ديبالا جوهرة يوفنتوس الجديدة
ماورو ديبالا ذو الـ 24 عامًا أبهر الجميع بتألقه مع يوفنتوس الإيطالي حتى أصبح جوهرة أرجنتينية جديدة
أصبح الأرجنتيني باولو ديبالا بعمر الثانية والعشرين، صاحب الوجه الطفولي والنجاعة الجهنمية، جوهرة جديدة مع يوفنتوس بطل إيطاليا، فأنسى في غضون ستة أشهر جماهير فريق السيدة العجوز هدافه السابق مواطنه كارلوس تيفيز.
في الأرجنتين هو "لا خويا" أو الجوهرة، في باليرمو -حيث استهل مسيرته الأوروبية على غرار مواطنه خافيير باستوري صانع ألعاب باريس سان جرمان الفرنسي- كان "او بتيشيريدو" أو "الصبي الصغير"، لقب ناله لوجهه الطفولي وحجمه المتواضع.
لم يجد مشجعو تورينو بعد لقبًا له، لكن على الأقل يدركون أنهم وجدوا خلفًا لتيفيز، العائد إلى بلاده الصيف الماضي بعد موسمين في "سيري أ" سجل خلالهما 19 و20 هدفًا على التوالي.
بعد نحو ستة أشهر تحت ألوان "بيانكونيري"، وقع ديبالا 9 أهداف و5 تمريرات حاسمة في الدوري، ويشكل ثنائيًّا مميزًا مع الكرواتي ماريو ماندزوكيتش في تشكيلة المدرب ماسيميليانو اليغري.
كل هذا ولم يستهل ديبالا الموسم أساسيًّا؛ إذ انتظر أسابيع ليحصل على ثقة اليغري، الذي لم يعتبره جاهزًا لحمل ألوان النادي.
تأسف ماوريتسيو تسامباريني -الرئيس الجدلي لباليرمو- من رؤية ديبالا احتياطيا، فقال غاضبا: "ديبالا هو كرة القدم.. وليس اليغري".
لكن مدرب حامل لقب الدوري الإيطالي قاد سفينته بهدوء وصبر قبل الدفع بنجمه القادم بمبلغ كبير بلغ 40 مليون يورو، رصد للتفوق على عروض سان جرمان وميلان وأرسنال الإنجليزي.
- سحر بيرلو -
أقر البطل الأرجنتيني مؤخرًا بأن حاجته لوقت كي يتأقلم كانت ضرورية: "لقد غيرت طباعي، لقد نضجت من ناحية الشخصية والذهنية في يوفنتوس، لا تجد سوى أسود جائعة تريد استعادة الكرة فور فقدانها، ولا تترك خصومها لالتقاط أنفاسها".
وتابع: "يجب أن أتحسن بعد، لكن على الأقل لم نعد نتكلم الآن عن سعري.. وبات بإمكاني اللعب أكثر بهدوء".
النتيجة مذهلة، فمنذ نوفمبر/تشرين الثاني صعد ديبالا بسرعة صاروخية، وبات أسلوب المهاجم الكامل وغير المتوقع يشكل مزيجًا بين مواطنيه تيفيز وسيرخيو اغويرو، ويلحق ضررًا بالغًا في دفاعات الدوري الإيطالي.
شرح زميله لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا كيف يسمونه "المربع أر 2"، وهي تركيبة مفاتيح تسمح على لعبة "بلاي ستيشن" بتنفيذ التسديدات المقنطرة وهي اختصاص الأرجنتيني.
لكن ديبالا أبرز مهاراته مؤخرًا بضربة حرة مباشرة في مرمى فيرونا، في لمحة نادرة في يوفنتوس منذ رحيل المايسترو أندريا بيرلو.
قال بتواضع اللاعب الذي ورث عن بيرلو رقم قميصه: "هذا يثبت أن أندريا ترك القليل من سحره على القميص رقم 21".
وإذا كان قد غزا إيطاليا بالتأكيد، يبقى له سحب تألقه إلى الساحة الأوروبية؛ إذ لم يسجل بعد في دوري أبطال أوروبا.
استدعي الصيف الماضي أيضا إلى المنتخب الأرجنتيني، فحمل ألوانه 3 مرات حتى الآن، ويتوقع أن يشارك مع بلده الأمريكي الجنوبي في ألعاب ريو دي جانيرو الأولمبية الصيف المقبل بدلا من كوبا أمريكا.
ومن ثم لن يكون بالرحلة نفسها مع لاعب يساري آخر، ليس سوى ليونيل ميسي المتوج بكرته الذهبية الخامسة لأفضل لاعب في العالم، الذي توقع له في أكتوبر/تشرين الأول الماضي: "باولو لاعب كبير.. هو المستقبل".