الرفاعي يرفض قرار "بوكر" ورئاسة الجائزة تؤكد: روايته مخالفة
"في الهنا" استبعدت من الترشيحات لصدورها بطبعة قديمة
بعد 24 ساعة من بيان بوكر باستبعاد روايته من القائمة الطويلة.. الرفاعي يدافع عن نفسه وعن روايته في بيان رسمي
ما زالت أصداء استبعاد رواية الكويتي طالب الرفاعي «في الهنا» من القائمة الطويلة للبوكر 2015، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الجائزة، تتواصل بشكل سريع، فلم تكد تمر أيام قليلة على ظهور القائمة الطويلة للبوكر 2015، الثلاثاء 12 يناير الماضي، حتى ثارت أزمة كبيرة حول رواية «في الهُنا» للروائي الكويتي المعروف طالب الرفاعي، بعد أن تبين وجود طبعتين من الرواية؛ أولى مصرية سابقة على الموعد المحدد للترشح للجائزة، وثانية كويتية بعد فتح باب الترشح، وثار جدل كبير حول أحقية الرواية من الأساس في الترشح للبوكر، وبالتالي فإن وصولها إلى القائمة الطويلة تشوبه الشبهات وتحيط به الشكوك.
وبعد 24 ساعة فقط من صدور بيان أمانة الجائزة العالمية للرواية العربية بوكر، الاثنين، باستبعاد رواية «في الهنا» بعد أن تبين أنها ترشحت بالمخالفة لشروط ولوائح الجائزة؛ أصدر الرفاعي بيانًا صحفيًّا مفصلًا يرد فيه على استبعاد روايته من القائمة الطويلة للبوكر، ويقدم من وجهة نظره حيثيات موقفه وترشح روايته التي يرى أنها سليمة ولا تشبها أي شائبة..
دفاع الرفاعي في بيانه يقوم على ثلاث حجج رئيسية؛ الأولى أن موقفه وموقف روايته سليم وإن كان هناك ثمة خطأ ما فإنه يعود إلى دار الشروق المصرية التي يرى أن طبعتها التي صدرت لا تمثله ولا يعول عليها، وهو لم يوقع عقدًا معها وبالتالي فلا يجوز الاستناد إلى هذه الطبعة في محاسبة روايته وترشحها للبوكر من الأساس، وللتدليل على ما يقول أورد مراسلاته مع ممثلي الدار خلال الفترة من أبريل 2014 وحتى مارس 2015.
ولفت الرفاعي في بيانه إلى أنه تقدم بمخطوطة روايته إلى "دار الشروق" في مارس 2014، وبعد شهر من هذا التاريخ تواصل مع الدار ليستعجلهم إصدار الرواية، وعرض عليهم فكرة طباعة الرواية في الكويت إذا كانت "دار الشروق" ستتأخر في إصدارها، وبعد أخذ ورد وتأخر عن النشر، يتلقى الرفاعي رسالة من الدار في 25 يونيو 2014 تفيد بأن "تأخر طباعة رواية «في الهُنا» يرجع لظروف خارجة عن إرادتنا بدار الشروق للأسف، حيث إن جميع مطابع مصر الآن مشغولة بمناقصة ضخمة خاصة بوزارة التربية والتعليم المصرية، ولذا، فنحن عاجزون حاليًا عن تحديد معين لطباعة الرواية، وسنوافيك بالرد في حال توافره".
ويوضح الكاتب أن إدارة الجائزة تلفت إلى أن "في الهنا" صدرت عن "دار الشروق" في بداية يوليو 2014، في حين أنه في نهاية يونيو اعتذرت "دار الشروق" عن طباعتها لانشغال المطابع"، ويسأل: "فهل يُعقل أن تكون رواية «في الهنا» قد صدرت خلال أربعة أيام ونزلت إلى الأسواق، والشخص المسؤول في دار الشروق يقول: نحن عاجزون عن تحديد موعد لطباعة الرواية؟".
ثم يورد الرفاعي بكثير من الإسهاب والتفصيلات والتواريخ مسار المراسلات بينه وبين ممثلي الشروق ومفادها أنه فوجئ بتداول نسخ من الرواية عن دار الشروق من دون أن يوقع معهم عقدا، بما يعني الطعن في شرعية هذه الطبعة وعدم الاعتراف بها وأنه لا يجوز الاستناد إليها (وفي المقابل هناك من يؤكد أنه تلقى نسخة طبعة الرواية موقعة بخطه!).
الحجة الثانية في دفاع طالب الرفاعي عن نفسه وعن روايته، يقوم على تأكيد كون المنسقة العامة للجائزة فلور مونتانارو قد غيرت موقفها منه ومن روايته، وبعد أن كانت قبلت الرواية وارتأت أنها موافقة للشروط، عادت لتصدر بيانا باسم أمانة الجائزة تستبعد فيها روايته؛ يقول الرفاعي في البيان:
"الأستاذة فلور منسقة الجائزة، سبق وأرسلت بتاريخ 10/7/2015 رسالة للناشر الكويتي الذي رشح الرواية للجائزة دار "بلاتينيوم بوك" رسالة إيميل تخبرينه بها بأنكِ بصدد عمل التحريات التي تثبت عدم صدور الرواية قبل شهر يوليو 2014، ومن ثم وبعد مرور (11 يوماً استغرقتها مدة التحري) أرسلت له بتاريخ 21 يوليو رسالة إيميل هذا نصها دون زيادة أو نقصان: إنه ليسرني بعد البحث في موضوع إصدار رواية «في الهنا» المبكر أن أعلن عن قبولها كونها لم تظهر إلى النور قبل أول يوليو 2014، إنما ما حدث هو طبع عشرين نسخة لم توزع ولم تعرض في أي معرض كتاب ولم تنزل إلى السوق وتم إصدار بيان صحفي عن الإصدار بدون وجود إصدار في الواقع... وتم نشر أول تقرير نقدي حول الرواية في أغسطس، بعد أول يوليو 2014... لهذه الأسباب نعتبر أن الرواية صدرت بعد أول يوليو 2014، وتتأهل للمشاركة طالما أن الكاتب لم يدفع مالاً لكي تنشر الرواية"... ثم تساءل الرفاعي متعجبا مما رآه تغيرا في موقف منسقة الجائزة.
لكن فلور مونتانارو منسقة الجائزة، وردا على بيان الرفاعي، قالت في تصريحات صحفية: "وضح لنا بعد أن ترشحت رواية «في الهنا» للروائي الكويتي طالب الرفاعي، أنها صدرت قبل الموعد المسموح به لترشح الروايات"، وأضافت: "لم يكن واضحاً لنا في البداية هذا الأمر.. ولكن بعد أن تأكد مجلس أمناء الجائزة من الحقيقة، لم يكن علينا سوى أن نضطر، مع الأسف، إلى أن نستبعد الرواية"، مؤكدة أن قرار لجنة الجائزة نهائي ولا رجعة فيه، وطبيعي أن يكون من حق الجميع أن يكون لهم وجهات نظر أخرى يدافعون فيها عن مواقفهم، و"لكننا لم نستبعد الرواية من الترشح إلا بعد التحقق من الأمر".
وأخيرا يقول طالب الرفاعي في معرض دفاعه عن نفسه وعن روايته المستبعدة: "تربطني بجائزة البوكر علاقة رائعة، منذ كنتُ رئيسًا للجنة التحكيم في الدورة الثالثة عام 2009، وأنا مؤمن بأن جائزة البوكر، وبالرغم من كل ما يُثار حولها، تمثل حالة متفردة ورائعة بين الجوائز العربية"، ولهذا فإن "ما سأكتبه حول إيقاف روايتي «في الهُنا» في القائمة الطويلة، وعدم السماح لها بخوض منافسات القائمة القصيرة، يأتي من باب نقد المحب وكشف الحق، فأنا ابن البوكر، وتربطني علاقة طيبة مع رئيس مجلس الأمناء ومع باقي السادة أعضاء المجلس".
هكذا جاء دفاع الروائي الكويتي طالب الرفاعي، عبر بيانه، ردا على استبعاد روايته «في الهنا» من القائمة الطويلة للبوكر 2015، ويبدو أن الأمور مرشحة لمزيد من التصعيد، وردود الأفعال المتباينة في الساعات القادمة..
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTA5IA== جزيرة ام اند امز