مصر: تدخل إيران في شؤون العرب عزز الميلشيات المسلحة والقوى الطائفية
وزير الخارجية المصرى يطلب نقل الرفض العربى للأمم المتحدة
أدان الاجتماع الطارىء لوزراء الخارجية العرب التدخل السافر من قبل إيران فى الشؤون الداخلية للدول العربية.
طالبت مصر خلال الاجتماع الطارىء لوزراء الخارجية العرب الذي عقد اليوم الأحد بالقاهرة الأمين العام الجامعة العربية نبيل العربى بنقل موقف الدول العربية الرافض للتهديدات الإيرانية والتدخل فى الشأن العربى إلى الأمم المتحدة خلال زيارته إلى نيويورك المرتقبة.
وكان الاجتماع الطارىء الذي عقد على مستوى وزراء الخارجية العرب أدان وبشدة التدخل الإيرانى فى الشؤون الداخلية للدول العربية، كما رفض تهديدات طهران للرياض.
كانت السعودية نفذت حكما قانونيا بحق 47 متهما بارتكاب قضايا عنف وتكوين تنظيم إرهابي، ومن بينهم رجل الدين الشعيى نمر النمر، مما آثار غضبة إيران التي قام متظاهرون بها بحرق السفارة السعودية بطهران وقنصليتها في مدينة المشهد في خرق سافر للمواثيق الدولية.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري: إن مصر ترفض بشكل تام ما صدر عن المسؤولين الإيرانيين من تهديدات للمملكة العربية السعودية، بسبب إنفاذها قوانينها الداخلية على مواطن سعودي، من بين آخرين، لمجرد أنه ينتمي إلى الطائفة الشيعية التي تشكل غالبية الشعب الإيراني.
وأضاف شكري، خلال كلمته في الاجتماع الوزاري الطارئ اليوم أن "السلطات الإيرانية أخفقت في توفير الحماية لتلك البعثات الدبلوماسية، وفقا لما يفرضه القانون الدولي والاتفاقيات ذات الصلة"، متسائلا: "هل يقبل المسؤولون الإيرانيون أن تتدخل دول أخرى مثلا عندما تطبق إيران قوانينها في التعامل مع مواطنيها من السُنة".
وتابع: "شهدت العلاقات بين الدول العربية وإيران منذ 1979 موجات صعود وهبوط عديدة، كان السبب الرئيسي فيها هو تصور القيادات الإيرانية أن هناك ما يبرر لها التدخل في الشأن الداخلي للدول العربية".
وتابع وزير الخارجية المصري أن غياب جيش وطني عراقي قوي من بين أسباب انتشار الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، قائلا: "بل وكان أول ظهور لما يعرف اليوم بداعش في العراق 2006، ما ساهم بدوره في تعميق الانقسام الطائفي فى العراق، نتيجة الهجوم المتكرر على رموز الطائفة الشيعية الكريمة".
واعتبر شكري أن "معالجة التأزم الإقليمي الذي نُعاني تداعياته كعرب، والذي سيرتد ليؤثر سلبا على قوى إقليمية بما فيها إيران، التي نصبت نفسها في بعض الأحيان مدافعا عن الطائفة الشيعية، إنما يتطلب من كافة القوى الإقليمية أن تجري مراجعة صادقة ومعمقة لسياستها، وسيكون على إيران أن تقوم بذلك".
ولفت إلى أنه "من الواضح بالنسبة لنا في مصر أن التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية ساهمت بشكل كبير فيما آلت إليه الأوضاع المتدهورة التي بلغناها من تراجع لمفهوم الدولة ودورها، ومن تنامٍ لمساحة الحركة المتاحة للاعبين خارجين عن القانون، من أهمهم الميلشيات المسلحة والقوى الطائفية".
وقال شكري إن بلاده ترفض أي محاولة لتوظيف ورقة التطرف في أوساط الطائفة السُنية، مشيراً إلى أنه "توظيف يجعل ممارسة التدخل في شؤوننا كعرب حربا بالوكالة، يقتتل بسببها أبناء الوطن الواحد وتفنى نتيجتها مقدرات شعوبنا، وهي أوضاع لا يراد لنا كحكومات عربية أن نتمكن من التعامل معها بفاعلية لإنهائها".
وأكد شكري أن مصر تقف بجانب المملكة العربية السعودية وإخوتها في الخليج العربي، قائلا: "نقف بجواركم وقفة صلبة، مؤمنين بقدرتنا كعرب إذا تعاضدنا حقا، على دعم بعضنا بعضا لمواجهة تحدياتنا المشتركة".
وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قد أكد أن المملكة تتصدى لمحاولات التدخل الإيرانية في المنطقة بـ"كل جدية وحزم".
ولفت إلى أن الاعتداء على سفارة المملكة فى طهران يعد انتهاكا صارخا للمواثيق والأعراف الدولية، تعكس سلوك إيران في المنطقة العربية ومحاولاتها إثارة الطائفية وزعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة.
ومن جانبه، أكد وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد رفض أي محاولات للتدخل الإيراني في شؤون الدول العربية.
وقال بن زايد في افتتاح الجلسة: إن إيران شهدت اعتداءات على السفارات والقنصليات خلال العقود الماضية، ما يشير إلى رغبة في حدوث ذلك أو أن يكون إهمالا متعمدا من جانب طهران.
وحثّ طهران على الامتناع عن كافة أعمال الاستفزاز والتحريض الطائفي والتي تمس الأمن والاستقرار في الدول العربية.
وطالب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بوقف التدخلات الإيرانية في شؤون البحرين.
وكانت دول عربية أعلنت تضامنها مع السعودية وقطعت علاقتها بإيران، أبرزها البحرين والسودان، فيما خفضت دولة الإمارات تمثيلها الدبلوماسى.
وأكد البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ، الأحد، دعمه لمواقف وإجراءات السعودية ضد إيران، وذلك على خلفية مهاجمة السفارة السعودية في إيران، فيما دعا إلى تشكيل مجموعة عمل لعرض الأزمة مع إيران على الأمم المتحدة.
وقال وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد الذي تترأس بلاده الاجتماع خلال مؤتمر صحفي في ختام الاجتماع الطارئ: إن "جامعة الدول العربية دعمت مواقف وإجراءات المملكة العربية السعودية ضد إيران"، مؤكداً أن "كل الدول العربية وافقت على قرار الجامعة ما عدا لبنان".
وأضاف بن زايد، أن "وزراء الخارجية العرب دعوا إلى تشكيل مجموعة عمل لعرض الأزمة مع إيران على الأمم المتحدة"، مشيراً إلى أن "إيران لم تتصرف مع دولنا بطريقة تحترم سيادتنا".
aXA6IDMuMTM3LjE5MC42IA== جزيرة ام اند امز