عبدالله بن زايد يؤكد تضامن الإمارات مع السعودية واستعدادها لدعمها ومساندتها
وزير الخارجية الإماراتية يؤكد استعداد دولة الإمارات لاتخاذ أي خطوات إضافية لدعم ومساندة المملكة العربية السعودية بأي شكل كان.
أكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتية، تضامن ووقوف دولة الإمارات التام مع المملكة العربية السعودية إزاء التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية، واستعداد دولة الإمارات لاتخاذ أي خطوات إضافية لدعم ومساندة المملكة بأي شكل كان.
وقال وزير الخارجية الإماراتية - في مؤتمر صحفي مشترك مع عادل الجبير وزير خارجية المملكة العربية السعودية، والأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي في ختام الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب، الذي عقد أمس الأحد بالجامعة العربية برئاسة الإمارات -، "إن وزراء الخارجية العرب أكدوا خلال كلماتهم ومناقشاتهم بأننا كعرب لا نريد صراعًا مع إيران أو مواجهة أو حربًا، بل نحن في دولنا نريد أن ندفع بالتنمية لشعوبنا ومنطقتنا ودولنا، ونعتقد أن المنطقة العربية فيها من الخير الكثير من البشر والثروات، ما يجعلنا نستطيع أن نلبي من خلاله آمال شعوبنا، ولكن للأسف إن سنوات من الصراعات والمماحكات لم تسمح لنا أن نعمل في هذا الاتجاه".
وأضاف "إننا نقبل من إيران إذا كانت لا تريد أن تضرنا ولا تنفعنا فهذا حل مرض لنا جميعًا، لكن مع الأسف العمل مع إيران فيه خير وشر، وغالبا الشر أكبر من الخير، وإلى أن تعقل وتنضج إيران من النفس الثوري الذي هي فيه، والتي في كثير من الأحيان تستغل شعبها ومواطنيها لرسم هذه الهالة الثورية الدينية وأحيانًا الشيفونية، نعتقد أننا سنبقى في هذا الوضع، لكننا جميعًا نريد علاقة طبيعية مع إيران، وعلى إيران أن تثبت ذلك بالقول والفعل حتى نقيم معها هذه العلاقة الطيبة".
وردًا على سؤال عما إذا كان الاعتذار الإيراني يعتبر مرضيًا للدول العربية والسعودية، قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: "إنه مقبول في الظروف الطبيعية ومن الدول التي تستطيع أن تنفذ قراراتها، وليس من الدول التي لم تقرر إلى الآن هل هي ثورة أم دولة، وهذا السؤال سُئل إلى أخي وزير الخارجية السعودي: هل إيران دولة أم ثورة، وإلى أن تجاوب إيران على هذا السؤال أعتقد أنه من الصعب أن نتعامل مع إيران بجدية".
وفي رد على سؤال عن عدم قطع الإمارات علاقاتها الدبلوماسية مع إيران على غرار ما قامت به السعودية والبحرين، وهل كان السبب هو علاقتها التجارية مع إيران، قال: "إن حجم التجارة الخارجية لدولة الإمارات يتجاوز 400 مليار دولار أمريكي، بينما حجم التجارة مع إيران لا يمثل سوى 4 % من هذا الرقم"، مشيرًا سموه إلى أن التجارة الخارجية تشكل عصب الحياة الاقتصادية في الإمارات، وقال: "على سبيل المثال موارد قطاع واحد مثل السياحة في الإمارات يزيد على حجم التجارة مع إيران بكثير، حيث يبلغ عدد السياح الذين يقومون بزيارة الإمارات في العام 17 مليون سائح يشكلون 8.3 % من الدخل القومي".
وتابع الشيخ عبد الله بن زايد "صحيح أن هناك علاقة تجارية تاريخية مع إيران في الستينيات والسبعينيات كانت تشكل العصب الرئيسي من التجارة الخارجية بين البلدين، ولكن اليوم لا يشكل حجم التجارة بيننا رقمًا كبيرًا في الدخل القومي".
وأضاف أن وسائل الإعلام ذكرت أن في الإمارات نصف مليون إيراني، في حين يوجد بها أقل من 90 ألف إيراني وهذه حقائق، كما ذكرت أيضًا أن أعداد الشركات الإيرانية في الإمارات يبلغ 10 آلاف، بينما لا تتعدى الشركات الإيرانية 200 شركة على أرض الواقع "فأرجو ألا نضخم الأمور أكثر مما تحتمل".
وقال: "إن مسألة قطع العلاقات الدبلوماسية بين أي دولة وأخرى يجب أن يكون نتيجة لعمل عدواني مباشر على هذه الدولة، وأنا متأكد أن ما حدث للسفارة والقنصلية السعودية في إيران هو عمل عدواني على السعودية، وبالتالي يعتبر عملًا عدوانيًّا أيضًا على دولة الإمارات، ولكنني لا أستطيع أن أبرر قطع العلاقات الدبلوماسية، وقمت بثاني أقل ضرر للعلاقة ألا وهو تخفيض مستوى هذه العلاقة، ولكن هذا لن يثنيني "كإمارات" عن أخذ أي خطوات إضافية لدعم ومساندة المملكة العربية السعودية بأي شكل كان".
وأضاف "نحن اليوم في الإمارات نحارب مع المملكة العربية السعودية في إطار التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بالآلاف من جنودنا"، معلنًا وقوف دولة الإمارات التام مع المملكة العربية السعودية، وقال سموه: "إن مصالحنا التجارية لن تغلب مصالحنا السياسية".
وأشار وزير الخارجية إلى أن "المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قام بوقف تصدير البترول عن الولايات المتحدة وهولندا لتقديمها الدعم لإسرائيل في حرب 1973، وبالتالي أرجو ألا تأتيكم أي انطباعات خاطئة تجاه دولة الإمارات ومواقفها الداعمة للدول العربية".
وأكد أهمية الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب الذي عقد اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسته، والذي دعت إليه المملكة العربية السعودية لبحث تداعيات الاعتداء الإيراني على البعثة الدبلوماسية للمملكة، فضلًا عن توتر العلاقات العربية - الإيرانية بسبب تدخل إيران في الشؤون الداخلية والقضايا العربية.
وأضاف أن الاجتماع أعرب عن دعمه القوي لموقف المملكة العربية السعودية أولًا فيما يتعلق بسيادتها وعدم التدخل في قراراتها، فضلًا عن مسألة الاعتداء على مقراتها وما اتخذته من قرارات سياسية ضد كل مَن يحاول زعزعة الأوضاع لأي من بلداننا.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إن "الاجتماع شهد بعد الكلمات الرسمية مداولات حول التطورات، فضلًا عن قيام وزير خارجية السعودية عادل الجبير بعرض معمق لبعض التطورات، ولماذا وصلنا إلى هذه المرحلة مع إيران، ولم نكن نصل إليها لو كانت الجارة إيران تتصرف مع الدول العربية ومع بلداننا ومواطنينا وشعوبنا بطريقة تحترم سيادة الأوطان والدول".
وأضاف أن ما حدث من اعتداء على البعثة والقنصلية السعودية هو اعتداء سافر على القانون الدولي، فضلا عن أن هناك تراكمات عديدة منذ بداية الثورة الإيرانية، وهناك دائمًا مناغصات في هذه العلاقة.
وأكد أن البيان والقرار اللذين صدرا في ختام الاجتماع وافقت عليهما كل الدول العربية ما عدا لبنان امتنعت عن التصويت على القرار واعترضت على البيان.
وفي رده على سؤال حول القضايا التي تمت مناقشتها خلال الاجتماع، قال سموه، إن كل القضايا بين الدول العربية وإيران ناقشناها بعمق، سواء كانت تتعلق بالإمارات أو بالبحرين أو اليمن أو المملكة العربية السعودية أو الملف السوري والتدخلات في لبنان والعراق، وبحثنا كل هذه الملفات.
وأضاف "صحيح أن إيران في نهاية الأمر جار لنا، لكننا لا نستطيع أن نحدد هوية هذا الجار، وعلى إيران أن تحدد أي من الجار تريد أن تكون، هل تريد أن تكون جارًا صالحًا أو تريد أن تكون جارًا عبثيًّا"، وقال سموه: "مع الأسف إلى الآن نرى العبثية من إيران، ونرى من إيران الاهتمام بإصلاح علاقتها مع الغرب وليس مع الإقليم، ولو قامت إيران ببذل نفس الجهد الذي بذلته لرفع العقوبات عنها، وإنهاء خلافاتها مع دول "5+1" حول القضايا النووية بنفس هذا الحماس، كانت سوف تحل كل خلافاتها مع دول المنطقة، ولكن مع الأسف لا نرى جدية، ربما نسمع حديثًا ولكن لا نرى أفعالًا، وفي الحقيقة نرى أفعالًا سلبية، فلابد أن تتوقف إيران عن سلبياتها في المنطقة لكي تثبت حسن نيتها تجاهنا".
وفي رد سموه على سؤال حول وجود وساطة تقوم بها دولة عربية لحل الأزمة مع إيران، قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد: "في الحقيقة لم أسمع عن قيام أي وساطة، بينما بعض الزملاء من وزراء الخارجية العرب قاموا بالاتصال بعدد من المسؤولين الإيرانيين، ولم يكن هناك أي بادرة من الجانب الإيراني حتى نسميها وساطة، بينما يمكن أن نطلق عليها اتصالات".
وأوضح سموه "أنه في السياسية لا يوجد شيء اسمه رفض الوساطات، ولا يوجد خلاف أمد الدهر، فإيران ستبقى جارًا لنا، وعلينا أن نتعامل معها على هذا المنهج، ولكن هل نحن نستطيع أن نعيد العلاقة مع إيران كسابق عهدها دون أن نعالج هذه المشاكل بيننا".
وفيما يتعلق بالملف السوري، قال سموه، إن هناك آمالًا معلقة على الاجتماع الذي سيعقد يوم 25 يناير الجاري في جنيف للمعارضة السورية التي تم تشكيلها وتكليفها في الرياض مع وفد النظام السوري، وبناءً عليه فان الدول العربية والدول المنضوية تحت "إعلان فيينا" ستدعم هذا المسار، ولكن لا شك أنه مسار معقد، ونحن لا نريد أن نتحدث نيابة عن الإخوة في المملكة العربية السعودية، ولكن سمعنا منهم أن هذا لا يؤثر على سير الحوار السياسي بين الأطراف السورية.
aXA6IDE4LjE5MC4xNTMuNzcg جزيرة ام اند امز