صور .. احتجاجات فئوية في تونس بنكهة سياسية وغلاف عنف
المتظاهرون هددوا بـ"ثورة جديدة" وحاولوا اقتحام مبانٍ حكومية
المظاهرات الفئوية بتونس تحولت لشعارات سياسية، مع التهديد "بثورة جديدة"، وغلفها نطاق عنف مع محاولات اقتحام مبانٍ حكومية
اتسع نطاق المظاهرات الفئوية في تونس والمطالبة بوظائف في يومها الثالث، اليوم الخميس، وتحولت إلى الشعارات السياسية مع التهديد "بثورة جديدة" فيما غلفها نطاق من العنف بعد محاولات منهم لاقتحام مبانٍ حكومية، بينما تصدت لهم قوات الأمن.
وتظاهر بضعة آلاف من الشبان، يوم الخميس، خارج مقر الحكومة المحلية في القصرين وهي بلدة فقيرة في وسط تونس بدأت فيها الاحتجاجات هذا الأسبوع بعد انتحار شاب عقب رفض إعطائه وظيفة حكومية فيما يبدو.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين حاولوا اقتحام مبانٍ حكومية محلية في العديد من البلدات، أبرزها جندوبة وباجة وسكرة وسيدي بو زيد، حيث ردد الشبان هتافات تطالب بوظائف وتهدد بثورة جديدة.
وعادت الشعارات المركزية التي رفعها الشباب في الاحتجاجات خلال ثورة الياسمين التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي في 2011 إلى احتجاجات اليوم ومنها: "الشغل استحقاق يا عصابة السراق" و"شغل وحرية وكرامة وطنية" و"الشعب يريد تغيير النظام"، لتنتقل بذلك الاحتجاجات من رفع الشعارات المطالبة بالعمل والتشغيل إلى الشعارات السياسية.
وتنوَّعت التعليقات في وسائل الإعلام الرسمية والمستقلة التي تتحدث عن "المتسللين" و"المنحرفين" الذين انضموا إلى المظاهرات السلمية.
ويعتقد بعض خبراء الاجتماع وقادة النقابات أنه "مهما قيل عن "المتسللين" إلى الاحتجاجات سببها العميق يبقى عجز "النخب" والأحزاب والحكومات المتعاقبة منذ يناير 2011 عن معالجة الأسباب العميقة للانتفاضة والثورة اللتين اندلعتا قبل 5 أعوام: البطالة والتهميش من جهة وانسداد الآفاق السياسية والثقافية والمجتمعية أمام الشباب من جهة أخرى.
وربط محسن الكوني، أستاذ الفلسفة أصيل ولاية القصرين، في حديث خاص لبوابة "العين" الإخبارية، بين انفجار الاحتجاجات الجديدة مجددًا في الوسط والمناطق المهمشة وما وصفه بالسلوكيات "الانتهازية" سياسيًّا التي سادت النخب المثقفة والسياسية عندما لم تقدم معضلات البطالة والفوارق بين الجهات على كل "الأولويات في البلاد".
واعتبر الخبير الاقتصادي رضا الشكندالي في تصريح لـ"العين"، أن من بين أبرز نتائج "السياسات الخاطئة المعتمدة في الأعوام الخمس الماضية، أن الفقراء ازدادوا فقرًا .. والدليل أن نسبة التضخم كانت في حدود أكثر من 5% سنويًّا في مرحلة تراوحت فيها نسب النمو بين السلبي في 2011 وصفر في 2014".
وأعلنت حكومة الرئيس الباجي قائد السبسي، يوم الأربعاء، أنها ستسعى لتوظيف أكثر من ستة آلاف شاب من القصرين، وتبدأ في مشروعات. وحضر المئات، يوم الخميس، للتقدم لوظائف، لكن التوترات ما زالت شديدة.
وارتفع معدل البطالة في تونس إلى 15.3% في عام 2015 مقارنة مع 12% في 2010 بسبب ضعف النمو وتراجع الاستثمارات إلى جانب ارتفاع أعداد خريجي الجامعات الذين يشكلون ثلث العاطلين في تونس.
aXA6IDE4LjExNy4xOTIuNjQg
جزيرة ام اند امز