الإمارات استطاعت أن تبني مواطنًا إماراتيًّا قويًّا بفكره وبتسلحه بالدِّين وبالعلم السليم فقامت بتحصين الشباب ونشرالوعي واليقظة فيهم
"إن الإنسان هو أساس أية عملية حضارية.. اهتمامنا بالإنسان ضروري لأنه محور كل تقدم حقيقي مستمر مهما أقمنا من مباني ومنشآت ومدارس ومستشفيات.. ومهما مددنا من جسور وأقمنا من زينات فإن ذلك كله يظل كياناً ماديًّا لا روح فيه.. وغير قادر على الاستمرار.. إن روح كل ذلك الإنسان... الإنسان القادر بفكره ،القادر بفنه وإمكانياته على صيانة كل هذه المنشآت والتقدم بها والنمو معها".
زايد بن سلطان آل نهيان
عندما نادى الشيخ زايد ببناء وطن واحد يجمع إمارات الدولة كاملة تحت ظل الاتحاد كان همهُ أن يبني دولة قوية وشعبا متحدا وشبابا مثقفا قادرا على مواجهة الأطماع التي كانت تحيط بالمنطقة آنذاك، لذا بعد أن قام بجمع القلوب وتوحيد الكلمة تحت راية الاتحاد؛ اتجه لبناء الإنسان فكريًّا وبدنيًّا، فكان الإنسان قبل العمران والبنيان لأن بناء الاتحاد لن يعلو ولن يستمر إلا بروح شباب قوي متحد متآلف دوما، لذا سخر جُل وقته في تقديم الدعم للشباب وبناء المدارس والجامعات، ففي الوقت الذي كان يعلو فيه العمران كان هناك بناء العقول التي ستحمي الأوطان وتقف ضد الأطماع، لأن الاعتماد الحقيقي لن يكون في بناء يعلو ولا في بترول قد ينضب يوماً بل سيكون في شباب قادر على مواجهة الأطماع وصد كل معتدي.
اليوم وبعد مرور أكثر من أربعين عاماً على قيام الاتحاد وعلى بناء الإنسان الإماراتي بالشكل الصحيح واستثمار طاقات الشباب وتوجيهها حول الإبداع وتنمية مواهبهم بما يفيد الوطن؛ ها هي الإمارات الآن تجني بكل فخر نتاج هذا البناء الإنساني بيتاً متوحداً يشار له بالفخر والاعتزاز، فقد أثبت الشباب الإماراتي أنه قادر على بناء وطنه وتطويره وفي ذات الوقت قادر على مواجهة التيارات الحزبية المسمومة وصدها بكل حزم وقوة إيماناً منهم أن الوطن يعلو ولا يُعلى عليه.
الإمارات استطاعت أن تبني مواطنا اماراتياً قوياً بفكره وبتسلحه بالدِّين الصحيح وبالعلم السليم، فقامت بتحصين الشباب ونشر الوعي واليقظة وحس المسؤولية فيهم وزرع روح الإيجابية وحب الوطن واستغلال أوقاتهم بما ينفعهم وينفع وطنهم حتى تبني جيلا قادرا على مواجهة الأخطار المستقبلية وحماية وطنه.
استمرار نشر الوعي ضروري جدًّا لتوعية الجيل الجديد وسط سهولة الاتصال وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة اختراق عقول الشباب بطرق مختلفة، يجب أن يكون للجميع كلمة وموقف في صد هذه الأفكار الملوثة التي بدأت تنتشر بسهولة بين الشباب المراهق، التوعية مطلوبة وبشكل كبير الآن ومن كل أفراد المجتمع، فلن يكون مجتمعنا آمناً دون أن نكون أشخاصا نشعر بالمسؤولية الحقيقية تجاه الوطن.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة