العيد الوطني الـ50 لعمان.. إنجازات تتزايد ونهضة تتواصل
تحتفل سلطنة عمان، اليوم الأربعاء، بعيدها الوطني الـ 50 الذي يصادف 18 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، وهي تواصل مسيرة النهضة.
مسيرة نهضوية أطلقها سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد، مع توليه الحكم عام 1970، ويواصلها بكل ثقة وثبات وحكمة واقتدار السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد.
وتحتفل عمان بخمسة عقود من الإنجازات التنموية والحضارية، وهي تعيش حاضرا واعدا وتتطلع لمستقبل زاهر، في مشوار يكمله السلطان هيثم بن طارق، الذي يسارع الخطى لتحقيق رؤية "عُمان 2040".
رؤيةٌ تركز على دعم النمو الاقتصادي، وتنويع مصادر الدخل، وتحقيق الاستدامة المالية مصحوبة ببرامج الحماية الاجتماعية، مع ترشيد ورفع كفاءة الإنفاق، وإرساء نظام تعليمي وصحي بجودة عالية، ضمانا لتواصل البناء والعمران لمصلحة الأجيال المتعاقبة.
الحفاظ على الإنجازات
ومنذ اليوم الأول لتولي السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم في 11 يناير/كانون الثاني الماضي، أكد في خطابه الأول، أنه ماضٍ في الحفاظ على ما أنجزه السلطان قابوس والبناء عليه.
وفي خطابه الثاني في 23 فبراير/ شباط الماضي، وضع أسسا وقواعد للحفاظ على المنجزات التي حققتها النهضة العمانية خلال العقود الخمسة الماضية، والبناء عليها، وصون مكتسبات النهضة لقيادة بلاده لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار واستكمال بناء الدولة الحديثة وتسريع وتيرة الإنجازات.
في ذلك الخطاب وضع مبادئ وأسسًا مهمّة تحدّد ملامح المرحلة المقبلة المهمّة من مسيرة البناء والتنمية والنهضة الشاملة فركز من بينها على أهمية الشباب في بناء الأوطان وحاضر الأمّة ومستقبلها.
مسيرة تشمل قطاع التعليم بمختلف أنواعه ومستوياته وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار، إلى جانب إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة، وتحديث منظومة التشريعات والقوانين.
كما تشمل تبسيط الإجراءات وحوكمة الأداء والنزاهة والمساءلة والمحاسبة؛ لضمان المواءمة الكاملة والانسجام التام مع متطلبات رؤية عمان 2040 وأهدافها.
على الصعيد الاقتصادي، أكد السلطان هيثم أهمية قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وقطاع ريادة الأعمال، لا سيما المشاريع التي تقوم على الابتكار والذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، وتدريب الشباب وتمكينهم؛ للاستفادة من الفرص التي يتيحها هذا القطاعُ الحيوي.
وبين أنه سيولي كل الاهتمام والرعاية والدعم، لتطوير إطار وطني شامل للتشغيل، باعتباره ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الوطني، وتبني نظم وسياساتِ عمل جديدة تمنح الحكومة المرونة اللازمة والقدرة التي تساعدها على تحقيق الاستفادة القصوى من الموارد والخبرات والكفاءات الوطنية.
إضافة إلى استيعاب أكبر قدر ممكن من الشباب، وتمكينهم من الانخراط في سوق العمل؛ لضمان استقرارهم، ومواكبة تطلعاتهم؛ استكمالاً لأعمال البناء والتنمية.
إعادة هيكلة مفاصل الدولة
ولتحقيق تلك الأهداف، وإدراكًا من السلطان هيثم بن طارق أن ثمة تحديات تقف أمام العمانيين، لعل أهمها التسريح من العمل والبحث عن فرصه، وجَّه في مارس/آذار الماضي، باتخاذ الإجراءات اللازمة لإنشاء صندوق الأمان الوظيفي وإعداد نظامه وآليات عمله، وتمويله بمبلغ عشرة ملايين ريال عماني كبداية لتأسيسه.
كما أصدر، في أغسطس/ آب الماضي، ٢٨ مرسوما ـ أعاد بموجبها هيكلة الكثير من مفاصل الدولة، حيث تضمنت إلغاء قوانين وإعادة هيكلة بعض الوزارات واستحداث أخرى وتغيير مسميات بعضها، ضمن مسارات واضحة، لتحسين الأداء وزيادة الإنتاج، وخفض الإنفاق، والقضاء على البيروقراطية .
كما تضمنت خطة الهيكلة ضخ دماء جديدة في الجهاز الإداري للدولة وتمكين الشباب لتولي المناصب القيادية والمشاركة في صنع القرار، بتعيين نجله ذي يزن بن هيثم بن طارق آل سعيد (30 عاما) وزيرًا للثقافة والرياضة والشباب، ومنح المزيد من الثقة للمرأة بتعيين 3 وزيرات في الحكومة.
أول مقابلة شعبية
وفي إطار حرص السلطان هيثم بن طارق الدائم على الالتقاء بالمواطنين ليطلع على احتياجاتهم ومتطلباتهم، التقى في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، عددا من شيوخ ولايات محافظة ظفار جنوبي السلطنة، في أول لقاء شعبي مباشر بين السلطان وشعبه منذ توليه مقاليد الحكم.
رؤية 2040
وجنبا إلى جنب، تعمل السلطنة حاليًّا، بتوجيهات من السلطان هيثم، على تهيئة العمل لتنفيذ الرؤية المستقبلية "عُمان 2040" التي سيتم البدء في تنفيذها انطلاقًا من العام القادم، وهي الرؤية التي تجسّد التطلعات والطموحات العظيمة لمستقبل أكثر ازدهارًا ونماءً لعُمان.
وقد تم تحديد التوجّهات الاستراتيجية لهذه الرؤية وفقًا لأهداف أولية تضمنت نظاما تعليميا يتسم بالجودة العالية، ومنظومة وطنية فاعلة للبحث العلمي والإبداع والابتكار تسهم في بناء اقتصاد المعرفة ومجتمعها وتمكين كفاءات وطنية ذات قدرات ومهارات منافسة محليا وعالميا.
ومن بين هذه التوجهات إيجاد بيئة جاذبة لسوق العمل والتشغيل تتيح للقطاع الخاص أخذ زمام المبادرة لقيادة اقتصاد وطني تنافسي مندمج مع الاقتصاد العالمي، والمحافظة على استدامة البيئة وتنمية جغرافية شاملة قائمة على مبدأ اللامركزية والشراكة وتكامل الأدوار بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع.
السياسة الخارجية
على الصعيد الخارجي، حافظت السلطنة في عهد السلطان هيثم على ثوابت سياستها الخارجية القائمة على التعايش السلمي بين الأمم والشعوب، وحسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، واحترام سيادة الدول وعلى التَّعاون الدولي في مختلف المجالات.
وواصلت مع أشقائها في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفي جامعة الدول العربية، الإسهام في دفع مسيرة التعاون، والنأي بالمنطقة عن الصراعات والخلافات، والعمل على تحقيق تكامل اقتصادي يخدم تطلعات الشعوب العربية.
مستقبل واعد
ورغم الظروف الدولية الراهنة والتحديات التي فرضها انخفاض أسعار النفط العالمية والآثار المترتبة جراء جائحة كورونا المستجد، فإن الإجراءات والخطوات الحكيمة التي أعلن عن تنفيذها السلطان هيثم على مدار العام الأول من حكمه، كفيلة بتجاوز تلك الظروف ومواصلة مسيرة النهضة.