لطفي لبيب لـ"العين": مشهد العبور لم يفارقني طوال 43 عاماً
مع حلول ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة كل عام تنشط ذاكرة الفنان المصري لطفي لبيب، مستعيداً لحظات الموت والتضحية.
مع حلول ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة كل عام تنشط ذاكرة الفنان المصري لطفي لبيب، مستعيداً لحظات الموت والتضحية فداء للوطن، لحظة عبوره خط بارليف، وقتاله ضد العدو الإسرائيلي.
لا يملّ لطفي لبيب الحديث عن ذكرياته في الحرب المجيدة ولو طُلب منه عشرات التصريحات لوسائل الإعلام، وهذا ما يعلنه طوال الوقت وكشفه في حوار أجرته معه بوابة "العين" الإخبارية بالتزامن مع احتفالات أكتوبر في مصر.
ويعتبر لطفي لبيب، وفق ما قاله لبوابة "العين"، ذكرى أكتوبر بمثابة عيد سنوي يحتفل به منذ 43 عاما مضت على الحرب، ومع مرور عشرات السنوات إلا أن الصورة لا تزال حاضرة في ذهنه وكأنها الآن.
لكن هناك شيئا يحزّ في نفس لبيب وكشفه في حواره قائلا "يحزنني أن أبنائي وأحفادي لا يعرفون شيئا عن حرب أكتوبر التي تعد بداية للانطلاقة المصرية بعد أن انتهت بانتصار ساحق على العدو الإسرائيلي".
لبيب تحدث عن أصعب وأقسى اللحظات التي واجهته في الجبهة وقت الحرب وقال: "هناك لحظات بعينها لا أنساها وأعتبرها من أصعب ما مر عليّ، مثلا يوم 24 أكتوبر حين شنت إسرائيل هجوما على مدينة السويس، وتصدى لهم الأهالي بأسلحتهم البسيطة، وأجبروهم على الفرار، وسحق من بقي منهم".
وأضاف "أتذكر السيد عبد الرازق هذا المجنّد الذي سقط شهيدا وقبل وفاته بدقائق ينادي بأعلى صوته ويقول "يا جماعة حد ياخد مكاني يا جماعة" وقت عبورنا في الجبهة".
لطفي لبيب الفنان المخضرم يرى أن السينما المصرية لم تعط حرب أكتوبر حقها فنيا وأن أغلب الأفلام التي تعرض في ذكرى انتصار أكتوبر لا تتناول الحرب المجيدة، ولكن تتناول أحداثا وحروبا أخرى وعمليات حربية شهيرة.
ويفسر لبيب قلة الأفلام التي تتناول حرب أكتوبر بسبب غياب الكتاب الذين عاصروا هذه الفترة واللحظات الصعبة التي عاشها المصريون عام 1973.
وأردف: "لو حذفنا مشاهد الحرب من سياق أكثر من فيلم حربي يعرض في ذكرى أكتوبر، سترى أن الأحداث ستسير ولن تتضرر بحذفها، ولذا من الضروري تقديم فيلم يخص حرب أكتوبر ويكشف أصحاب التضحيات وفي مقدمتهم فريق المشاة، التي حققت المعجزة وتشبثت بالأرض، وهاجمت وعبرت وتحملت أكثر الصعاب، وهذا ليس تقليلا من دور الفرق والأسلحة الأخرى في الحرب".
وطالب لبيب الدولة المصرية بتقديم أفلام حربية عن أكتوبر التي تتحمل مئات الأفلام، وضرورة البحث عن كتّاب عاصروا الحرب، وفق قوله.
ويرى لبيب أن أحداث 30 من يونيو 2013 حدث هام ومشابه لحرب أكتوبر، ويستحق هو الآخر الاهتمام السينمائي بعد أن قضى على حكم ديني فاشي في مصر، فضلا عن العمليات البطولية للقوات المسلحة في سيناء، والتي لا يعرف الجمهور الكثير من تفاصيلها.
ويعتقد أن الفرق بين حربي 1967 و 1973 أن أوامر القادة في 67 كانت تقول للجنود تقدموا، بخلاف 73 التي كانت تقول اتبعوني وهذا يدل على أن القادة في حرب 73 من كانوا في الصفوف الأولى ووراءهم المقاتلون على عكس حرب 67.
ولا ينسى لطفي لبيب في نهاية حواره مع "العين" أن وقت اندلاع حرب أكتوبر لم يسجل مواطن محضراً واحداً في مختلف أقسام الشرطة في عموم مصر، وهذا يعكس روح التآلف والتضحية والجماعة التي كان يحياها المصريون في هذا الوقت، كما لو كانوا على الجبهة.