العيد الوطني الـ50 للسلطنة.. المرأة العمانية تجني ثمار عقود النهضة
تحتفل سلطنة عمان بعيدها الوطني الـ50، يوم 18 نوفمبر، في ظل إنجازات تحققت للمرأة العمانية في مختلف المجالات على مدار 5 عقود.
وكما كانت المرأة العمانية شريكة في مسيرة النهضة التي أطلقها سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد عام 1970، فإنها حاضرة أيضا بقوة في النهوض بالحاضر ورسم ملامح المستقبل عبر "رؤية 2040"، خلال مسيرة النهضة المتجددة التي يقودها السلطان هيثم بن طارق.
دعم بلا حدود
وثمة دعم لا محدود من القيادة العُمانية للمرأة، وفي خطاب السلطان هيثم بن طارق في 23 فبراير/شباط الماضي، بعد نحو شهر من توليه مقاليد الحكم، أكد على الاهتمام بالمرأة العُمانية ودورها الحيوي في بناء الوطن أسوة بأخيها الرجل على مختلف الأصعدة.
وقال في خطابه "إن شراكة المواطنين في صناعة حاضر البلاد ومستقبلها دعامة أساسية من دعامات العمل الوطني، ونحرص على أن تتمتع فيه المرأة بحقوقها التي كفلها القانون وأن تعمل مع الرجل جنبا إلى جنب في مختلف المجالات خدمة لوطنها ومجتمعها، مؤكدين على رعايتنا الدائمة لهذه الثوابت الوطنية التي لا نحيد عنها ولا نتساهل بشأنها".
الدعم اللامتناهٍ للمرأة العمانية، ظهر بشكل جلي في حضورها البارز في التشكيلة الوزارية الأخيرة، حيث تولت المرأة 3 حقائب وزارية في التشكيل الذي أجراه السلطان هيثم في 18 أغسطس/آب الماضي.
تقدير وتكريم سلطاني
وتقديرا منه للدور التي تقوم به المرأة، فقد قام السلطان هيثم بن طارق في أكتوبر الماضي بتكريم عدد من الشخصيات النسائية بمنحهن وسام الإشادة السلطانية.
وقامت "السيدة الجليلة"، عهد بنت عبدالله البوسعيدية، حرم السلطان العماني، بتسليمهن الأوسمة، خلال رعايتها الاحتفال في قصر البركة بمناسبة يوم المرأة العمانية، الذي يوافق ١٧ أكتوبر من كل عام.
كما كرمت حرم السلطان خلال الاحتفال 50 شخصية نسائية عُمانية كان لهن دور مشهود في تجسيد شخصية المرأة المثابرة.
كما تضمنت القائمة مجموعة من الشخصيات النسائية اللاتي حققن إنجازات سجلها تاريخ المرأة العمانية، مثل مريم بنت محمد بن خميس الهوتية، أول عمانية تخصصت في تخطيط الدماغ والأعصاب، والدكتورة شيخة بنت سلطان بن سالم الجابرية رئيسة قسم النساء والولادة بمستشفى صحار، أفضل طبيبة متدربة في مجال الأورام السرطانية النسائية لعام 2006 والرائدة في مجال إجراء العمليات الجراحية النسائية المتقدمة بالمناظير ( 300 جراحة سنويا).
وضمت القائمة الكثير من الشخصيات النسائية اللاتي لعبن دورا مهما في التصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19).
ويسجل للمرأة العمانية دورها البارز خلال مجابهة البلاد جائجة كوررونا، فلم تكتفِ المرأة العمانية بأن تكون متلقية للرعاية الصحية فقط بل وقفت الممرضاتُ والطبيبات العمانياتُ جنبا إلى جنب مع الأطباء العمانيين للعلاج ومحاربة جائحة كورونا، حيث تقدم الرعاية الصحية والعلاج للمرضى من خلال تواجدها في الحقل الصحي، وأثبتت قدراتها بجدارة في هذا المجال.
رؤية 2040.. شراكة في صناعة المستقبل
أيضا كانت المرأة العمانية حاضرة في رسم ملامح المستقبل، حيث شاركت المرأة العمانية في الإعداد والمشاركة في جلسات العمل التي ناقشت الاستراتيجية الوطنية لرؤية عمان 2040، التي تجسّد التطلعات والطموحات العظيمة لمستقبل أكثر ازدهارًا ونماءً لعُمان.
كما ساهمت المرأة في صياغة بنود استراتيجية العمل الاجتماعي ( 2016-2025) التي تشرف عليها وزارة التنمية الاجتماعية، وإقرار محاورها وتوجهاتها بما ينهض بالعمل الاجتماعي بشكل عام، حيث تهدف استراتيجية العمل الاجتماعي إلى تقديم مستوى من الحماية الاجتماعية للأسرة العمانية بما يتناسب وتحقيق رؤية وأهداف رؤية عمان 2040.
وقد ركَز مِحور المرأة ضمن رؤية عُمان 2040 التي تنطلق ابتداء من العام القادم على توفير البيئة الملائمة لمشاركتها في شتى مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمدنية، بما يعزز وضعها ويمكنها من المشاركة الفاعلة في جهود التنمية الشاملة والمستدامة التي تشهدها السلطنة، تحت قيادة السلطان هيثم بن طارق.
عقود من الإنجازات
وفيما تحتفل السلطنة بعيدها الوطني الخمسين، فإنها تستذكر مسيرة النهضة التي انطلقت عام 1970 ولبت خلالها المرأة العمانية النداء للمساهمة في بناء الدولة العصرية.
وكان من من أهم ركائز مسيرة النهضة تمكين المرأة ورعاية حقوقها لتكون شقيقة الرجال في ميادين العمل المتوافقة مع طبيعتها وقدراتها ومهاراتها المختلفة إلى جانب رعايتها للأسرة وبناء جيل محب لعمان يستطيع إكمال مسيرة آبائه وأجداده.
وتم دعم هذا التوجه بمنظومة التشريعات والقوانين، ولم تفرق القوانين العمانية في الحقوق والواجبات بين المواطنين العمانيين على أساس الجنس، فالنظام الأساسي للدولة ينص على أن المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات، بل إن القوانين العمانية أنصفت المرأة فيما يتعلق بمراعاة طبيعتها، حيث نصت بعض القوانين على تمييز المرأة تمييزا إيجابيا لما يحفظ خصوصيتها ويراعي طبيعتها.
كما انضمت السلطنة إلى اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في عام 2005، وعملت على متابعة الإجراءات التي دخلت على الاتفاقية لتأصيل جميع الجوانب التي تحفظ للمرأة مكانتها الاجتماعية .
وفي مجال السياسة، كفلت التشريعات الوطنية للمرأة العمانية الحق في ممارسة الحقوق السياسية، حيث صدر قانون انتخاب أعضاء مجلس الشورى بالمرسوم السلطاني رقم (58/ 2013)، مبيناً شروط الانتخاب في عضوية المجلس، وقد جاء متوافقاً مع أحكام النظام الأساسي للدولة بحيث يتيح للمرأة حق الترشح والانتخاب دون أن يكون هناك شروط أو قيود تميز بين الرجل والمرأة .
وشهدت صناديق الاقتراع إقبالا نسائيا كبيرا طوال فترات الانتخابات الماضية من مشاركتها، جسدته انتخابات مجلس الشورى والمجالس البلدية، حيث سجلت الفترة الثانية لانتخابات مجلس الشورى (1994- 1997) انطلاقة المرأة العمانية بمنحها حقي الانتخاب والترشح، حيث كانت محافظة مسقط نقطة ارتكاز لها كتجربة أولى جرى تعميمها بعد ذلك في جميع محافظات السلطنة، وفازت خلال تلك الفترة امرأتين بعضوية المجلس.
وشهدت الفترة التاسعة لانتخابات مجلس الشورى (2019ـ 2023) والتي جرت في أكتوبر من العام الماضي ارتفاعا في عدد المرشحات مقارنة بالفترة الماضية حيث بلغ عددهن 40 مرشحة من بين 637 مرشحا تنافسوا على 86 مقعدا في المجلس، وبلغ عدد من كان لهن الحق في التصويت 337 ألف و534 امرأة مثلن 3ر47% من إجمالي عدد الناخبين البالغ 713 ألف و335 ناخبا، وفازت في هذه الفترة امرأتين بعضوية المجلس.
وخلال مسيرتها على صعيد الفضاء الدبلوماسي والقنصلي في داخل السلطنة وخارجها، استطاعت المرأة العمانية أن تثبت جدارتها وكفاءتها في المنظمات الدولية.
ومثلت المرأة العمانية السلطنة كسفيرة في عدد من الدول ومازالت، حيث بلغت نسبة السفيرات العمانيات من اجمالي السفراء خارج السلطنة في عام 2019 (7%).
وتواصل المرأة القيام الدور الريادي للمرأة العمانية في التنمية المستدامة بجانب شقيقها الرجل، بدعم من السلطان هيثم بن طارق.
aXA6IDMuMTQ0Ljg5LjQyIA==
جزيرة ام اند امز