الموسى اعترف أن عائلته رفضت هذه المهنة منذ 15 عامًا عندما وقع في شباكها وحتى اليوم
لم يستطع محمد الموسى، مدير حديقة الأردن، تجاهل هوايته وشغفه بالحيوانات وخاصة المفترسة، رغم تخرجه في كلية الحقوق.
فضَّل "الموسى" أن يقضي وقته مع الحيوانات المفترسة، ويعمل على ترويضها بعيدًا عن عائلته، التي ترفض هذه الهواية والعمل المحاط بالكثير من المخاطر، لكن خبرته تجعله يعرف مشاعر الأسود من نظرة واحدة.
يروي "الموسى" حكايته، لبوابة "العين"، بكل سعادة وأمل، مبيناً أن اهتمامه بالحيوانات بدأ منذ الصغر، حيث كان يقرأ الكثير عنها، باحثًا في الكتب المتوفرة في المكتبات عن هذا العالم المجهول حسب ما يصفه.
ويضيف: "بعد مقابلتي لقريب لي، وهو مالك حديقة الأردن سابقًا، ورؤيته أن لدي شغف بالحيوانات اقترح أن أصبح مديرًا لهذه الحديقة".
ويقول "الموسى": "الحيوان المروض في لحظة معينة يعود لطبيعته التي لا ينساها أبداً، ويعود لغريزته الافتراسية، الترويض هواية صعبة، وخاصة عندما يتحول إلى مهنة، روضت 15 أسدًا وأكثر من 5 نمور و5 دببة، ومجموعة كبيرة من الذئاب والضباع والجاكور".
عندما دخل "الموسى" قفص الأسد ليطعمه، لم يعتبره الأسد غريبًا عليه، فكان واضحًا أن بينهما علاقة وطيدة، في حين كان ينظر الأسد للغرباء الذي يزورونه هو والحيوانات المفترسة الأخرى في حديقة الأردن بكل شراسة.
يجد مدير حديقة الحيوان بالأردن أن المروض يجب أن يتمتع بصفات متعددة، وهي الصبر وحب الحيوانات، يضيف الموسى: "الترويض للحيوانات المفترسة يبدأ من عمر ثلاثة أشهر عن طريق التعامل المستمر معها؛ لأنها تكبر بسرعة، فالأسد مثلاً خلال سنة يصبح وزنه من (50-70) كيلو غرام، والترويض يكون مستمرًا، ولا يقف عند مرحلة معينة، هذه الحيوانات خطيرة، وممكن أن تتصرف بشكل عشوائي فجأة ودون مقدمات، وخاصة بعض الحيوانات التي تتصف بالمكر مثل النمر، فلا يتوقع المروض ردود أفعالها ولا يؤمن جانبها".
مواقف خطرة
بالطبع لا تخلو المهنة من مواقف خطرة تعرض "الموسى"، ويقول الموسى لـ"العين" عنها: "تعرضت للكثير من الضربات والعضات، والآن يدي بها غرز نتيجة لتعرضي لضربات من أسد تصرف بشكل مفاجئ، يعتقد المروض أنه بعد فترة من التعامل مع الحيوانات المفترسة يستطيع فهمها بشكل كبير، ولكن لا يستطيع فهم هذه الحيوانات بشكل كامل فهي غامضة، والبعض منها ذاكرتها ليست قوية مثل الأسود، لذلك يجب أن لا يغيب المروض عن هذه الحيوانات مطولاً حتى لا تنساه".
ويرى أن المروض مع الخبرة يصبح لديه مقدرة من نظرته للحيوان أن يدرك متى تسعد، ومتى تغضب، ومتى تشعر بالجوع، ومتى تريد النوم؟ وكل هذه الأوضاع مهمة حتى يتعامل معها بما يناسبها، ويبني معه علاقة جيدة مع الوقت.
رفض الأسرة
اعترف كمروض للحيوانات المفترسة أن هذه "المهنة" رفضتها عائلته، منذ 15 عامًا عندما وقع في شباكها، وحتى اليوم، قبل أن يقول: لكنني قاومت كوني لا أستطيع الابتعاد عن هذه الهواية.
غير أنه يعترف في الوقت نفسه أن ابنه يحب الحيوانات، "ولكنني أحاول إقناعه أن يبتعد عنها أيضًا؛ لأنني أخاف عليه من هذا العالم".
aXA6IDQ0LjIwMC45NC4xNTAg جزيرة ام اند امز