"عُمان منا ونحن منهم".. الإمارات تشارك السلطنة احتفالاتها باليوم الوطني
تشارك دولة الإمارات، غدا الأربعاء، سلطنة عمان احتفالاتها بيومها الوطني الخمسين، في تأكيد على مستوى العلاقات الأخوية والشراكة الاستراتيجية الراسخة بين البلدين.
ويأتي الاحتفال تحت شعار "عمان منا، ونحن منهم" حيث تشهد الإمارات مجموعة من الفعاليات والعروض المميزة احتفاء باليوبيل الذهبي والذكرى الخمسين للنهضة لسلطنة عمان التي تصادف 18 نوفمبر من كل عام.
وتتضمن الفعاليات إضاءة عدد من أبرز معالم الدولة بالعلم العماني وفعاليات احتفالية في معابر الدولة البرية واستقبال الزوار العمانيين القادمين إلى الإمارات بالورود والهدايا التذكارية.
ويتزامن احتفال الإمارات باليوم الوطني العماني هذا العام مع استئناف التنقل عبر المنافذ البرية بين البلدين بعد توقف دام لأكثر من 8 أشهر بسبب تداعيات جائحة كورونا، وهي المنافذ التي تشهد عبور ملايين المسافرين من كلا البلدين سنويا نظرا لطبيعة العلاقات المميزة بين شعبيهما اللذين تجمعهما روابط الدم والنسب والتاريخ والعادات والتقاليد المشتركة.
وتواصل العلاقات الإماراتية العمانية نموها السريع في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في ظل القيادة الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والسلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد سلطان عمان.
ويمثل تعميق العلاقات مع سلطنة عمان أولوية رئيسية لدى القيادة الإماراتية، وهو ما عبر عنه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في، تصريح سابق قال فيه: "عمان منا ونحن منهم، إخوتنا وأشقاؤنا وعضدنا، وعلاقات ممتدة نفخر بها وترسخها شعوبنا كل يوم".
بدوره، جسد تصريح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال تقديم واجب العزاء في السلطان الراحل قابوس بن سعيد، خصوصية العلاقات الإماراتية العمانية وعمقها التاريخي.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن العلاقات بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان كانت ولا تزال وستظل قوية وراسخة لأن ما يجمع شعبي البلدين من روابط أخوية يضرب جذوره في أعماق التاريخ، ويستند إلى أسس متينة من الجوار الجغرافي والقيم والعادات والتقاليد المشتركة وعلاقات القربى والمصاهرة والعمق الاستراتيجي، وغيرها من العوامل التي تكسب علاقات البلدين خصوصيتها وتميزها.
وتجمع البلدين علاقات اجتماعية وثقافية تمتد جذورها إلى عمق التاريخ، وقد مرت خلال العقود الماضية بالعديد من المحطات البارزة التي أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدماً، وكان الراحلان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والسلطان قابوس بن سعيد قد عقدا لقاءً تاريخياً عام 1968.
وتواصل زخم هذه العلاقات بعد قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971 حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثقافية والتربوية بينهما، معززة بتبادل الزيارات في مختلف المجالات الثقافية والتربوية بغرض الاستفادة من الخبرات، وتطوير مجالات التعاون.
وفي السياق ذاته فقد شكلت الزيارة التاريخية للشيخ زايد إلى سلطنة عمان في عام 1991 منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون بين البلدين، والتي تم على إثرها تم تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين كان من أبرز إنجازاتها اتخاذ قرار بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية "الهوية" بدلاً من جوازات السفر، وتشكيل لجنة اقتصادية عليا أجرت العديد من الدراسات لإقامة مجموعة من المشاريع المشتركة، إضافة إلى التنسيق والتعاون في مختلف المجالات الأمنية والتعليمية والعسكرية والإعلامية.
وازدادت العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين تماسكاً ورسوخًا في ظل القيادة الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حيث تعتبر هذه العلاقة مثالاً للروابط القوية المتأصلة في وجدان البلدين وتاريخهما المشترك إلى جانب الزيارات المتبادلة بين القيادتين.
ويتقاسم البلدان موروثا ثقافيا مشتركا من فنون وآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، فيما تنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات في الشعر والنثر والقصة والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية، إلى جانب ما يتصل بأساليب وطرائق الحياة بصفة عامة.
وتزداد الروابط الثقافية والاجتماعية بين الإمارات وسلطنة عُمان تداخلا وعمقا بدرجات كبيرة، تصل إلى مستوى العلاقات الأسرية والعائلية وتقاسم العادات والأزياء والفنون، نتيجة للتاريخ المشترك والتلامس الجغرافي.
aXA6IDE4LjE5MS4xOTIuMTA5IA== جزيرة ام اند امز