كلوديا كاردينالي: السينما صوت من لا قدرة لديه على التعبير

تحدثت كاردينالي في المؤتمر الصحافي الذي عقدته في مصر على هامش مهرجان القاهرة السينمائي عن بداياتها مع الراحل عمر الشريف

لعب الحظ دوراً كبيراً في حياة كلوديا كاردينالي (77 عاماً)، الممثلة الإيطالية العالمية التي بدأت شهرتها عندما سافرت يوماً ما إلى تونس، مسقط رأسها، لحضور حفل اختيار ملكة جمال تونس، وإذ بها تتفاجأ بمدير الحفل يلبسها الوشاح الخاص بملكة الجمال، ويردد "لا أجمل منك".. بهذه الكلمات وصفت كاردينالي بداياتها في حديثها في المؤتمر الصحافي الذي عقدته اليوم الأربعاء في مصر على هامش مهرجان القاهرة السينمائي الذي يكرمها ويمنحها جائزة لفنانة فاتن حمامة التقديرية. 

كاردينالي التي سافرت لاحقاً إلى فينسيا للمشاركة في مسابقة ملكة جمال العالم تلقت هناك الكثير من العروض من منتجين للعمل في السينما، ولكنها رفضت الفكرة تماماً، وفي صبيحة اليوم التالي، نشرت صورتها في الصحف تحت عنوان "الفتاة التي ترفض العمل بالسينما". وعادت لتؤكد أن والدها هو الذي شجعها على خوض تجربة التمثيل:"قال لي (لما لا؟)، بالرغم من أنني كنت حينها صغيرة ومازلت أتابع تعليمي المدرسي".

وتضيف كاردينالي "كنت صغيرة وكانت السينما بالنسبة لي هي القصص الساحرة عن الجمال والحب، لكنني كبرت وتغيرت نظرتي للسينما".

بدأت كاردينالي مسيرة فنية صنعت منها أيقونة عالمية للجمال للمرة الأولى أمام الكاميرا العام 1958 أمام الممثل المصري عمر الشريف في الفيلم الفرنسي التونسي "جحا"، وقالت إن الشريف "كان صديقاً وفناناً رائعاً بحق، فقد تعلمت منه الكثير، وعلاقتي به كانت جيدة للغاية". وأوضحت أن علاقتها بالراحل توطدت تحديداً في خلال فترة إقامته في باريس، هناك أصبحنا أصدقاء مقربين جداً، ولكن مع الأسف علاقتي انقطعت به بعد إقامته بمصر، وقد حاولت في أواخر أيامه الاتصال به ولكن مع الأسف فشلت تماماً، وحزنت بشدة عندما وصلني خبر وفاته".

وقالت النجمة الإيطالية، التونسية المولد، التي انطلقت بعد فيلم "جحا" إلى عالم النجومية، إن "السينما باتت بالنسبة لها صوت من لا يملكون القدرة على التعبير عن أنفسهم".

ومثلت كاردينالي (77 عاماً) أكثر من 100 فيلم وإلى جانب مشوارها السينمائي، لعبت دوراً كسفيرة للأمم المتحدة للنوايا الحسنة في مجال الدفاع عن حقوق النساء منذ العام 2000.

وترى كاردينالي أن "السينما لعبت أيضاً دوراً مهماً في كسر الصورة النمطية للمرأة كوجه حسن". وأضافت "بالنسبة لي الآن السينما هي صوت من لا صوت له. النساء والأطفال الذين لا يقدرون على التعبير عن أنفسهم. ينبغي أن تكون السينما صوتهم".

وحرصت كاردينالي منذ وقت مبكر على كسر صورتها النمطية كأيقونة للجمال، فجسدت شخصيات مثل جيل ماكبين في فيلم "رعاة الأبقار الشهير" و "وانس أبون آتايم إن ذا ويست" للمخرج سيرجيو ليوني، كما لعبت أدواراً كوميدية في أفلام مثل "لا فينتوري دي غيرارد" و "ذا ليجند أوف فرينشي كينغ" الذي مثلت فيه أمام أيقونة جمال أخري هي النجمة الفرنسية بريغيت باردو.

وأكدت الممثلة الشهيرة أنّها لن تمانع إذا دُعيت إلى المشاركة في فيلم مصري، مضيفة أنّها لا تستطيع التحدّث باللغة العربية. لذلك ترحّب بأداء دور أجنبي في فيلم مصري. وأوضحت أنّه ليست لديها شروط في أي عمل فني تقوم به، سوى أن يعجبها السيناريو. وفي حال أعجبها تقابل المخرج فوراً.