عون.. قائد الجيش العائد من المنفى يسعى للرئاسة
نُفي بعد الحرب الأهلية اللبنانية إلى فرنسا وعاد إلى لبنان ليقود حركته السياسية
بروفايل عن الجنرال ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر
في ظل توارد دعم جعجع لخصمه وعدوه اللدود، المدعوم من حزب الله، ميشال عون لرئاسة لبنان، تقدم العين بروفايل عن من هو ميشال عون، رئيس التيار الوطني اللبناني الحر.
ميشال عون، عسكري برتبة جنرال سابق في الجيش اللبناني، وسياسي لبناني يقود التيار الوطني الحر، كان قائدًا للجيش اللبناني من 23 يونيو 1984 إلى 27 نوفمبر 1989، ورئيس الحكومة العسكرية التي تشكلت في عام 1988، حيث كانت بداية دخوله السلك العسكري عندما تطوع بصفة تلميذ ضابط عام 1955، وتدرج في الترقية إلى أن وصل إلى رتبة عميد، مع تعيينه قائدًا للجيش في 23 يونيو 1984.
وقد تدرج في الرتب قبل وصوله إلى قياده الجيش، حيث كان قد عين في 14 ديسمبر 1970 مساعدًا لقائد فوج المدفعية الأول، وفي 15 أبريل 1970 عُين معاونًا لقائد كتيبة المدفعية الأولى، وقائدًا للمفرزة الإدارية وآمرًا لسرية القيادة والخدمة بالوكالة.
وفي 14 سبتمبر 1972 عين معاونًا عملانيًا لقائد كتيبة المدفعية الأولى ومعاون لوجستي، وعين قائدًا لكتيبة المدفعية الثانية، وذلك من 17 سبتمبر 1973، ثم فصل إلى سلاح المدفعية بتصرف قائد السلاح اعتبارًا من 21 يناير 1976، ووضع بتصرف المفتش العام لمساعدته بالتحقيقات العدلية اعتبارًا من 6 فبراير 1976، وفي 23 أغسطس 1976 عين قائدًا لسلاح المدفعية.
وفي 14 أغسطس 1982 عين رئيسًا لأركان قوات الجيش المكلفة بحفظ الأمن في بيروت، وفصل إلى لواء المشاة الثامن ليؤمن قيادة اللواء بالوكالة اعتباراً من 18 يناير 1983، وبعدها في 23 يونيو 1984 عين قائدًا للجيش، كما أنه أثناء خدمته العسكرية اجتاز عدد من الدورات في داخل لبنان وخارجه في كل من فرنسا والولايات المتحدة، كما نال العديد من الأوسمة والتنويهات.
كلف في نهاية سنوات الحرب الأهلية برئاسة مجلس الوزراء من قبل الرئيس أمين الجميل، حيث قام بتشكيل حكومة عسكرية بعد تعذر انتخاب رئيس جمهورية جديد يخلفه، وكان هو في ذلك الوقت قائدًا للجيش اللبناني، قام الرئيس الجميل بتسليمه السلطة بعد أن شكل الحكومة العسكرية التي أصبحت في مواجهة الحكومة المدنية التي يرأسها بالنيابة الرئيس سليم الحص، وقد استقال الوزراء المسلمون من الحكومة بعد تشكيلها بساعات، وبذلك أصبح للبنان في ذلك الوقت حكومتان.
وقد عين في الحكومة بالإضافة إلى كونه رئيسًا لها وزيرًا للدفاع الوطني والإعلام مع احتفاظه برتبته العسكرية في الجيش، وفي 4 أكتوبر 1988 كلف بمهام وزارة الخارجية والمغتربين ووزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة ووزارة الداخلية بالوكالة، وذلك طيلة مدة غياب الوزير الأصيل.
في أغسطس 1989 تم التوصل في الطائف بوساطة السعودية إلى اتفاق الطائف الذي كان بداية لإنهاء الحرب الأهلية في لبنان، ولكن مشال رفض الاتفاق بشقه الخارجي، وذلك لأنه يقضي بانتشار سوري على الأراضي اللبنانية، ولا يحدد آلية لانسحابه من لبنان، وبعد معارك ضارية تم إقصائه من قصر بعبدا الرئاسي في 13 أكتوبر 1990 بعملية لبنانية - سورية مشتركة، فاستدعي إلى السفارة الفرنسية في بيروت، وبقي هناك لفترة من الزمن حتى سمح له من بعدها بالتوجه إلى منفاه في فرنسا في 28 أغسطس 1991.
عاد في 7 مايو 2005 من منفاه في فرنسا بعد 15 عامًا، وعند عودته إلى لبنان استقبله عدد كبير من مناصريه في المطار، وخاض بعدها الانتخابات النيابية التي أجريت في شهري مايو ويونيو 2005، ودخل البرلمان اللبناني بكتلة نيابية مؤلفة من إحدى وعشرين نائبًا، وهي ثاني أكبر كتلة في البرلمان، ويتزعم حاليًا التيار الوطني الحر، حيث قام بالتوقيع على وثيقة تفاهم مع حزب الله في 6 فبراير 2006 في كنيسة مار مخايل، وشارك في مؤتمر الدوحة الذي انتهى بالتوقيع على اتفاق الدوحة في 21 مايو 2008، وتم بعد توقيع اتفاق الدوحة تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كل الفئات اللبنانية، وقد نالت كتلته النيابية خمسة وزراء.
أقام عون علاقة حسن الجوار مع سوريا بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان، منفّذاً بذلك أقواله أثناء تولّيه رئاسة الحكومة العسكرية، إذا طالب يومها سوريا بالانسحاب لينسج معها أفضل العلاقات، وتوج التحسن الكبير في العلاقة مع سوريا بزيارته لها في 3 ديسمبر 2008، ولقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد بعد عداوة مريرة مع نظام الرئيس الأسبق حافظ الأسد، وفي انتخابات عام 2009 تمكن من زيادة عدد نواب تكتل التغيير والإصلاح إلى 27 نائب.
وكثيرًا ما يقال عن الجنرال عون أن طموحه الرئيس في لبنان هو تولي رئاسة الجمهورية، ولعل الخطوة الأخيرة التي اتخذها خصمه الرئيسي سمير جعجع بالاقتراب منه من شأنها أن تساعده على ذلك، وإن بقي الأمر محتاجًا لتوافق لبناني أوسع.