لم يسبق لسوليه قبل «فندق المهرجان» أن تناول عالم طفولته بطريقة مباشرة كهذه، ولم يقدم نصًّا يتنازعه فيه الضياع والحنين إلى الوطن
بمناسبة صدور روايته السادسة «Hôtel Mahrajane» أو (فندق مهرجان) الصادرة في أكتوبر 2015 عن دار النشر لوسوي، يستقبل المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة الكاتب الصحفي والروائي والمؤرخ الشهير "روبير سوليه" مساء الأحد 10 يناير المقبل، في حوار مفتوح حول الرواية، تديره الدكتورة أمل الصبان الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، تليها مناقشة مفتوحة مع الحضور، ويعقب الأمسية الأدبي حفل توقيع للرواية تنظمه مكتبة أم الدنيا، وحفل استقبال على شرف الكاتب روبير سوليه مع ترجمة مصاحبة إلى العربية.
لم يسبق لروبير سوليه قبل روايته الجديدة «فندق المهرجان»، أن تناول قط عالم طفولته بطريقة مباشرة كهذه، ولم يقدم نصًّا يتنازعه فيه الضياع والحنين إلى الوطن، كل هذا بدقة بالغة حينما يستعرض خفة الأيام السعيدة. ولكي يفي بهذا الغرض، اختار المضي قدمًا تحت قناع.
تدور الأحداث في ناري، مرفأ مطل على حوض البحر المتوسط ولا يظهر على أية خريطة، على وجه التحديد، في فندق مهرجان الذي لا أثر له في أي دليل سياحي. ومنذ الصفحات الأولى، حينما يفرط عقد أسماء شخصياته؛ سعد عبد الحميد السيد المسلم وإيلي ليفي حانور اليهودي وآري مالوميان الأرمني ويلينا اليونانية، وحينما يطرح روابط الجيرة الطيبة والحذرة التي كانت تربطهم جميعًا، ندرك أن ناري هي التمثيل الصادق لمجتمع متعدد الأجناس. مدينة بلا أطلال، كما يصفها، ولكنها تجذب فيضا من المشاهير والفنانين والمفكرين القادمين من الغرب. "ناري" الملقبة بالإسكندرية، بلدة ساحلية غريبة الأطوار وريفية، متزمتة وإباحية في آن، ألهمت نصوصًا بارزةً في الأدب المعاصر.
روبير سوليه، كاتب وصحفي وروائي ومؤرخ فرنسي من مواليد القاهرة عام 1946 من أسرة سورية لبنانية استقرت منذ قديم الزمان على ضفاف النيل. أتم تعليمه المدرسي بمدرستي الليسيه بمصر الجديدة، ثم الآباء الجيزويت بالضاهر. تعد روايته «فندق مهرجان» سادس رواية له. وصل إلى باريس في سن الثامنة عشرة، وحصل على شهادة المدرسة العليا للصحافة بمدينة ليل، ثم عمل روبير سوليه في قسم التحرير بجريدة "لوموند" في عام 1969 ليظل في هذه الجريدة طوال سنوات عمله. ومنذ صدور روايته «طربوش» في عام 1992، وتزامنًّا مع إصدار الكتابات ومقالات الرأي، تحول الصحفي إلى روائي. وجميع القصص التي رواها اتخذت من مصر إطارًا ومضمونًا لها. ومن رواية إلى أخرى، انكبّ روبير سوليه على اكتشاف تاريخ عائلته المتجذر في تاريخ مصر، ولم يكف عن ذكره بحيوية شرقية.
من أشهر أعماله: رواية «مزاج» التي نقلتها إلى العربية إيمان محمود الهباش، وصدرت عن المركز القومي للترجمة، وهي كما يقول سوليه نفسه من أحب أعماله إلى قلبه، وبطلها شاب فرنسى اسمه بازيل باتركاني هاجر من مصر، واستطاع أن يقيم شبكة علاقات واسعة ومعقدة في فرنسا. وله روايات عن مصر مثل «الطربوش»، «سيمافور الإسكندرية»، و«المملوكة»، ومن دراساته التاريخية والثقافية كتابه الشهير «مصر ولع فرنسي» الذي صدرت منه طبعات عدة، وكتاب «قاموس عاشق لمصر» الذي ترجمه عادل أسعد الميري، وصدر عن المركز القومي للترجمة، وكتاب «سقوط الفرعون ـ ثمانية عشر يوما غيرت وجه مصر» الذي ترجمته ناهد الطناني، وفيه يؤرّخ لمقدمات ووقائع ثورة 25 يناير 2011، من خلال مراجع صحفية وسياسية ولقاءات مباشرة للمؤلف مع شخصيات عامة مصرية أسهمت في الثورة.
aXA6IDMuMTI5LjIxMS4xMTYg جزيرة ام اند امز