الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية تكرم شيخ الأزهر كشخصية العام
الاحتفالية انطلقت بالتزامن مع فعاليات القرين الثقافي
اختيار الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية يعد ترسيخًا لمكانتها وأهميتها في المجال الثقافي على المستويين الإسلامي والعالمي..
تستمر فعاليات احتفالية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية 2016، التي تأتي بالتزامن مع الدورة الـ 22 لمهرجان القرين الثقافي، وتنفيذًا للقرار الصادر عن المؤتمر السابع لوزراء الثقافة بدول العالم الإسلامي، الذي تهدف دولة الكويت من خلالها إلى تكريس الصورة الحقيقة للإسلام باعتباره دينًا للتسامح والسلام وإبراز الوجه الحضاري والثقافي لدولة الكويت بين دول وشعوب العالم.
ومن أبرز فعاليات هذه الاحتفالية، تكريم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف واختياره شخصية احتفال الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية 2016.
حوار مفتوح مع شباب الكويت
وكان الدكتور الطيب قد التقى صباح الأربعاء بمجموعة من الشباب المثقف وشباب الإعلاميين وشباب الرياضة بحوار مفتوح، تناول فيه فضيلته الحديث عن ضرورة فهم الإسلام بوسطيته واعتداله من منابعه الصافية التي لم تلوث بأية انحرافات فكرية، محذرًا الشباب من خطورة الفكر المتطرف على الأوطان، ومن الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي في الحصول على معلوماتهم عن الإسلام وشريعته وأحكامه.
ونبه فضيلته الشباب إلى أهمية استقاء معلوماتهم من المصادر الموثقة أو أخذها عن العلماء المشهود لهم بالأمانة، محذرًا من الغربة التي اعترت الأسر العربية بسبب قضاء معظم الوقت في متابعة هذه الوسائل الحديثة للتواصل؛ حيث تجد الأب والأم والأولاد مجتمعين وكل منهم يحاور هذه الوسائل، والجميع صامت مما أسهم في هذه الغربة الجديدة.
لقاء وزير الخارجية الكويتي
كما التقى الدكتور الطيب الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي، الذي توجه إلى شيخ الأزهر بالقول "دورك يا فضيلة الإمام كلنا نقدره ونحتاج إليه، ليس في مصر وحدها ولا في الأمة الإسلامية بل في العالم كله، وشخصك وانفتاحك على الجميع أضاف للمنصب كثيرًا، وأنا متابع جيد لحضرتك منذ أن توليت المنصب"، مشيدًا بدور شيخ الأزهر في مواجهة الفكر الظلامي الذي يشوه صورة الإسلام السمحة، وبجهود الأزهر الشريف في استضافة الطلاب الوافدين للدراسة بالأزهر الشريف لتربية جيل أزهري من كافة أنحاء العالم.
من جانبه، أعرب فضيلة الإمام الأكبر عن تقديره لدولة الكويت قيادة وحكومة وشعبًا لوقوفها الدائم إلى جوار أشقائها من العرب والمسلمين، مؤكدًا أن الأزهر معني بنشر سماحة الإسلام بين المسلمين في مختلف أقطار العالم.
ندوة دينية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
وفي ندوة دينية نظمتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المسجد الكبير، مساء الثلاثاء، أكد الدكتور الطيب ضرورة تصدي العلماء من كافة المذاهب الإسلامية بفتاوى صريحة وواضحة للعابثين بتراث الأمة ومقدساتها ورموزها، والتبرؤ المعلن من كل ما يعكر صفو علاقة الأخوة من أجل حسابات أيديولوجية فئوية وسياسية داخلية أو خارجية.
واقترح الدكتور الطيب أن تخصص الكويت 2016 عامًا لثقافة الحوار تأصيلا وتطبيقا حتى تفوز بلقب عاصمة الثقافة الإسلامية وعاصمة الحوار العربي والإسلامي، بعد أن أكرمها سمو الأمير بجعلها مركزًا للعمل الإنساني.
وعبر وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يعقوب الصانع عن الاعتزاز والفخر باختيار مدينة الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016 من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو».
وأوضح أن هذه التظاهرة الثقافية تهدف إلى إبراز دور الكويت الحضاري وحضورها المتميز في خريطة الثقافة العربية والإسلامية وتعزيز مكانتها عربيًّا وعالميًّا، بل قدمت الكويت للعالم الإسلامي التراث الفقهي القديم في حلة علمية وجهد دقيق متمثلا ذلك في الموسوعة الفقهية الكويتية.
وشدد الصانع على الدور المشهود لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية التي تعمل بكل السبل على نشر الدعوة الإسلامية وتقديم النموذج المتميز الذي يحتذى به بما يسهم في نهضة الأمة وينير لها درب المستقبل.
لقاء رئيس مجلس الوزراء
وكان الدكتور الطيب التقى الاثنين بالشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي، الذي أكد أهمية الدور الذي يقوم به شيخ الأزهر في مواجهة عمليات اختطاف الإسلام وتشويه معالمه بواسطة التيارات المتطرفة، وأثنى على جهود الأزهر الشريف في تعليم أبناء وبنات المسلمين من مختلف دول العالم مما ترك الآثار الطيبة في نفوس أبناء وشعوب تلك البلاد.
من جانبه، أكد فضيلة الإمام الأكبر أن الأزهر الشريف يدرس به ما يزيد على 39000 طالبًا وطالبة من حوالي 140 دولة من دول العالم، وقد تولى عدد ممن درسوا بالأزهر مناصب رفيعة المستوى في بلادهم.
ولمناسبة انطلاقة مهرجان القرين، أكد الصباح حرص بلاده على تكريس الصورة الحقيقية للإسلام باعتباره دينا للتسامح والسلام.. مشيرًا إلى أن اختيار الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2016 يتوج الجهود التي بذلتها الدولة منذ سنوات لنشر الثقافة والوعي والفكر المستنير .
ورأى أن الثقافة بمختلف روافدها تشكل عنصرًا مهمًا في حياة المجتمع، وتعتبر محورًا أساسيًّا من محاور التنمية الشاملة، ودافعًا قويًّا لتنشيط المبادرات الخلاقة وتعزيز الرصيد الثقافي والمخزون الفكري والحضاري للكويت.
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4xOTIg
جزيرة ام اند امز