"الجزيرة أميركا" توقف بثها نهاية أبريل.. وسط أخطاء مهنية فادحة
أقل من ثلاث سنوات على انطلاقتها بعد شرائها بنصف مليار دولار..
أعلنت شبكة الجزيرة الإخبارية القطرية عن إغلاق قناتها التلفزيونية الإخبارية"جزيرة أميركا"، وتوقفها عن البث في 30 أبريل 2016
أعلنت شبكة الجزيرة الإخبارية القطرية يوم الأربعاء عن إغلاق قناتها التلفزيونية الإخبارية في الولايات المتحدة "جزيرة أميركا"، وتوقفها عن البث في 30 أبريل 2016، متعللة بتحديات اقتصادية في سوق الإعلام الأمريكي.
وكانت "الجزيرة" قد اشترت شبكة (كارانت تي.في Current Tv) ومقرها الولايات المتحدة من نائب الرئيس الأمريكي السابق آل غور وشريكه جويل هيات مقابل نصف مليار دولار، وأطلقت قناتها الجزيرة أمريكا في 2013 ووظفت أكثر من 850 إعلاميًّا وتقنيًّا وصحافيًّا وإداريًّا بهدف منافسة قنوات "سي ان ان" و"فوكس نيوز" و"ام اس ان بي سي" الأميركية، من دون أن تنجح بذلك.
وقال المدير العام لشبكة الجزيرة مصطفى سواق في مذكرة داخلية: "إن القرار جاء "لأن نموذجنا للأعمال ليس قابلا للاستدامة نظرا للتحديات الاقتصادية في سوق الإعلام الأميركي"، وأضاف سواق أن خطوة إغلاق القناة سيرافقها توزيع خدمات الجزيرة الرقمية "لتوسيع تواجدنا عبر منصات متعددة في الولايات المتحدة"، وأكد أن "إغلاق "الجزيرة أمريكا" لن يؤثر على باقي العمليات الإعلامية للمجموعة".
وكانت القناة قد اتخذت من ولاية نيويورك مقرًّا رئيسيًّا لها مع الانتشار في 12 مدينة أمريكية أخرى، إلا أن الأرقام تؤكد أن عدد مشاهدي القناة متدنٍّ جدًّا في وقت الذروة، ويترواح بين 20 و40 ألفاً، على الرغم من وصول بث القناة لـ60 مليون منزل أمريكي، وواجهت "الجزيرة أميركا" الكثير من الانتقادات لعدم مهنيتها وانحيازها وعدم دقة أخبارها، وأبرز الأخطاء المهنية التي وقعت فيها القناة مؤخرًا هو إذاعة برنامج وثائقي تحدث عن قيام بعض لاعبي دوري كرة القدم الأمريكي بتعاطي أدوية منشطة، من دون الاستناد إلي مصادر موثوقة، بعد قيام أحد الشهود في البرنامج بإبلاغ القناة بتراجعه عن رأيه الذي قاله، و بالرغم من ذلك صممت القناة علي إذاعة البرنامج متضمنًا شهادته، مما أدى إلي قيام بعض اللاعبين بمقاضاة القناة.
من جهتها لفتت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى "الجزيرة أمريكا، التي انطلقت في أغسطس 2013، بعد شراء قناة "كرنت تي في" من نائب الرئيس الأمريكي الأسبق آل غور بـ 500 مليون دولار أمريكي، كانت قد وعدت بتقديم إعلام هادف ولماح، لكنها لم ترتقِ إلى ما وعدت به، ولم تنجح في الكثير من الأحيان بزيادة عدد المشاهدين عن 30 ألفاً فقط".
وواجهت القناة بحسب "نيويورك تايمز" اضطرابات عميقة عام 2015 إثر شكاوى جماعية من الموظفين من "ثقافة الخوف" المنتشرة في بيئة العمل، حيث غادر الكثير من المسؤولين التنفيذيين، ناهيك عن كم الدعاوى القضائية من الموظفين السابقين، التي تضمنت شكاوى متعلقة بالتمييز على أساس الجنس، ومعاداة السامية، في القناة الإخبارية المثيرة للجدل.