فرنسية هربت من "داعش": هددوا برجمي عندما حاولت الرحيل
سافرت مع ابنها إلى الرقة السورية وفرت بعد أن أدركت أنها "سافرت إلى الجحيم"
كشفت امرأة سافرت إلى "الرقة" برفقة ابنها، كيف هربت من وحوش "داعش"، خوفا على حياتها بعد أن أدركت أنها "سافرت إلى الجحيم".
كشفت امرأة سافرت إلى الرقة برفقة ابنها الصغير، كيف انتهى بها المطاف بالفرار من وحوش "داعش"، خوفا على حياتها بعد أن أدركت بعد أيام قلائل مضت أنها "سافرت إلى الجحيم".
وفي مقابلة مع صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، حكت صوفي كاسيكي (34 عاما)، كيف سافرت مع ابنها إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم "داعش"، إلا أنها بعدما عاشت تجربة مريعة، هربت وعادت إلى فرنسا، ووثقت تجربتها المريرة في كتاب.
وقالت "كاسيكي" وهي من باريس، إنها اعتنقت الإسلام دون إخبار زوجها الملحد، وسافرت في فبراير عام 2015، إلى معقل الجماعة الإرهابية في مدينة الرقة السورية برفقة طفلها البالغ من العمر 4 سنوات، بعد أن نجح في تجنيدها 3 متطرفين يقيمون في المدينة.
وأشارت "كاسيكي"، التي ولدت في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أنها كانت تعمل مساعدة اجتماعية، تساعد على توطين الأسر المهاجرة، قبل أن تتعرف على ثلاثة جهاديين شباب في العاصمة الفرنسية.
وسافر هؤلاء الثلاثة إلى سوريا قبل إقناعها بالانضمام اليهم، مستغلين ما وصفته بأنه "سذاجتها وضعفها وشعورها بانعدام الأمن"، ثم سافرت إلى سوريا عبر تركيا مع ابنها، بعد أن كذبت على زوجها وأخبرته أنها ستذهب للعمل في دار للأيتام في مدينة اسطنبول.
لكنها سرعان ما أدركت أنها اقترفت "خطئًا كبيرا، وصفته بأنه "الأسوأ في حياتها"، وكانت مهددة بالتعرض للرجم بالحجارة أو القتل بعد أن توسلت لمتطرفي داعش أن يسمحوا لها بالعودة إلى موطنها.
وبعد وصولها بأيام، أدركت "كاسيكي"، على الفور أن الواقع كان بعيدا عن "الجنة" التي كانوا يروجونها لها، حيث أمروها بعدم الخروج بمفردها، وتسليم جواز سفرها.
وقالت: "طلبت العودة إلى دياري... كل يوم، كنت أقول أنا أفتقد عائلتي وابني بحاجة لرؤية والده... وفي البداية قدموا الأعذار، ثم جاءت التهديدات".
وأضافت: "قالوا لي أنت امرأة تعيش بمفردها مع طفل، ولا يمكن أن تذهبي إلى أي مكان، وإذا حاولت الرحيل سوف تتعرضين للرجم أو القتل"، لافتة إلى أنه في إحدى المرات جاء أحد الفرنسيين الثلاثة لاصطحاب ابنها إلى المسجد، ولكمها في وجهها عندما حاولت التدخل.
ولفتت إلى أنها اقتيدت وابنها إلى "بيت الضيافة" -أحد سجون داعش- حيث شاهدت العشرات من النساء الأجنبيات، وروعت عندما رأت الأطفال يشاهدون لقطات مقززة لعمليات إعدام "داعش".
وكانت الطريقة الوحيدة للهروب من التنظيم، عن طريق الزواج من أحد مقاتليه، وفقا لكاسيكي، التي أضافت: "في الواقع، كانت النساء الغربيات مجرد أرحام لإنجاب أطفال لداعش".
وبشأن طريقة هروبها، أفادت أنها بشكل لا يصدق، اكتشفت بابا غير مغلق، وتمكنت من الفرار في اليوم التالي، قبل أن تستضيفها عائلة سورية خاطرت بحياتها لتبقيها في مأمن.
وفي أبريل الماضي، غادرت هي وابنها على متن دراجة بخارية، وعبرت الحدود التركية حتى وصلت في نهاية المطاف إلى باريس حيث تم استجوابها من قبل السلطات الفرنسية التي احتجزتها في السجن لمدة شهرين.
وفي ختام حديثها، قالت: "لقد شعرت بالذنب... وسألت نفسي كيف أستطيع أن أعيش بعد ما قمت به، وأخذ ابني إلى سوريا.. لقد كرهت أولئك الذين تلاعبوا بي واستغلوا سذاجتي وضعفي، وانعدام الأمن في بلدي... لقد كرهت نفسي".
وأفادت الصحيفة في ختام تقريرها إلى أنها تصالحت في الوقت الراهن مع زوجها، ولكنها قد تواجه اتهامات بـ"اختطاف طفل".
والأسبوع الماضي، وثقت "كاسيكي" تجربتها في صفوف تنظيم "داعش" في كتاب بعنوان "في ليل داعش"، وسردت تفاصيل تجربتها الكابوسية في محاولة منها لمنع التغرير بالشابات والشبان وغسل أدمغتهم للانضمام للتنظيم.