أعمال التشكيلي العراقي صبري المالكي في معرض "لمسات" بالقاهرة

في هذا المعرض يقدم الفنان العراقي معرضه الشخصي الـ11 بمادتي الألوان الزيتية والاكريلك بعنوان (رموز وأفكار) لمدة أسبوعين ويضم 35 عملا

قاعة لمسات للفنون بالقاهرة، تستضيف معرض Symbols & Ideas للفنان التشكيلي العراقي صبري المالكي، وذلك خلال الفترة (17-28) يناير الجاري. في هذا المعرض، يقدم الفنان العراقي صبري المالكي (من مواليد البصرة) معرضه الشخصي الحادي عشر بمادتي الألوان الزيتية والاكريلك بعنوان (رموز وأفكار) لمدة أسبوعين، ويضم المعرض ٣٥ عملا فنيا متنوعا.

ورغم رغبته العارمة في إضفاء نوع من (السرديات) أو في اتباع ترسيمة سبق وشخصها كواحدة من البنى الشكلية للوحة، استقرت تجربة الرسام صبري المالكي على بنية واحدة تنتظم كامل أعماله في معرضه هذا، حيث يجري ما يشبه عملية الترسيب لعناصر تكوين اللوحة (الألوان والملصْقات والخطوط والنقاط والمخربشات) في قعر اللوحة باعتبارها (عناصر تكوين) أرضية ثقيلة تحاول مقاومة طبيعتها وكتلتها، فتواصل الاندفاع بمحاولات مجنونة بمختلف الاتجاه دونما تحقيق خلاصها المتوهم. 

هذه العناصر، وكما يقرر باشلار (الماء والأحلام)، حيث تتصرف المادة بوجهين يبدوان لنا متناقضين ومتتامين معا: فباتجاه التعميق تبدو المادة غير قابلة للسبر مثل لغز، ولكنها تبدو باتجاه الانطلاق وكأنها قوة لا تستنفد، باعتبارها معجزة. 

كان صبري المالكي قد قدم معرضه الأخير في مدينة البصرة أواسط عام 2015، وكان يحاول فيه إدخال مشخصات ومدونات تاريخية تنتمي الى حضارة وادي الرافدين (ميزوبوتاميا) وربما كان يعتقد أن جمع المشخصات في اللوحة سوف تحقق أهدافا تعبيرية باستغلال ما يعرف بـ(التشاكل الصوري)، وهو ليس إلا عملية تفاعل تعبيري بين المشخصات المتجاورة في (حيز) محدد، وهي تقنية كان يستغلها الرسامون السورياليون وأهمهم فيها (سلفادور دالي ورينيه ماغريت) وبذلك فهي محاولة لإخراج اللوحة من (صمتها السردي) فتبدأ ببث موجاتها (السردية)، وهي ليست موجات (جمالية)، أما ثاني تلك الاهداف التي كان يعتدها المالكي من تقنيته بإضافة المشخصات والمدونات الميزوبوتامية (الرافدينية القديمة)، فهو خلق صلة صلة مع المتلقي الذي صارت صلته بالرسم الحديث واهية لافتذقار هذا النمط من الرسم الى هوامش سردية (نثرية) قد يعتبرها غالبية المتلقين الهدف الأكبر من الرسم ومن تلقي الفن التشكيلي، أي الخروج بحصيلة نفعية (معرفية) لا تخرج أن تكون شيئا من الحكمة، بينما هو في معرضه هذا يتخلى عن هذا الهدف القبلي الذي يفسد العمل الفني والقلقي الجمالي، ويوجه عملية التلقي خارج (الواقعة الشيئية) كجوهر لفعالية الرسم..

وبذلك يحاول صبري المالكي أن ينضم الى زمرة الرسامين الذين لا يحلمون بصور المادة على نحو جوهري بل إلى زمرة الرسامين الذين تخلوا عن الصور التي تثيرها المادة ليتخذوا المادة صورة جوهرية لأعمالهم..

قاعة لمسات للفنون واحدة من أحدث قاعات الفن التشكيلي والفنون اليدوية في قلب القاهرة بوسط المدينة (٨ شارع قصر النيل)، وجاءت فكرة إنشاء قاعة عرض فنية بهدف إدماج الفن في حياة الناس لإثراء حياتهم بجعل الفن سهل الوصول إليه وكذلك استيعابه من خلال أحدث طرق العرض ومن خلال التسويق الفني المباشر والإلكتروني