بعد 50 يوماً.. قادة العالم يطلقون رؤية تسريع العمل المناخي في COP29
للإيفاء بتعهدات «اتفاق الإمارات» التاريخي
بعد أقل من 50 يومًا من الآن، سيلتقي قادة العالم في مؤتمر الأطراف COP29 لتقديم رؤية متجددة تهدف إلى تسريع العمل المناخي.
وخلال الأسبوع الماضي، شارك قادة من دولة الإمارات في اجتماعات رفيعة المستوى في الولايات المتحدة، بدءًا من البيت الأبيض في واشنطن إلى الأمم المتحدة في نيويورك، تمت خلالها مناقشة عدة مواضيع أهمها، التقدم المحرز في التمويل المناخي، و"اتفاق الإمارات" التاريخي، ضرورة العمل للسيطرة على متوسط ارتفاع درجة الحرارة العالمية لينحصر عند 1.5 درجة مئوية، والطاقة النظيفة، والتكنولوجيا الخضراء، والطبيعة والتنوع البيولوجي، وتحويل نظم الغذاء بالإضافة إلى تعزيز مرونة موارد المياه.
وتشكّل هذه التحركات الأساس لمؤتمر الأطراف COP29 الذي سيعقد في باكو، فرصة لتعزيز الطموحات الجماعية، وإعلاء المزيد من الأصوات، وتمكين مرحلة جديدة من العمل المناخي، بما يعزز مرونة العالم ككل.
في مؤتمر الأطراف COP28 الذي عقد في دبي، نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في توحيد 198 طرفًا لتوقيع "اتفاق الإمارات" التاريخي، والتعهّد بالحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية لحرارة كوكب الأرض ضمن المتناول، مما أسهم إلى تسريع عصر جديد من العمل المناخي الطموح.
وعليه أثبتت دولة الإمارات نجاح التعددية والشمولية المتمثل في "اتفاق الإمارات" الذي وضع العالم على مسار واضح للحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية، مع وضع أهداف طموحة لتمكين العالم من الوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2050، وكذلك زيادة الطاقة المتجددة إلى ثلاثة أضعاف وتحسين كفاءة الطاقة بمقدار الضعف بحلول عام 2030.
كما تضمّن الاتفاق بوقف إزالة الغابات بحلول نهاية هذا العقد، بالإضافة إلى مبادرات غير مسبوقة في مجال التمويل المناخي، حيث تم الإعلان عن إنشاء صندوق خاص للخسائر والأضرار في اليوم الأول من COP28. سيسهم هذا الصندوق في دعم الدول الأكثر تأثرًا بتغير المناخ للتعامل مع تأثيراته، مع الاعتراف لأول مرة بدور وكالات التصنيف الائتماني، والعمل على زيادة تمويل التكيف لتلبية الاحتياجات المتنامية للمجتمعات المعرضة للمخاطر المناخية.
- تكامل إجراءات مواجهة تغير المناخ.. دعوة إماراتية تنطلق من نيويورك
- سلطان الجابر يدعو قادة العالم إلى تنفيذ «اتفاق الإمارات» التاريخي
ودشن مؤتمر الأطراف COP28 مرحلة جديدة من العمل المناخي، حيث شجع مختلف القطاعات والصناعات، بالإضافة إلى الشباب والمجتمعات على المشاركة في حوار مفتوح للبحث عن حلول جديدة ومبتكرة لتعزيز مرونة العمل المناخي.
ولضمان الاستمرارية والاستدامة والعمل الفعّال والتعاون المتعدد الأطراف، لدعم الاستمرارية والعمل والتعاون المتعدد الأطراف المستدام، ظهرت رئاسة ترويكا COP أيضًا من مؤتمر COP28، مكلفة الإمارات بالتعاون مع أذربيجان والبرازيل كرؤساء لمؤتمري COP29 وCOP30، لضمان الاستمرارية وتحفيز العمل المناخي.
وستسهم "خريطة الطريق هذه مهمة الحفاظ على إمكانية تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية" في تحويل "اتفاق الإمارات" من اتفاقية إلى عمل ملموس ومستدام، بالإضافة إلى تحقيق المساءلة في إطار المساهمات المحددة وطنياً، التي سيتم تقديمها بحلول فبراير 2025.
من جانبه، قال عبدالله بالعلاء، مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة والاستدامة في وزارة الخارجية.. "نجح مؤتمر COP28 في إحياء نهج عالمي مشترك لتحديد الأولويات في مجال تغير المناخ ومن خلال "اتفاق الإمارات" التاريخي وأجندة العمل المناخي، كنا نطمح إلى إشراك أصوات متنوعة من مختلف أنحاء العالم على طاولة الحوار لقيادة نموذج جديد وأكثر شمولية للتعامل مع قضايا المناخ حيث يمثّل هذا النّهج فرصة لإعادة تصوّر سبل توحيد الجهود لبناء المرونة العالمية، وتأمين مستقبل مجتمعاتنا، وحماية الأرض للأجيال القادمة ويُعد مؤتمر الأطراف COP29 علامة فارقة ومهمة لاستمرار تسريع العمل معًا، وتعزيز المرونة المناخية من خلال ربط الأولويات العالمية بالقدرات، وضمان تحويل شراكاتنا متعددة الأطراف إلى نتائج مؤثرة وعادلة".
ومن خلال أجندة عمل رئاسة مؤتمر الأطراف COP28، تم تعزيز العمل المناخي عبر أربعة محاور رئيسية، هي: تسريع التحول العادل والمنظم للطاقة، وإصلاح التمويل المناخي ليكون متاحًا وميسورًا وفي متناول الجميع، والتركيز على الناس والطبيعة والحياة وسبل العيش، وتعزيز الشمولية الكاملة في العمل المناخي.
وشهد مؤتمر الأطراف COP28 اعتمادًا سريعًا لصندوق الخسائر والأضرار الذي استضافه البنك الدولي، حيث تعهدت 19 دولة بتقديم حوالي 800 مليون دولار حتّى الآن، من ضمنها 100 مليون دولار من دولة الإمارات.
بالإضافة إلى ذلك، أطلقت الإمارات صندوق ALTÉRRA، وهي آلية استثمار خاصة بقيمة 30 مليار دولار لتحفيز التمويل المناخي في الاقتصادات النامية.
وأسفرت هذه الجهود عن حشد 85.1 مليار دولار لتمويل العمل المناخي، وإطلاق 11 تعهدًا وإعلانًا، مما رفع مستوى الالتزام الدولي بتخفيف آثار تغير المناخ والتكيف معها إلى آفاق جديدة.
وأثناء لقائه مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في البيت الأبيض بواشنطن الأسبوع الماضي، وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن دولة الإمارات بأنها "دولة من الروّاد، دائمة التطلع نحو المستقبل"، مشيرًا إلى التعاون المشترك بين البلدين في مجالات الذكاء الاصطناعي، والطاقة النظيفة، والفضاء، والاستثمار في البنية التحتية لربط المناطق، بالإضافة إلى وقوفها جنبًا إلى جنب حتى في أصعب المواقف.
وتخطط دولة الإمارات لاستثمار أكثر من 163 مليار دولار في الطاقة النظيفة والمتجددة خلال السنوات المقبلة، بهدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، مع التعهد بمضاعفة قدرة إنتاج الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030.
وتهدف الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051 إلى تطوير نظام وطني شامل لتمكين الإنتاج الغذائي المستدام من خلال التكنولوجيا الحديثة.
وبالشراكة مع الولايات المتحدة، أطلقت الإمارات مبادرة “مهمة الابتكار الزراعي للمناخ - AIM for Climate/AIM4C ”، والتزمت باستثمار 16 مليار دولار في الزراعة الذكية مناخيًا وفي أنظمة الغذاء لتحسين الأمن الغذائي والزراعي.
وحظيت هذه المبادرة بدعم أكثر من 600 جهة فاعلة من الدول ومن القطاع الخاص، وجذبت استثمارات تتجاوز 17 مليار دولار.
وقال عبدالله بالعلاء "بينما تتجه أنظار المجتمع الدولي نحو مؤتمر الأطراف COP29، سيكون من الضروري مراجعة التقدم الذي أحرزناه مقارنةً بالأهداف التي وضعناها، والتصدي للفجوات التي لا تزال بحاجة إلى معالجة ويجب أن يستمر "اتفاق الإمارات" في العمل كمصدر إلهام لنا، ليكون الإطار الذي يقودنا نحو تحقيق طموحاتنا المشتركة في إحداث تحوّل شامل في العمل المناخي وبناء مستقبل أكثر عدلاً وإنصافاً للجميع".