361 حاجزًا إسرائيليًّا تقطع أوصال الضفة
مدن الضفة وقراها تتحول إلى سجون مفاتيحها في يد الاحتلال
دفعت عملية الطعن التي نفذتها الفتاة "رشا عويضي" ضد الجنود الإسرائيليين المتمركزين على حاجز "إلياهو".
أججت عملية الطعن التي نفذتها الفتاة "رشا عويضي" ضد الجنود الإسرائيليين المتمركزين على حاجز "إلياهو" جنوب مدينة قليقلية صباح الإثنين غضب الفلسطينيين من سياسات وإجراءات الإسرائيليين على الأرض.
استهداف "رشا عويصي" (22 عامًا) حاجز عسكري إسرائيلي لم يكن دون أسباب دفعتها وغيرها من الشبان والفتيات للتوجه إلى الحاجز القريب من مدينتها.
الحاجز ليس غريبًا على الفتاة التي اعتادت المرور عبره لزيارة خطيبها المتواجد في الجانب الآخر من الوطن المقسم بحواجز الاحتلال ومستوطناته، فقد خبرت جيدًا دلالات تلك الحواجز وتأثيراتها على الأرض والسكان الفلسطينيين.
وتنتشر بين مدن وقرى الضفة الغربية حوالي 361 حاجزًا بدرجاتها المتفاوتة في التضييق على الفلسطينيين عبر الإجراءات المتبعة من الجنود المتمركزين في الحواجز التي تقطع أوصال الضفة، وتحول المدن فيها والقرى إلى سجون كبيرة يتحكم في مفاتيح أبوابها بضعة عشرات من الجنود الإسرائيليين.
وتتوزع الحواجز العسكرية بين عدة مستويات، أسوأها ما يطلق عليه مصطلح "حاجز المعبر" الفاصل بين مدن الضفة الغربية، والمدن داخل إسرائيل، ويعد ذلك النوع من الحواجز بمثابة قلعة عسكرية حسب وصف "خالد معالي" الخبير في شؤون الاستيطان بالضفة.
ويوضح معالي لـ"بوابة العين": هذا النوع من الحواجز يتعرض فيه الفلسطينيون لصنوف الإذلال والإهانة من قبل عناصر أمن شركات الحراسة التي تتولى المسؤولية عن تلك الحواجز.
ويضيف: "عناصر أمن الاحتلال يمارسون ساديتهم في هذه الحواجز، وهو ما يفجر حنق الفلسطينيين في شكل العمليات الفدائية التي نفذها عدد من الشبان والفتيات منذ اندلاع هبة القدس الحالية بداية شهر أكتوبر الماضي.
وأنشأت قوات الاحتلال (12) حاجزًا من هذه الحواجز مع تفجر انتفاضة الأقصى سنة 2000، لتحكم قبضتها على الضفة الغربية عبر سياسات الإغلاق للضفة بالحواجز وجدار الفصل العنصري الممتد على طول الضفة المحتلة.
ويشير "معالي" إلى وجود حوالي (130) حاجزًا ثابتًا منتشرة في عمق الضفة الغربية، وهو ما يقسمها إلى مربعات أمنية يسهل السيطرة عليها في حال أي مواجهة قادمة.
ويتابع "كما أن هناك مئات الحواجز الطيارة التي يقيمها جنود الاحتلال بشكل آني في طرقات الضفة خصوصًا تلك المرتبطة بالمستوطنات".
وتمثل الحواجز كابوسًا يوميًّا يرهق الفلسطينيين، للمرور أمتار قليلة يلزمك المكوث لساعات قبل الموافقة على مغادرة الحاجز، ويقاتلوا منذ سنوات في محاولة للتحرر منها أو تخفيف انتشارها في الضفة المحتلة.
"رامي عويصي" يقول : "اشتقت شقيقتي رشا طريق العمليات الفدائية بعدما سدت كل الطرق والمنافذ في وجهها ووجه ملايين الفلسطينيين بالضفة من تلك الحواجز التي تمثل قمة الإذلال للفلسطيني".
ويقول "رامي عويصي" لـ"بوابة العين": خاضت رشا تجربة المرور عبر الحاجز للوصول إلى خطيبها، وعاشت حجم معاناة شعبها، فقررت أن يكون لها كلمة، وقد كانت عبر عمليتها.
ويعتبر الكاتب الصحفي "عبد الحميد مصطفى" تللك الحواجز بأنها "عامل تفجير للانتفاضة المشتعلة في شوارع الضفة الغربية منذ أربعين يومًا" ويشدد على أن الفلسطينيين لن يقبلوا أن تمارس عليهم السادية من جنود الاحتلال.
ويضيف مصطفى لـ"بوابة العين": قرر الشباب الفلسطيني والفتيات النهوض والتصدي لإجراءات الاحتلال العدوانية بكل الأساليب والوسائل المشروعة لدى الشعب الفلسطيني المحاصر.
وبحسب إحصائية لمركز القدس لدراسات الشؤون الإسرائيلية، فإن الفلسطينيين نفذوا (70) عملية فدائية بأسلوب طعن جنود الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلة والمدن الإسرائيلية، تركز أغلبها في الضفة المحتلة، وخصوصًا على الحواجز العسكرية، فيما كانت هناك (52) عملية دهس وإطلاق نار.
ويعمد الفلسطينيون إلى تنفيذ عمليات الطعن بشكل فردي بعيدًا عن القوى الفلسطينية المسلحة، مستخدمين فيها الأدوات الحادة، وغالبًا ما كانت الأداة عبارة عن سكين يستلها المنفذ من مطبخ بيته في لحظة ثورية تدفعه نحو تنفيذ عمليته.
ويقول مدير مركز القدس "علاء الريماوي": إن 60% من عمليات المقاومة منذ الهبة الحالية تمت بشكل فردي بعيدًا عن القوى المسلحة. وهو ما يمنح تلك العمليات "قوة" انعكست على الشارع الإسرائيلي "خوفًا ورعبًا".
ويؤكد الريماوي لـ"بوابة العين" أن لجوء الفلسطينيين إلى استهداف حواجز الاحتلال المنتشرة في الضفة الغربية، خطوة غير عادية ستدفع الإسرائيليين إلى التفكير مليًّا في الثمن الذي ستدفعه (إسرائيل) إذا ما واصلت تنفيذ سياساتها ضد الشعب الفلسطيني.
aXA6IDMuMTQ3Ljc2LjE4MyA= جزيرة ام اند امز