إثيوبيا ترفض مقترحًا مصريًّا بزيادة فتحات سد النهضة
وزير الري المصري: الاجتماع هدف لدراسة المقترح المصري
تتمسك مصر بزيادة الفتحات في جسم السد من فتحتين إلى أربعة، لضمان تدفق المياه، لكن إثيوبيا تراوغ وتقول إنها تضمن التدفق بالفتحات الموجودة
أنهى الاجتماع الفني من جولة المفاوضات الـ12 بين ممثلي دول مصر والسودان وإثيوبيا وشركة "ساليني" الإيطالية بشأن سد النهضة أعماله، وسط خلافات وغموض حول المقترح المصري بزيادة فتحات السد لضمان تدفق مياه النيل خاصة في موسم الجفاف.
كان وزراء الخارجية والري في البلدان الثلاثة اتفقوا خلال الاجتماع السداسي في ديسمبر/كانون الأول الماضي على عقد اجتماع آخر يومي 6 و7 يناير/كانون الثاني في أديس أبابا لدراسة المقترح المصري.
وتقترح مصر على الجانب الإثيوبي زيادة الفتحات أسفل سد النهضة الإثيوبي من فتحتين إلى أربعة، لكن الجانب الإثيويبي يقول إن تنفيذ هذا المقترح سيكون أمرًا غاية في الصعوبة.
وأعلن مسؤول إثيوبى رسميًّا، مساء اليوم الجمعة، رفض بلاده المقترح المصري، مؤكدًا أن الدراسات أثبتت أن الفتحات الحالية كافية ولن تعوق مرور المياه.
ورغم التأكيدات المصرية أن الاجتماع عقد لدراسة زيادة فتحات سد النهضة، يراوغ الجانب الإثيوبي ويقول إنه كان لتوضيح رأي الفنيين الإثيوبيين، واستشاري شركة ساليني الإيطالية المنفذة لأعمال البناء؛ بأن السد لن يعوق تدفق المياه.
لكن وزير الري المصري الدكتور حسام مغازي، أكد اليوم الجمعة، أن المفاوضات كانت حول زيادة فتحات السد، كما أنه تلقى تقريرًا فنيًّا عن المناقشات التي دارت بين خبراء مصر والسودان وإثيوبيا، بشأن جولة المناقشات العلمية والفنية الخاصة بزيادة فتحات سد النهضة".
وأضاف -في بيان حصلت "العين" على نسخة منه، اليوم الجمعة- أن الاجتماع كان بهدف دراسة المقترح المصري الخاص بزيادة فتحات المناسيب المنخفضة بسد النهضة لتمرير المياه، باعتبار سيناريوهات وافتراضات مختلفة لتشغيل السد، لافتًا إلى أن كل دولة قامت بعرض وجهة نظرها العلمية وفقًا لدراستها الوطنية.
وأكد مغازي أنه سيتم رفع تقرير فني بشأن هذه الجولة من المناقشات الفنية للاجتماع السداسي لوزراء الخارجية والمياه بالدول الثلاث خلال اجتماعهم المقبل والمقرر في الأول من فبراير/شباط، لاتخاذ اللازم في إطار بناء الثقة.
من ناحيته قال الدكتور علاء ياسين -مستشار وزير الموارد المائية والري-: إن التقرير الفني يحوي تفاصيل فنية ورياضية وهندسية دقيقة.
لكن مصدر مطلع بملف سد النهضة، طلب عدم ذكر اسمه، أكد عدم اتفاق الخبراء الفنيين على المقترح المصري بزيادة فتحات السد، وأنه تم تأجيل حسم الخلاف إلى وزراء الخارجية والري خلال اجتماعهم.
ووسط حالة من الغموض من الجانب المصري حول رفض أو قبول مقترح القاهرة، أعلن مسئول العلاقات العامة بوزارة المياه الإثيوبية، مساء اليوم الجمعة رفض بلاده مقترح القاهرة بزيادة فتحات المياه.
وقال -في تصريحات صحفية، نقلتها صحف محلية-: إن أديس أبابا أجرت دراسات مكثفة حول المشروع قبل البدء فيه، ولا تحتاج إلى إعادة تصميم لزيادة الفتحات.
وأضاف المسئول أن قرار إنشاء السد بهذا التصميم جاء نتيجة دراسات مكثفة وضعت في الاعتبار قبل البدء في تنفيذه ، مشيرًا إلى أن الفتحتين الحاليتين في السد تتيح ما يكفي من المياه لدولتي المصب "مصر والسودان".
وقال: إن إثيوبيا قدمت تفسيرًا إلى ممثلي مصر والسودان، في الاجتماع الفني بشأن كفاية منفذي سد النهضة في توفير الماء لدولتي المصب.
وأكد أن إثيوبيا لا تحتاج إلى إعادة تصميم مشروع السد أو زيادة عدد منافذ المياه إلى 4 كما طلبت مصر.
وحسب خبراء فإن الموقف التنفيذي للأعمال الإنشائية بجسم سد النهضة تسمح بتنفيذ المقترح المصري، الذي يستهدف تمرير المياه من الأنفاق الخاصة بالتوربينات، التي لم يتم تركيبها حتى الآن وجزء آخر فوق جسم السد بعد الانتهاء منه.
لكن "أديس أبابا" تؤكد أن شركة "ساليني" الإيطالية والاستشاريين الإثيوبيين متأكدون أن تصميم السد بالمواصفات الحالية سيسمح بتمرير المياه في حدود المسموح لمصر والسودان.
وكانت السودان قد عبرت عن رضاها بالتصميم الحالي للسد دون الاقتناع فنيًّا بالمقترح المصري بزيادة عدد الفتحات في السد.
وإنشاء السد بهذه الكيفية قد يقلل حصة مصر من مياه النيل التي تبلغ 55 مليار متر مكعب سنويا، وتعد رافدًا أساسيًّا للزراعة والشرب.
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjEzMSA=
جزيرة ام اند امز