الريال بين خطايا بيريز والاحتماء بزيدان
ريال مدريد الإسباني يعاني حاليًّا من أزمة، والدليل إقالة بينيتيز، واللجوء للأسطورة زين الدين زيدان لقيادة سفينة النادي الملكي المترنحة
شك أن نادي ريال مدريد الإسباني يعاني حاليًّا من أزمة، والدليل إقالة مدرب الفريق الأول، رافاييل بينيتيز قبل انقضاء مباريات الدور الأول من الليغا، واللجوء للأسطورة الفرنسي زين الدين زيدان لقيادة سفينة النادي الملكي المترنحة إلى بر الأمان، وإحياء فرص الفوز بالألقاب الكبرى الغائبة منذ عام.
إلا أن الطريقة التي تمت بها إقالة بينيتيز تثير الشكوك حول إذا ما كانت أزمة الريال الحالية فنية فقط وستنتهي مع "زيزو" أم إدارية أيضًا.
فقد خرج رئيس النادي فلورنتينو بيريز أمام وسائل الإعلام أمس في حديث مقتضب ليوجه الشكر لبينيتيز على المجهود الذي بذله، ليتحول بعدها سريعًا في توجيه المديح للمدرب الجديد زيدان، لكن دون أن يتم السماح للمدرب الإسباني المقال بعقد مؤتمر صحفي لوداع الجماهير، مثلما حدث مع سلفه كارلو أنشيلوتي الصيف الماضي.
كما خرجت تقارير إخبارية إسبانية تؤكد أن بينيتيز نفسه لم يكن يعلم بنبأ الإقالة إلا عقب الإعلان عن تولي زيدان المسئولية خلفًا له، ليخرج مدرب ليفربول وإنتر ميلان السابق ببيان يعبر فيه عن سعادته بقيادة الريال خلال تلك الفترة الوجيزة، ومتمنيًا الخير لخليفته الفرنسي، لكن دون أن يخصص لرئيس النادي أية كلمات.
وتتعارض طريقة إقالة بينيتيز ، الذي سبق وتوج بالليغا مرتين وكأس الويفا مرة مع فالنسيا ودوري الأبطال مرة مع ليفربول وكأس العالم للأندية مع إنتر، مع الدعم الكامل الذي كان يمنحه له رئيس المؤسسة الملكية وتأكيده في أكثر من مناسبة الفترة الماضية على أنه الحل الأنسب للفريق.
ولا تزال جماهير النادي الملكي العريق تتذكر الجملة الشهيرة لبيريز قبل نحو أسبوعين والتي جاءت ردًّا على تقارير إخبارية أكدت إقالة المدرب الإسباني وتعيين زيزو خلفًا له، حيث أكد في الـ17 من ديسمبر أن "رافا ليس المشكلة، بل الحل".
وسبق ذلك تأكيد آخر من رئيس النادي عن دعمه لرافا يوم 23 نوفمبر الماضي وعقب هزيمة الفريق الملكي برباعية نظيفة على أرضه أمام الغريم التقليدي برشلونة، قال فيه: "بينيتيز جاء للتو، فلنتركه يعمل، والانتصارات ستأتي بالتأكيد وهناك ثقة بأنه سيصلح الأمور".
وثبت رئيس النادي على موقفه أيضًا يوم 3 ديسمبر خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده للحديث عن أزمة إشراك الروسي دينيس تشيريشيف في كأس الملك رغم عقوبة إيقافه، والتي أدت لإقصاء الريال من البطولة، حيث قال وقتها: "نحن نجد الطريق الصواب مع بينيتيز ، فلنتركه يعمل".
ولجأ الرئيس لشعبية زيدان من أجل حمايته من ثورة الجماهير التي لم تنقلب فقط مؤخرًا على بينيتيز، جراء تذبذب مستوى الفريق وفشله في الخروج منتصرًا أمام كبار الليغا، خاصة وأنها أطلقت أيضًا صافرات استهجان على شخص فلورنتينو وطالبت باستقالته، بعدما رأت أنه لا يوجد مشروع حقيقي للنادي.
وربما تُجسد إقالة بينيتيز، الذي راهن عليه رئيس النادي الصيف الماضي بعد إصراره على إقالة أنشيلوتي رغم مطالبة اللاعبين باستمراره، تخبطًا واضحًا في إدارة فلورنتينو، الذي بدا أشبه بـ"ديكتاتور" يعين من يشاء ويطرد من يشاء -أقال 10 مدربين حتى الآن خلال فترتي رئاسته للنادي (12 عامًا).
إذًا فقد لا يكون بينيتيز هو مكمن الأزمة، بل فلورنتينو نفسه الذي قد تطيح به قراراته المتخبطة إلى خارج أسوار النادي قريبًا، خاصة وأن سيناريو مماثل حدث في موسم 2005-2006.
aXA6IDMuMTM3LjIxOS42OCA= جزيرة ام اند امز