من الأرض للفضاء.. الإمارات تعزز "التعاون الخليجي" بالذكرى 42 لتأسيسه
تحل اليوم الخميس ذكرى مرور 42 عاما على تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وتعيد ذكرى تأسيس المجلس إلى الأذهان الدور الرائد للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي ترأس أول قمة لمجلس التعاون، شهدت ميلاد المجلس في مثل هذا اليوم 25 مايو/أيار 1981.
وتحل ذكرى تأسيس مجلس التعاون فيما يواصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، المسيرة التي بدأها والده المؤسس وأكملها أخوه الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في تعزيز التضامن الخليجي.
وسبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات، التي انطلق منها مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال عام 1981 حريصة منذ عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على كل ما من شأنه أن يعزز مسيرة العمل الخليجي المشترك بما يحقق الأمن والاستقرار والرفاهية والازدهار لشعوب المجلس.
ومنذ أول قمة خليجية عقدت بدعوة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، في أبوظبي 25 مايو/أيار 1981، وتم خلالها الاتفاق رسميا على إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومرورا بالقمة الـ43 التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض 9 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وحتى اليوم، تقوم دولة الإمارات بجهود استثنائية للحفاظ على مجلس التعاون وتعزيز التضامن بين دوله.
فعاليات واجتماعات
ولا تكاد تمر مناسبة تستضيفها دولة الإمارات، أو إنجاز تحققه أو مباحثات أو لقاءات تعقد بها أو تشارك فيها، إلا وتوظفها لتعزيز التضامن الخليجي.
وتحل الذكرى فيما تشارك الأمانة العامة لمجلس التعاون في معرض أبوظبي الدولي للكتاب خلال الفترة من 22 إلى 28 مايو/أيار الجاري.
مناسبة إماراتية ثقافية سخرتها الدولة لتكون نافذة مهمة لتعزيز التواصل الثقافي والأدبي بين دول المجلس وتسليط الضوء على المشاريع والإنجازات والمكتسبات التي تحققت خلال مسيرة مجلس التعاون.
أيضا تحل الذكرى بعد أيام من استقبال الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، في أبوظبي 15 مايو/أيار الجاري، جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأعرب الشيخ منصور بن زايد آل نهيان عن تطلع القيادة الرشيدة لدولة الإمارات لتعزيز مسيرة التعاون بين الدول الأعضاء في المجلس، وتطويرها لما فيه مصلحة شعوب البلدان الشقيقة وتنميتها وازدهارها، وأكد حرص دولة الإمارات على تقوية أواصر الأخوة والعلاقات التاريخية بين شعوب المنطقة.
جرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز علاقات التعاون بين دول الخليج العربية في مختلف المجالات واستعراض عددٍ من القضايا الإقليمية والدولية وتبادل وجهات النظر بشأنها.
جاء اللقاء غداة اجتماع بحث خلاله جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، مع كلٍّ من عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد الإماراتي، ومحمد بن هادي الحسيني وزير الدولة للشؤون المالية بالإمارات، سبل تعزيز مسيرة تكامل العمل الاقتصادي والمالي الخليجي المشترك.
وأكد البديوي، خلال الزيارة التي شارك خلالها في معرض ومؤتمر الشرق الأوسط للسكك الحديدية 15 و16 مايو/أيار الجاري، الدور البارز لدولة الإمارات في مختلف المجالات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، بالإضافة إلى جهودها الكبيرة في دعم صناعة السكك الحديدية ومدّ شبكة قطاراتها من أجل تعزيز التنمية المستدامة في كافة أرجاء الدولة.
جاءت الزيارة بعد أيام من مشاركة الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية الإماراتي في الاجتماع الـ64 للجنة التعاون التجاري بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي عقد في العاصمة العُمانية مسقط 11 مايو/أيار الجاري، وأكد خلاله أن دولة الإمارات العربية المتحدة ملتزمة بتعزيز التعاون مع الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي، تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة بضرورة خلق مسارات مستدامة من شأنها دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الخليجية قدماً، وبما يسهم في رخاء وازدهار الشعوب الخليجية.
رسائل مهمة في مناسبات عدة تجسّد جهودا إماراتية بارزة لتعزيز التضامن الخليجي وتوظيف فعالياتها وإنجازاتها لتحقيق هذا الهدف.
"COP28".. دعم خليجي
يبرز ذلك جليا أيضا في استضافة دولة الإمارات نهاية العام الجاري مؤتمر الأطراف للاتفاقية الإطارية لتغير المناخ (COP28).
حدث عالمي سيجدد للعالم قدرة دول مجلس التعاون على استضافة الأحداث والمؤتمرات العالمية، إضافة إلى كونه مناسبة لإبراز خطط وجهود دول مجلس التعاون في مواجهة تغير المناخ، أكبر تحد يواجه البشرية.
وتحل ذكرى تأسيس مجلس التعاون فيما تستعد دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 نهاية العام الجاري، في ظل دعم خليجي قوي وثقة كبيرة بجهودها لمواجهة تغير المناخ وبناء عالم أفضل.
هذا الدعم وتلك الثقة عبرت عنهما دول الخليج والأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في مواقف عديدة.
كان أحدثها خلال لقاء جمع جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28.
وأكد البديوي أن البيان الختامي الصادر عن المجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون -في دورته 43 بتاريخ 9 ديسمبر/كانون الأول 2022م في الرياض- أشاد بالدور الرائد الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة لمواجهة ظاهرة التغير المناخي وجهودها في استضافة COP28.
وأكد أن الأمانة العامة لمجلس التعاون ستشارك بجناح مخصص لها في مؤتمر الأطراف للاتفاقية الإطارية لتغير المناخ (COP28) لإبراز خطط وجهود دول مجلس التعاون لتحقيق الحياد من الكربون ومواقف دول مجلس التعاون المشتركة من قضايا تغير المناخ.
وأعرب عن ثقة دول مجلس التعاون الكبيرة بنجاح المؤتمر، لما تمتلكه دولة الإمارات العربية المتحدة من إمكانات بارزة وطاقات بشرية مؤهلة لاستضافة هذا المؤتمر الدولي المهم.
إنجازات في قطاع الفضاء
وتحرص دولة الإمارات على تعزيز الأخوة الخليجية، من خلال كل إنجاز تحققه على أي صعيد.
ظهر ذلك جليا في جهودها لنقل تجربتها الرائدة في مجال علوم الفضاء للدول العربية والخليجية، عبر مبادرة "المجموعة العربية للتعاون الفضائي" التي أطلقتها دولة الإمارات في عام 2019، وتتخذ من أبوظبي مقراً لها، وتستهدف تشجيع وتفعيل التعاون العربي على صعيد الأنشطة الفضائية ذات الأهداف المشتركة.
وتضم المجموعة 14 دولة عربية، بينها 5 دول خليجية هي: الإمارات والسعودية والبحرين والكويت وسلطنة عمان.
وتولي دولة الإمارات عناية فائقة لعملية إعداد الكوادر العربية الشابة في مجال علوم الفضاء وتزويدهم بالمعارف والخبرات التي تسهم في دفع مسيرة التنمية العلمية والاقتصادية في مجتمعاتهم.
وفي واحدة من ثمار الدعم الفعلي الذي تقدمه دولة الإمارات لتعزيز وتطوير قطاع الصناعات الفضائية في الوطن العربي سواء من خلال المشاريع المشتركة أو عبر احتضان المواهب والكفاءات العلمية العربية وإعدادهم وتدريبهم في هذا المجال، تم في ديسمبر/كانون الأول 2021 إطلاق القمر الاصطناعي الإماراتي البحريني المشترك "ضوء 1" إلى محطة الفضاء الدولية.
وينضم "ضوء 1" إلى قائمة المشاريع والمبادرات التي تقودها الإمارات بهدف تطوير ودعم قطاع الفضاء العربي وفي مقدمتها القمر الصناعي 813، الذي وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بتطويره، ليكون بمثابة هدية من دولة الإمارات إلى الدول العربية بمناسبة توقيع ميثاق تأسيس "المجموعة العربية للتعاون الفضائي".
وسيعمل القمر متعدد الأطياف على مراقبة الأرض وقياس العناصر البيئية والمناخية في عدد من الدول العربية، من بينها الغطاء النباتي وأنواع التربة والمعادن والمياه ومصادرها، إلى جانب قياس الغازات الدفيئة والتلوث والغبار في الهواء.
أيضا ظهر ذلك جليا في ترحيب رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي أول عربي ينطلق في مهمة فضائية طويلة الأمد، والموجود منذ مارس/آذار الماضي في محطة الفضاء الدولية، بأول رائد فضاء سعودي وأول رائدة فضاء سعودية وعربية مسلمة، خلال وصولهما محطة الفضاء الدولية قبل يومين، لتشهد محطة الفضاء الدولية أول اجتماع لثلاثة رواد فضاء عرب هم الإماراتي سلطان النيادي والسعوديان علي القرني وريانة برناوي.
وكان رائد الفضاء الإماراتي أعرب عن حماسه وترقبه الشديد للحظة التاريخية لوصول الرائدين السعوديين إلى محطة الفضاء الدولية.
ونشر سلطان النيادي عبر حسابه على "تويتر" صورة للمملكة العربية السعودية من الفضاء، وعلق قائلًا: "على خطى أول رائد فضاء عربي الأمير سلطان بن سلمان آل سعود، تنطلق أول مهمة لرائدَي فضاء سعوديين إلى محطة الفضاء الدولية".
وأضاف رائد الفضاء الإماراتي: "أترقب انطلاق الرحلة، واللحظات التي سنصبح فيها أول 3 عرب يجتمعون في الفضاء.. وأتمنى للزميلَين كل التوفيق.. وأشارككم هذه الصورة التي التقطتها للمملكة العربية السعودية".
70 قمة خليجية
وتعيد ذكرى تأسيس المجلس إلى الأذهان الدور الرائد للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي ترأس أول قمة لمجلس التعاون.
ومنذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي عقدت 70 قمة من بينها 43 قمة خليجية اعتيادية، كان آخرها القمة الاعتيادية الـ43 في الرياض في 9 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وعقدت في اليوم نفسه القمة الخليجية الصينية الأولى.
من أبرز تلك القمم القمة الخليجية الأولى التي عقدت يومي 25 و26 مايو/أيار 1981 في أبوظبي، تلبية لدعوة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيـان.
واتفق خلالها قادة دول الخليج الست: السعودية والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان وقطر، رسميا على إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقام القادة خلال القمة بالتوقيع على النظام الأساسي للمجلس، الذي يهدف إلى تطوير التعاون بين هذه الدول، وتعميق وتوثيق الروابط والصلات القائمة بين شعوبها في مختلف المجالات، واتفقوا على أن تكون مدينة الرياض بالسعودية مقرا دائما للمجلس.
وكان قادة دول الخليج قد أشادوا خلال القمة الخليجية الـ43 التي استضافتها الرياض 9 ديسمبر/كانون الأول الماضي بالدور الرائد الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة لمواجهة ظاهرة التغير المناخي.
وجددوا ترحيبهم ودعمهم لاستضافة دولة الإمارات العربية المتحدة COP28 عام 2023 لدعم الجهود الدولية في هذا الإطار، كما رحبوا بإعلانها الالتزام بتحقيق الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050.
وتحتفل دول الخليج اليوم بذكرى مرور 42 عاما على تأسيس مجلس التعاون، الذي أضحى مظلة تجمع تحت رايتها أبناء الخليج العربي.
42 عاما نجح خلالها مجلس التعاون في مواجهة العديد من التحديات وتحقيق العديد من الإنجازات، حتى أضحى مظلة سياسية واقتصادية وثقافية تجمع أبناء الخليج العربي، وصمام أمان لتحقيق استقرار وأمن المنطقة.
تحل الذكرى لتعلن نجاح المجلس على مدار 42 عاما في الصمود والاستمرار وتطوير آليات عمله والمحافظة على منظومة العمل الخليجي المشترك لخدمة مصالح أعضائه وصون أمنهم واستقرارهم.