فيلم "من ضهر راجل" .. مغامرة سينمائية جديدة في عالم "البلطجة"
نجح صناّع فيلم "من ضهر راجل" -الذي بدأ عرضه هذا الأسبوع- في تقديم فيلم تجاري جيد الصنع من الحبكة الدرامية..للإخراج والتمثيل المتميز
نجح صناّع فيلم "من ضهر راجل" -الذي بدأ عرضه هذا الأسبوع- في تقديم فيلم تجاري جيد الصنع من الحبكة الدرامية..للإخراج والتمثيل المتميز لمحمود حميدة، آسر يس وصبري فواز.
يحكي الفيلم قصة بطل ملاكمة شعبي (آسر يس)، يعمل كـ"ديلفري" (خدمات توصيل)، في أحد المطاعم ويقضي وقت فراغع في ممارسة الملاكمة التي يعشقها، إلا أن حياته ستنقلب رأساً على عقب عندما يتم الضعط عليه للانضمام إلى عالم "البلطجية" وعناصره المنتشرين في بعض أحياء القاهرة الشعبية. ويُطلب من البطل أن يعمل بشكل سري تحت إدارة مجموعة من عناصر الشرطة الفاسدين، الذين يوظفون "البلطجية" لتصفية بعضهم البعض، من دون تدخل أجهزة الشرطة!.
بطل الملاكمة لن يرضخ بسهولة، ويقاوم كل الضغوطات الممارسة عليه، لكن ضابط المباحث يكشف له سره والده الذي كان بلطجياً بدوره، قبل أن يعتزل ويتحول إلى إمام مسجد.
عندها تنهار دفاعات بطل الملاكمة، ويخضع لضغوطات الضابط وينخرط في دائرة بلطجيته. التحول هذا كاف لإنتاج سلسلة مثيرة من مشاهد الأكشن وحتى العنف، التي تصور لنا قدرات بطل الملاكمة في حياة "البلطجة".
عالم مليء بالأسرار
فيلم "من ضهر راجل" يفتح مجدداً ملفات فساد بعض ضباط الشرطة وعلاقاتهم بعالم "البلطجة" وكيفية إدارتهم. ملفات لطالما جذبت صناع السينما المصرية وستجذبها لفترة ليست بقصيرة، لما يحمله هذا العالم من غموض وإثارة وقصص مخفية.
مؤلف الفيلم محمد أمين راضي نجح في الحفاظ على عنصر التشويق في السيناريو طوال الفيلم، واستغل طريقة "الفلاش باك" من البداية للنهاية، ليختتم الفيلم بمفاجأة درامية.
عالم "البلطجة" هذا، شاهدناه أيضاً في إنتاجات مصرية مهمة في السنوات الأخيرة، ومن أبرزها "إبراهيم الأبيض" لمحمود عبد العزيز وأحمد السقا وهند صبري.
ويأتي فيلم كريم السبكي ليستكمل هذه الأعمال في مغامرة جديدة للسينما المصرية لاستكشاف هذا العالم الذي لطالما أثبت شباك التذاكر أنه جواد جماهيري رابح ويجذب فئة كبيرة من الجمهور، لا سيما الشاب منه. ويصنع "من ضهر راجل" بطلاً جديداً هو آسر يس، وهو نجم سينمائي سبق أن قدم عدداً من الأفلام، لكن يعاد اكتشافه وتقديمه بشكل جديد في البطولة السينمائية في هذا الفيلم، حيث نراه كنجم الأكشن والإثارة. ويقدم السبكي يس بعد أن قدم محمد رمضان خلال الأربع سنوات الماضية بنفس التيمة أيضا.
أما عودة محمود حميدة للسينما مؤخراً، فتعتبر اضافة مهمة لنجم كبير موهوب يملأ بحضوره الشاشة. وفي الفيلم أيضاً نشاهد ياسمين رئيس، الممثلة الموهوبة التي تسير بخطوات ثابتة نحو النجومية إن استمرت باختيار الأدوار المناسبة لها، وإن لم تبتعد عن الشاشة الفضية كثيراً. أما صبري فواز، الذي جسد شخصية رئيس المباحث، فيثبت في كل فيلم أنه يعيش حالة إبداع مستمرة ومتواصلة.
ويعتبر الممثل وليد فواز من اكتشافات الفيلم وقد منحه المخرج فرصة كبيرة بتقديمه لشخصية زعيم "البلطجية" ولكن أداءه كان مبالغا بعض الأحيان. وأجاد كل من شريف رمزي ومحمد لطفي في دوريهما أيضاً.
إخراجياً يُلمس تطور في أسلوب المخرج كريم السبكي في ثاني تجاربه الإخراجية، بحيث بات أكثر تمكناً وفرض نفسه في عالم الأكشن والإثارة.
لكن يؤخذ على الفيلم طول مدته التي تتخطى الساعتين، فيشعر المشاهد بالملل في الثلث الأخير تحديداً، إضافة إلى الموسيقى التصويرية الصاخبة جداً، والتي بدت غير مناسبة أبداً لحياة الحارة المصرية حيث صور الفيلم.
فيلم "من ضهر راجل" لن يمر مرور الكرام في شباك التذاكر، وعلى الرغم من أنه سبق للفيلم سبق أن شارك في المسابقة الرسمية لـ"مهرجان القاهرة السينمائي"، من دون أن ينال أي جائزة، وأغلب الظن أن صناعه لم يكونوا يطمحون لنيل أي جائزة، فجائزتهم الأولى والأهم هي الإقبال على الفيلم وتحقيق إيرادات جيدة. وستثبت الأيام والأسابيع المقبلة أن الفيلم مؤهل لأن يحقق أرباحاً عالية بسبب طريقة تصويره ومشاهد الأكشن فيه، وهو أكثر ما يجذب الشباب إلى السينما الأمريكية واليوم يشاهدونها في فيلم عربي.
aXA6IDMuMTQ1LjE3Ny4xNzMg جزيرة ام اند امز