سباليتي يبحث مع روما عن استعادة الثقة والجماهير
سباليتي يواجه تحديًا يتمثل في إعادة الثقة المفقود للاعبي روما، فضلا عن إعادة الجماهير لمدرجات الملعب الأولمبي من أجل مؤازرة الفريق.
أعلنت إدارة نادي روما الإيطالي عن إقالة المدرب الفرنسي للفريق الأول لكرة القدم، رودي جارسيا، وتعيين لوتشيانو سباليتي خلفا له، والذي سبق له تدريب "الذئاب" من قبل (2005-2009) واستطاع قيادة الفريق وقتها للفوز بثلاثة ألقاب محلية، منها اثنان في الكأس وآخر في كأس السوبر، حيث سيكون أمامه تحدٍّ كبير خلال ولايته الثانية، وهو إعادة الطموح المفقود بين لاعبي الفريق بعد النتائج الكارثية خلال الفترة الماضية.
ومن المفارقات أن استعادة الثقة المفقودة فضلا عن ثقة الجماهير في الفريق هما العاملان المشتركان اللذان يجمعان سباليتي والفرنسي زين الدين زيدان، الذي تولى مهمته منذ نحو أسبوع في القيادة الفنية لريال مدريد، منافس "الجيالوروسي" في دور الـ16 لدوري الأبطال الأوروبي.
وبعد صبرها الطويل على رودي جارسيا، قررت إدارة النادي الإيطالي في النهاية إنهاء العلاقة مع المدرب الفرنسي، لاسيما بعد النتائج المخيبة للآمال في الفترة الأخيرة، حيث لم ينجح الفريق إلا في تحقيق فوز وحيد في آخر عشر مباريات، واستعانت بخدمات مدرب يتمتع بالكثير من تقدير واحترام الجماهير، التي تذوقت معه طعم البطولات الثلاثة الأخيرة في خزائن فريق العاصمة.
وبدأ الإيطالي سباليتي (56 عاما) مشواره التدريبي مع نادي إمبولي في عام 1995، واستطاع قيادة الفريق وقتها للصعود لدوري الدرجة الأولى الإيطالي "السيري آ" في غضون عامين، بعد أن كان يلعب في دوري الدرجة الثالثة، واستطاع إثبات حنكته التدريبية عندما قاد أودينيزي لتأهل تاريخي لدوري الأبطال موسم 2004-2005.
وبعد فترة التوهج هذه، تعاقد سباليتي مع نادي روما في عام 2005 ليبدأ الحقبة الأكثر نجاحا في آخر عشر سنوات في تاريخ روما.
واستطاع سباليتي خلال هذه الفترة تحقيق نتائج رائعة مع "الذئاب" كان أبرزها التأهل لدور الثمانية في دوري الأبطال موسم 2007-2008 على حساب ريال مدريد الإسباني بالفوز ذهابا وإيابا بنفس النتيجة (2-1)، قبل أن يخرج من الدور التالي على يد مانشستر يونايتد الإنجليزي.
ولكن سيكون على سباليتي خلال ولايته الثانية خوض تحدٍ كبير، وهو إعادة الثقة المفقود للاعبي الفريق التائه، وسط مغبة النتائج الكارثية خلال الأشهر الأخيرة، فضلا عن إعادة الجماهير لمدرجات الملعب "الأولمبي" من أجل مؤازرة الفريق.
وعلى المستوى الفني، يعتمد سباليتي على خطة 4-2-3-1 ، وهي الطريقة التي استطاع بها تحقيق أفضل النتائج، سواء خلال فترة ولايته الأولى مع روما أو مع أودينيزي.
ومن الممكن أن يكون لقيصر روما وقائد الفريق، فرانشيسكو توتي، الذي قال في عام 2009 أنه يتمنى اختتام مسيرته الكروية مع سباليتي، دور كبير خلال الفترة المقبلة سواء باللعب كصانع ألعاب أو حتى مهاجم صريح.
وكان أحد أبرز الابتكارات الخططية لسباليتي في هذه الفترة هو موقع توتي المفاجئ للجميع عندما وظفه كمهاجم وهمي، واستطاع خلال موسم 2006-2007 الفوز بالحذاء الذهبي كهداف للدوريات الأوروبية برصيد 26 هدفا، وبفارق هدف وحيد عن مهاجم ريال مدريد الهولندي رود فان نيستلروي.
ويستعد روما لبدء صفحة جديدة مع سباليتي وطي الصفحة المخيبة مع رودي جارسيا الذي تولى ناصية الأمور الفنية موسم 2013-2014 بعد موسم معقد للغاية، مع الإيطالي أوريليو أندريازولي، حقق خلاله المركز السادس وخسارة نهائي الكأس أمام الجار اللدود لاتسيو.
واستطاع جارسيا قيادة الفريق بنجاح باحتلال المركز الثاني في جدول الترتيب والتأهل لدوري الأبطال وازدياد تطلعات الجماهير حول مستقبل ناديهم.
ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث سرعان ما تحولت هذه الأحلام إلى كوابيس، وبعد انطلاقة مدوية للفريق في الموسم الماضي احتل خلالها المركز الأول حتى قبل نهاية الدور الأول، أنهى روما الموسم في المركز الثاني وبفارق 17 نقطة عن المتصدر يوفنتوس.
وخلال الأشهر الأربعة الأولى من الموسم الحالي (2015-2016)، عاش "الجيالوروسي" فترة محبطة على مستوى الأداء والنتيجة ليهبط للمركز الخامس في جدول الترتيب، بعدما فشل في تحقيق الفوز آخر سبع مباريات له بالدوري المحلي سوى مرة واحدة.
وخرج روما من بطولة الكأس على يد المتواضع سبيزيا كالتشيو، الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية (سيري بي)، بركلات الترجيح، فضلا عن تكبده خسارة قاسية أمام برشلونة (6-1) في دور المجموعات لدوري الأبطال.
وبعد هذه النتائج الكارثية قررت إدارة النادي إسدال الستار على علاقتها بالمدرب الفرنسي، وبدء صفحة جديدة مع مواطنها لوتشيانو سباليتي، لعله يستطيع انتشال الفريق من هذه الكبوة والعودة به إلى منصات التتويج.
aXA6IDE4LjIxOC4zOC42NyA= جزيرة ام اند امز