صحيفة أمريكية: قنبلة كوريا الشمالية تعيدها إلى دائرة الضوء العالمي
اختبار القنبلة الهيدروجينية يصعد توترات الدولة المنعزلة مع الغرب والصين
اختبار كوريا الشمالية النووي، يعيد الدولة المنعزلة إلى دائرة الضوء، ويدفع الولايات المتحدة لاتخاذ نهج أكثر فعالية، لمواجهة تهديداتها
آخر اختبار نووي لكوريا الشمالية، يعيد الدولة المنعزلة مجددًا إلى دائرة الضوء الدبلوماسي، ويدفع الولايات المتحدة لاتخاذ نهج أكثر فعالية، لمواجهة تهديد قد تلاشى من العناوين الرئيسية في ظل ارتفاع حدة التوتر في الشرق الأوسط، حسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وفي تقرير نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني، قالت: إن إعلان بيونج يانج، أنها فجرت قنبلتها الهيدروجينية الأولى اليوم الأربعاء، باغت الغرب، وأثار أيضًا الشكوك بشأن مزاعمها حول تطوير شكل قوي من السلاح النووي.
وحسب الصحيفة، يعتقد عدد من الخبراء أن قرار إجراء رابع تجربة نووية، والإعلان عن نوع جديد من القنابل، يبدو أنه يهدف إلى لفت الانتباه إلى قدرة كوريا الشمالية لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
وفي هذا السياق، قال "تشيونج سيونج-تشانج" -وهو محلل بارز في "معهد سيجونج"، وهو مؤسسة بحثية قرب سول-: "تعتزم كوريا الشمالية تعزيز مكانتها كقوة نووية هذا العام، لا سيما قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتغيير محتمل في الحكومة هناك".
بينما قال "ماساشي نيشيهارا" -وهو رئيس معهد أبحاث السلام والأمن ومقره طوكيو-: "إنهم يحاولون الاحتكاك من خلال اختبار القنبلة الهيدروجينية، فإنهم يأملون في التقرب من أمريكا وإجراء نوع من المفاوضات".
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال الإعلان عن الاختبار، ربطت كوريا الشمالية تعزيزها النووي بطلبها منذ فترة طويلة بأن تنسحب الولايات المتحدة من التحالف العسكري مع كوريا الجنوبية، الذي تصوره بيونج يانج على أنه تهديد لسيادتها.
وفي المقابل، يقول مسؤولون أمريكيون إن كوريا الشمالية قد اتخذت موقفًا أكثر تشددًا في عهد الزعيم الحالي كيم جونج أون، رافضًة الدخول في محادثات بشأن برنامجها النووي رغم التقارب المتكرر، وهذا خلق المعضلة، وسمح لبيونج يانج بالمضي قدمًا في تطوير ترسانة أسلحتها.
وفي الوقت ذاته، أشار خبراء نوويون، ومسؤولون كوريون جنوبيون إلى أن تشابه حجم الانفجار الأخير، مع انفجار آخر تجربة نووية لكوريا الشمالية عام 2013، يعني أنه من غير المرجح أنه نجم عن قنبلة هيدروجينية نموذجية، ولكنهم ربما اتخذوا خطوة في هذا الاتجاه، حسب جيفري لويس، مدير برنامج حظر الانتشار النووي في منطقة شرق أسيا في مركز "جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي".
وافترضت الصحيفة أن فشل عقوبات الأمم المتحدة، فضلا عن تلك التي فرضتها الولايات المتحدة، ودول أخرى في كبح جماح التطورات النووية لكوريا الشمالية، يثير تساؤلات حول إذا كان هناك حاجة إلى نهج جديد لمعالجة هذه القضية.
ونقلت عن تشون يونج-وو -وهو مستشار سابق في وكالة كوريا الجنوبية للأمن القومي، ومفاوض في عملية المحادثات السداسية، التي حاولت لعدة سنوات إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن طموحاتها النووية- قوله: "يجب أن نعطيهم خيارين: نزع السلاح النووي أو نهاية النظام".
ووفقًا للصحيفة، يقول منتقدو الرئيس الأمريكي باراك أوباما: إن إدارته قللت من أهمية سياستها لمواجهة تهديد كوريا الشمالية، لا سيما في أعقاب الهجمات الإلكترونية في ديسمبر عام 2014 ضد شركة "سوني بيكتشرز إنترتينمنت"، التي ألقت الولايات المتحدة باللائمة فيها على كوريا الشمالية.
ولفتت إلى أنه قبل عام، وقع أوباما أمرًا تنفيذيًّا يخول لوزارة الخزانة الأمريكية تجميد أي أصول لحكومة كوريا الشمالية، والحزب الحاكم، والمسؤولين، والمساعدون في بلد ثالث، وبعد ذلك بعام، حددت الإدارة 18 هدفًا فقط بموجب هذا الأمر، ومعظمهم تجار أسلحة صغار، وكيانات جمدت أصولها بالفعل، إلا أن الإدارة لم تجمد حتى الآن أصول كيم جونج أون أو أي من كبار مساعديه.
والانفجار قد يدفع إدارة أوباما في الوقت الراهن إلى إعادة التركيز على كوريا الشمالية، وفقا لريتشارد بيتسينجر، وهو خبير أمني في كلية "إس. راجاراتنام للدراسات الدولية" في سنغافورة، حيث يقول: "أثبت هذا للجميع أنه على الولايات المتحدة أن تبقى نشطة في منطقة أسيا، وأن ثمة مشكلات كبيرة هنا، لا تتعلق كلها بالمنافسة بين الولايات المتحدة والصين".
وأشارت الصحيفة إلى أن عقوبات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية، واجهت على مدى سنوات مقاومة من أقرب حلفائها، وهي الصين، فبينما دعت بكين مرارًا للقضاء على الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية، يمثل الضغط على كوريا الشمالية عملية توازن.
وفي هذا السياق، يقول "جين كانرونج" -أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "رنمين" بالصين-: إن "الانهيار الداخلي في قيادة كوريا الشمالية يخاطر بزعزعة الاستقرار في مقاطعات شمال شرق الصين، مع احتمال تدفق آلاف اللاجئين الكوريين الشماليين عبر الحدود".
وختاما، توقعت الصحيفة أن يغير اختبار كوريا الشمالية أيضا ديناميات الدفاع والأمن في اثنين من أقرب جيرانها: كوريا الجنوبية واليابان، وقد يجبر سول على الاستثمار في أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية باهظة الثمن، على الرغم من طموحاتها لتطوير بدائل محلية الصنع منذ فترة طويلة.
aXA6IDMuMTQ1LjU5LjI0NCA= جزيرة ام اند امز