جانتس وتشكيل الحكومة الإسرائيلية.. 4 سيناريوهات
ليست هذه هي المرة الأولى التي يكلف فيها جانتس بتشكيل الحكومة، إذ سبق وأن أخفق في هذه المهمة بعد الانتخابات التي جرت سبتمبر الماضي
بدءا من الثلاثاء، سيكون أمام زعيم حزب "أزرق أبيض" الوسطي بيني جانتس مهلة 28 يوما لتشكيل حكومة يمكن تمديدها لفترة 14 يوما إضافية إذا وافق الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين على ذلك.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يكلف فيها جانتس بتشكيل الحكومة، إذ سبق وأن أخفق في هذه المهمة بعد الانتخابات التي جرت في سبتمبر/أيلول الماضي.
ولكن خلافا للمرة السابقة فإن جانتس يحظى الآن بدعم 61 نائبا في الكنيست الإسرائيلي وهو بالضبط عدد الأصوات المطلوبة لتشكيل حكومة، ورغم أن جميعهم يرغبون في التخلص من رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، فثمة الكثير جدا يفرقهم سياسيا.
وخلال تسليمه كتاب التكليف لجانتس قال ريفلين: إن الجولة الرابعة من الانتخابات غير ممكنة والمفاتيح الخاصة بتشكيل حكومة في إسرائيل هي الآن بين يديك ومفتاح جميع المسؤولين المنتخبين من جميع الأحزاب".
وأضاف: "يمنحك القانون ثمانية وعشرين يوما، اعتبارا من الغد، لتشكيل الحكومة، هذه فترة قصيرة، ولكن نظرا للظروف الحالية، حالة الطوارئ الوطنية والعالمية، فهي طويلة جدا. الوقت الملح وحجم التحديات يتطلبان تشكيل حكومة في إسرائيل".
ورد عليه جانتس: "أعدك بأنني سأبذل قصارى جهدي لتشكيل حكومة وطنية واسعة قدر الإمكان في غضون أيام قليلة".
وتابع: "سأقيم حكومة وحدة وطنية تمثل جميع مواطني إسرائيل وتدافع عن حقوق سكان يهودا والسامرة (أي المستوطنين في الضفة الغربية) والمواطنين العرب والمقيمين في المحيط ووسط البلاد".
وأردف جانتس: "سأخدم الناخبين من جميع الأحزاب وجميع مواطني إسرائيل، سأقود الجهد لشفاء المجتمع من مرض كورونا، وكذلك من مرض الانقسام والكراهية".
ووجه نداء للوحدة بما في ذلك إلى نتنياهو وقال: "بروح هذه الأيام، أمد مرفقي إلى جميع القادة، بما في ذلك نتنياهو، وأحثهم على الانضمام إلي وأصدقائي في رحلة علاج المجتمع الإسرائيلي، لطالما أردت الوحدة التي لم تأت على حساب القيم الديمقراطية".
وأشار رئيس الحكومة المكلف إلى أنه حان الوقت لقادة الأحزاب الأخرى ونتنياهو ليقرروا ما إذا كانوا مستعدين للسير في هذا الطريق.
ولم يوضح جانتس ماهية الحكومة التي يمكن أن يشكلها "خلال أيام" ولكن "العين الإخبارية" رصدت 4 سيناريوهات:
السيناريو الأول:
حكومة مدعومة من 61 نائبا تضم وزراء من حزبه "أزرق أبيض" وتحالف "العمل-ميرتس" الوسطيين وحزب "إسرائيل بيتنا" اليميني برئاسة أفيغدور ليبرمان على أن تحظى بدعم من النواب العرب من خلال الكنيست الذين يشترطون خطوة بالاستجابة لمطالب سياسية ومدنية.
ولكن هكذا حكومة لن تصمد طويلا في ظل تناقض المواقف السياسية بين أطرافها، فالنواب العرب لن يدعموا حكومة تطبق صفقة القرن الأمريكية أو تهود القدس أو تشن هجمات على قطاع غزة فضلا عن التناقضات بين تحالف "العمل-ميرتس" وحزب "إسرائيل بيتنا" بكل ما يتعلق بالسلام مع الفلسطينيين والاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
السيناريو الثاني:
حكومة طوارئ وطنية بسقف 6 أشهر لمواجهة أزمة فيروس كورونا تمهد لانتخابات جديدة، إذ يجري منذ أيام البحث في تشكيل حكومة كهذه كي تكرس عملها من أجل مواجهة فيروس كورونا ومنع توسع انتشاره مع تسجيل إصابة 255 إسرائيليا بهذا الفيروس.
ويقضي الاقتراح بأن تضم حكومة الطوارئ جميع الأحزاب الإسرائيلية الممثلة بالكنيست.
ولكن ليس من الواضح إن كان رئيس الوزراء نتنياهو يقبل بأن يكون جزءا من هذه الحكومة في حال لم يترأسها.
السيناريو الثالث:
حكومة وحدة وطنية بمشاركة حزب "الليكود"، فرغم فشل محاولات سابقة لتشكيل حكومة وحدة وطنية فإن هذا الخيار ما زال مطروحا على الطاولة وإن كانت العقبة الأساسية أمامه ما زالت قائمة وهي إصرار جانتس على عدم الشراكة مع نتنياهو قبل إنهاء ملف الفساد الموجه ضده وإصرار "الليكود" على أن نتنياهو ممثله الوحيد في حكومة كهذه.
ولكن في حال النجاح في إزالة العقبات فإن الحكومة ستكون قوية جدا في ظل وجود عدد مقاعد كاف لدى "الليكود" و"أزرق أبيض" ما يجعلهما لا يحتاجان للأحزاب الأخرى.
السيناريو الرابع والأخير:
محاولة جذب أحزاب اليمين، إذ يسعى جانتس لمحاولة جذب أحزاب يمينية شريكة لنتنياهو إلى حكومة يشكلها هو مثل "شاس" الذي لديه 9 مقاعد بالكنيست وهو ما سيعزز من قوة الحكومة التي قد يشكلها.
ولكن زعيم حزب "شاس" وزير الداخلية أرييه درعي رفض طلب جانتس، الإثنين، اللقاء معه معلنا تمسكه بكتلة اليمين، كما أن زعيم حزب "يهودوت هتوراه" اليميني وزير الصحة يعقوب ليتسمان رفض طلبا مماثلا.
ثمة إجماع في إسرائيل على أنه من غير الممكن إجراء انتخابات رابعة في ظل استمرار انتشار فيروس كورونا، الذي ارتفع عدد المصابين به الإثنين إلى 344، وهو ما يضع الأحزاب الإسرائيلية أمام خيارات صعبة جدا.