ينظمها الهلال لتوعية السكان وتحسيسهم بالقضايا التي تمس حياتهم اليومية من دورات في الإسعافات الأولية، وتثقيف صحي وبيئي، وتحسيس بالمخاطر التي تتربص بالشباب كالإدمان، وحوادث السيارات، حيث تجاوز عدد المستفيدين من هذه الدورات والحملات 33 ألف شخص في السنة المنصرمة .
ومع النتائج الإيجابية التي حققتها الهيئة على المستوى الدولي والمحلي، تبقى محتاجة لمزيد من تطوير الأساليب وبذل الجهود والتنسيق مع الجهات والمؤسسات التي تعمل في الحقل الإنساني والإغاثي لديمومة وتطور رسالتها النبيلة في بذل المساعدة لمن يحتاجها.
aXA6IDMuMTQ1LjE2MS4xOTQg جزيرة ام اند امز