داهمت الشرطة الألمانية مأوى لاجئين أقام به منفذ الهجوم على مركز للشرطة بباريس، فيما أيدت المستشارة أنجيلا ميركل تشديدًا في طرد اللاجئين
أعلنت الشرطة الألمانية أنها داهمت، أمس السبت، مأوى لطالبي اللجوء في غرب البلاد أقام فيه منفذ الهجوم الفاشل الذي استهدف، يوم الخميس الماضي، مفوضية للشرطة في باريس وانتهى بمقتل المهاجم.
وقالت الشرطة في بيان لها، إنها لم تجد خلال مداهمتها مأوى اللاجئين في ريكلينغهاوسن في مقاطعة "شمال الراين-وستفاليا"(غرب) "أي مؤشر على هجمات اخرى محتملة"، مشيرة إلى أنها على تعاون وثيق مع السلطات الفرنسية بشأن هذه القضية.
يأتي ذلك فيما أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، السبت، أنها تؤيد تشديدًا واضحًا لقواعد طرد طالبي اللجوء الذين يدينهم القضاء الألماني حتى بأحكام مع وقف التنفيذ، وذلك بعيد وقوع أعمال العنف التي استهدفت نساء بشكل خاص ليلة رأس السنة في كولونيا.
بموازاة ذلك شارك نحو 1700 شخص، السبت، في تظاهرة لليمين المتطرف في كولونيا تلبية لدعوة من حركة بيغيدا اليمينية المتطرفة. وانتهت التظاهرة ببعض المواجهات مع الشرطة قبل تفرقها في حين أصيب أربعة اشخاص بجروح طفيفة.
وبعد أن كانت الشرطة مقلة جدًّا في تقديم معلومات حول الاعتداءات ذات الطابع الجنسي التي استهدفت نساء خلال ليلة راس السنة في كولونيا، أعلنت شرطة كولونيا أن عدد الشكاوى ارتفع إلى 379 شكوى بينها 40% ذات طابع جنسي مقابل 170 شكوى سبق وأعلن عنها.
وأعلنت الشرطة أن المشتبه بهم في غالبيتهم من اللاجئين أو من المهاجرين غير الشرعيين الذين يتحدرون من إفريقيا الشمالية.
وفي باريس كتبت زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن في حسابها على تويتر تعليقًا على أحداث كولونيا قائلة: "إن كرامة المرأة وحريتها مكسبان ثمينان من واجبنا الحفاظ عليهما".
ومن المتوقع أن تؤدي هذه الأحداث إلى زيادة ضغط الرأي العام على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لكي تغير سياسة الأبواب المفتوحة المتبعة بالنسبة إلى اللاجئين.
وقالت ميركل: "إذا ارتكب لاجئون جريمة؛ لا بد أن يكون لذلك عواقب .. معنى ذلك أن حق الإقامة ينتهي إذا صدرت عقوبة بالسجن حتى مع وقف التنفيذ".
وخلال اجتماع في ماينس (جنوب غرب) لقادة الحزب المحافظ للمستشارة الألمانية، تم الاتفاق على المطالبة بأن يكون تطبيق إسقاط حق اللجوء في ألمانيا أكثر منهجية في حالة ارتكاب جريمة. وسيتعين بحث هذا الأمر مع الحزب الكبير الآخر في الائتلاف الحكومي، حزب "الاشتراكيون الديمقراطيون".
وقالت ميركل في مؤتمر صحفي: "من المهم تعديل القانون حين لا يكون كافيًا" معتبرة أن في الأمر أيضًا "مصلحة كبيرة للاجئين".
وينص القانون الألماني حاليًّا على طرد طالب اللجوء إذا حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات على الأقل شريطة ألا تكون حياته أو صحته مهددتين في بلده الأصلي.
وفي السياق ذاته، تفكر ألمانيا في توسيع لائحة البلدان التي تُعَد آمنة بالنسبة للاجئين لتشمل دولًا مثل المغرب والجزائر بعد أن ضمت إليها مؤخرًا دول البلقان الذين لم يعد بإمكان مواطنيهم الحصول على وضع لاجئ في ألمانيا.
ووعد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيار بالعمل على إصدار قوانين جديدة "سريعًا"، وقال: "لابد من بذل كل ما هو ممكن لكي لا تتكرر الأحداث التي وقعت في كولونيا، وهذا يعني الاحتراز وتركيب مزيد من كاميرات المراقبة في الساحات العامة، وزيادة انتشار الشرطة في الشوارع وجعل أحكام القضاء سريعة مع أحكام صارمة".
وشهدت ألمانيا تدفق أكثر من مليون طالب لجوء عام 2015 وتتخوف السلطات الألمانية من أن تؤدي هذه الأحداث إلى انقلاب الرأي العام والتحول عن تأييد سياسة ميركل بالنسبة لدخول اللاجئين.
وسعت حركة بيغيدا المناهضة للمهاجرين وللإسلام بشكل عام إلى استغلال ردود الفعل الغاضبة على أحداث كولونيا فنظمت تظاهرة في هذه المدينة، السبت، شارك فيها نحو 1700 شخص حملوا لافتات تدعو ميركل إلى التنحي.
وتفرقت التظاهرة بعد تدخل الشرطة واستخدامها للقنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه بعد تعرض عناصرها للرشق بالزجاجات والألعاب النارية.
وقالت الشرطة، إن صحفيًّا وثلاثة شرطيين أصيبوا بجروح طفيفة.
وقال أحد منظمي التظاهرة من حركة بيغيدا أمام المشاركين فيها: إن "ميركل باتت خطرًا على بلادنا وعليها الرحيل".
وبمواجهة هؤلاء شارك نحو ألف شخص في تظاهرة في وسط كولونيا تعبيرًا عن رفضهم لتظاهرة بيغيدا.
aXA6IDMuMTQ1Ljc1LjIzOCA=
جزيرة ام اند امز