5 طرق سلمية لحل الأزمة النووية لـ"بيونج يانج"
مطالبات بتفعيل القنوات الدبلوماسية لضمان السلام بين الكوريتين
أصبحت كوريا الشمالية مشكلة غير قابلة للحل بالنسبة لواشنطن، حيث لا شيء يمكن أن تفعله الولايات المتحدة، لتحويل بيونج يانج إلى غير نووية.
أصبحت كوريا الشمالية على ما يبدو مشكلة غير قابلة للحل بالنسبة لواشنطن، حيث لا شيء يمكن أن تفعله الولايات المتحدة حاليا، أو على الأقل بتكلفة معقولة، لتحويل بيونج يانج إلى ديموقراطية صديقة غير نووية.
لكن هناك حلولا يمكن اتباعها من قبل واشنطن لتنزع كابوس الحرب عن المنطقة، منها ما يتعلق بتحويل نظم الدفاع في كوريا الجنوبية إلى سيطرة سيول وتقنين الانتشار النووي إلى الدول المجاورة لكوريا الشمالية، وخاصة الصين، لخلق توازن إقليمي من حيث القوى النووية.
علاوة على ذلك، يمكن لواشنطن أن تقلل من نشر الخوف والعداء لكوريا الشمالية من خلال إقامة العلاقات الدبلوماسية، مثلما أقامت أمريكا علاقات رسمية مع الاتحاد السوفيتي وحلفائه في أوروبا الشرقية خلال الحرب الباردة.
هناك جدل حالي في واشنطن حول أفضل السبل للرد على التجربة النووية الرابعة لكوريا الشمالية، والتي لاتزال لاعبا مزعجا في المنطقة منذ تأسيسها في عام 1948، حيث وضع الاتحاد السوفيتي زعيم المقاومة المناهضة لليابان آنذاك، كيم إيل سونج، كمسؤول عن المصالح السوفيتية في شبه الجزيرة الكورية بعد استسلام اليابان.
وحول كيم أمته الجديدة إلى دكتاتورية شيوعية أخرى على نهج معلمه، جوزيف ستالين، الذي نصح كيم بإعادة التوحيد للكوريتين عن طريق الغزو، و بعد تدخل واشنطن في الحرب الكورية سنة 1952، تواصل الدعم الصيني الضخم لنظام كيم، لكن كين نفسه ارتد خلال الحرب الباردة، وقضى على جميع أشكال المعارضة الداخلية، ووضع موسكو وبكين في مواجهة ضد بعضها البعض، بل ولا يزال يحافظ على النزاع الحار بين الكوريتين.
وتحول النظام في كوريا الشمالية إلى نظام شبه ملكي بخصائص شيوعية، ومن ضمن إرث ذلك النظام برنامج للأسلحة النووية الذي يثير قلق العالم، وعلى الرغم من أن الاستخبارات الغربية تنفى على نطاق واسع ادعاء كوريا الشمالية أنها اختبرت فعليا قنبلة هيدروجينية، إلا أن كيم جونج أون، الزعيم الحالي لكوريا الشمالية، أثبت بوضوح أنه لا شيء يثني النظام من توسيع وتحسين ترسانته النووية.
وإذا كان هناك أي فرصة للتفاوض مع كوريا الشمالية، قد يكون البرنامج النووي الناشئ هناك هو المعوق الرئيسي، ولكن عمليا، لا يعتقد المحللون أن نظام كيم على استعداد للتخلي عن أسلحة الدمار الشامل التي تم تطويرها بتكلفة عالية.
ويرى محللون أن هناك خمسة حلول "سلمية" للأزمة الكورية الشمالية؛ أولها ينبغي على صناع القرار في واشنطن تقنين الأزمة في تغيير سياستها تجاه كوريا الشمالية والتنسيق مع دول الجوار، ثانيها انسحاب القوات الأمريكية من شبة الجزيرة الكورية سينزع فتيل التوتر بشكل كبير، ثالثها استمرار التواصل مع الصين، حليف كوريا الشمالية الرئيسي، للضغط عليها بدلا من سياسة التهديد الحدودية، رابعها فتح القنوات الدبلوماسية مع بيونج يانج والذي سيكون له الأثر الكبير في خفض التوتر في الإقليم الأسيوي، وخامسها طرح فرصة سلام حقيقية على طاولة المفاوضات.
دوج باندو، الخبير الاستراتيجي بمعهد كاتو للبحوث الأسيوية، يستعرض حلولا مختلفة للأزمة الكورية قد تساهم في إعادة التوازن للمنطقة، حيث يرى أنه يجب أن يدرك صناع القرار في واشنطن أن ليست كل الأزمات في المنطقة هي مشكلة للولايات المتحدة، فكوريا الشمالية يهمها أن تعمل على علاقات مستقرة مع الكثير من جيرانها بدلا من الولايات المتحدة.
وقال باندو إنه "في الواقع، لن يهتم النظام في بيونج يانج كثيرا بما تظنه واشنطن، وبالتأكيد لن يكون الاستمرار بالتهديدات تجاه واشنطن قائما طالما لم يكن للولايات المتحدة قوات على حدودها في كوريا الجنوبية".
وأضاف أن "سحب القوات النظامية الأمريكية من شبه الجزيرة الكورية له عامل مؤثر أيضا، حيث إن كوريا الجنوبية التي لديها ضعف سكاني وقوة اقتصادية أكبر من جارتها التي في الشمال، قادرة على توفير سبل الدفاع عن نفسها، فيما ترى كوريا الشمالية أن القوات الأمريكية هي بمثابة تهديد مباشر وضع بشكل غير ضروري، ويشجع هذا الوجود شعور النظام في بيونج يانج بأنه مهدد، ويخلق حالة من التأهب والعدوانية تجاه كوريا الجنوبية ودول الجوار في المنطقة".
من ناحية أخرى، فالسعي إلى إقناع بكين للضغط على كوريا الشمالية، كمصلحة إقليمية للصين نفسها، هي طريقة أخرى لتقنين الأزمة، حيث يعتقد باندو أن الصين لن تقوم بمحاولة لإعاقة حكومة كوريا الشمالية من التضامن مع أمريكا.
وأشار باندو إلى أن إعطاء كوريا الشمالية الاحترام الذي تطالب به وإتاحة الفرصة لإقامة علاقات دبلوماسية بين واشنطن وبيونج يانج محور آخر لنزع فتيل الأزمة، لافتا إلى أن التواصل الدبلوماسي قد يمنع الكثير من الصدامات والتصعيدات التي تحدث بسبب عدم التواصل والتنسيق بينهما.
ويشار إلى أن استمرار التوسع في ترسانة كوريا الشمالية النووية من شأنه أن يجبر واشنطن على إعادة النظر في موقفها بشأن الانتشار النووي في المنطقة، حيث لا تريد واشنطن أن تتوسع المظلة النووية لكوريا الجنوبية واليابان وتايوان واستراليا ضد كوريا الشمالية والصين وروسيا.
وأفضل سبيل لإخراج أمريكا من هذا المستنقع، على حسب وصف باندو، هو السماح لحلفائها بامتلاك أسلحة ردع نووية خاصة بها للحفاظ على توازن القوي الإقليمي في آسيا.
ومثال على ذلك، صرح الرئيس الكوري الجنوبي، بارك جيون هاي، قبل ثلاث سنوات أنه "سيكون من الصعب منع الدومينو النووي التي حدث في هذا المجال" إذا أقدمت كوريا الشمالية على تجربة نووية أخرى، وإذا كان هذا الاحتمال يزعج الصين، ينبغي لها بذل المزيد من الجهد لمنع كوريا الشمالية من مواصلة مسارها الحالي.
وفي النهاية، تم حل العديد من الأزمات التي مرت على الولايات المتحدة، خصوصا النووي منها، بالجهود الدبلوماسية، مثل أزمة الصواريخ السوفيتية في كوبا.
aXA6IDMuMTIuMzYuNDUg
جزيرة ام اند امز