الإمارات تحتفي بعيد الاتحاد الـ51.. تنمية شاملة لا تعرف حدودا
تحتفي دولة الإمارات غدا بعيد الاتحاد الـ51 موشحة بالفخر والعزة بما حققته من إنجازات ومكتسبات فارقة خلال مرحلتي "التأسيس" و"التمكين".
ومفعمة بالطموح والعزم على مواصلة المسيرة تحت قيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وواصلت دولة الإمارات خطواتها الواثقة نحو المستقبل الزاهر، وشكلت في عام 2022 نموذجا تنمويا فريدا في المجالات كافة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية، بعد أن سطرت قصة نجاح استثنائية في تجاوز تداعيات جائحة كورونا، مسندة إلى نهجها الاستباقي في التخطيط والإدارة والابتكار.
نسق تصاعدي في التقارير العالمية
وحافظت دولة الإمارات على نسقها التصاعدي في تقارير التنافسية العالمية، وتابعت تطوير بنيتها التشريعية، فيما شهدت أعمال الدورة الرابعة للاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات إطلاق مبادرات ومشاريع وطنية طموحة في مجالات متعددة، غايتها تحقيق الرفاهية والعيش الكريم للمواطنين والمقيمين على أرض دولة الإمارات.
وعززت الإمارات من حضورها الدولي الفاعل، مؤكدة ريادتها العالمية في قطاع الفضاء، كما اعتمدت الميزانية العامة للاتحاد 2023-2026 بإجمالي مصروفات 252.3 مليار درهم، وفي موازاة ذلك حققت العديد من القطاعات الاستراتيجية والحيوية في الدولة نجاحات باهرة.
تطوير البنية التشريعية
واصلت الإمارات مسيرة تطوير بنيتها التشريعية والتنظيمية وعملت على استصدار عدد كبير من المراسيم والقوانين الاتحادية والقرارات الوزارية الهادفة إلى تعزيز أمن المجتمع وسلامته ومواصلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإرساء مبادئ المسؤولية والشفافية والكفاءة في مختلف الأجهزة الحكومية.
وبرز في عام 2022 قرار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بشأن معاملة أبناء المواطنات الإماراتيات المقيمين في الدولة بالمعاملة ذاتها المقررة للمواطنين في قطاعي التعليم والصحة، كما أصدر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المرسوم بقانون اتحادي رقم 25 لعام 2022 في شأن تنظيم وتنمية الصناعة، ومرسوماً بقانون اتحادي بشأن تغيير مسمى "وزارة شؤون الرئاسة" إلى مسمى "ديوان الرئاسة"، ومرسوما بقانون اتحادي بإنشاء "مكتب شؤون المواطنين والمجتمع" في ديوان الرئاسة، ووجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإعادة هيكلة برنامج دعم ذوي الدخل المحدود ورفع الميزانية من 14 مليار درهم إلى 28 مليار درهم.
بدوره أعلن مجلس الوزراء في عام 2022 عن تغيير هيكلي رئيسي في المنظومة التعليمية، ووجه بمراجعة شاملة وتحديث للسياسات والتشريعات للقطاع التعليمي.
كما اعتمدت دولة الإمارت إصدار قانون جديد للرياضة، والاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الرقمي، وإنشاء مجلس الإمارات للاقتصاد الرقمي، وأقرت نظام التأمين ضد التعطل عن العمل ورفع مستهدفات التوطين في الوظائف المهارية في القطاع الخاص وصولا لـ10% في عام 2026، وإجازة التفرغ للمواطنين العاملين في الحكومة الراغبين في إدارة أعمالهم الحرة.
كما اعتمد مجلس الوزراء الإماراتي سياسة جديدة لقروض الإسكان الاتحادي، وإنشاء مجلس الإمارات للعمل البيئي، وإنشاء اللجنة الوطنية للصحة العامة، وإنشاء "اللجنة العليا للتحول الرقمي الحكومي".
حقوق العمال
وشهد عام 2022 أحد أكبر وأشمل عمليات التحديث والتطوير على المنظومة التشريعية والتنظيمية المعنية بحقوق العمال في دولة الإمارات، وذلك عبر إصدار العديد من التشريعات بشأن عمال الخدمة المساعدة، والتأمين ضد التعطل عن العمل، وإصابات العمل وأمراض المهنة، والصحة والسلامة المهنية والسكنات العمالية، وحماية الأجور، وتنظيم إجراءات تفتيش العمل، وإنشاء لجنة منازعات العمل الجماعية، وتنظيم إجراءات المنازعات والشكاوى العمالية، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام).
تطوير منظومة الإقامة والزيارة
وبدأت دولة الإمارات اعتبارا من 3 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تطبيق منظومة تأشيرة محدثة، مثلت نقلة نوعية في مجال دخول وإقامة الأجانب على مستوى المنطقة والعالم، وتضمنت المنظومة أنواعا جديدة من الإقامات بمزايا وتسهيلات كبيرة، ومن أبرزها الإقامة الخضراء التي تشمل 3 أنواع من الفئات أو الإقامات، وتأشيرة استكشاف فرص العمل وتأشيرة لاستكشاف الفرص الاستثمارية وفرص الأعمال لاستقطاب المستثمرين بدون ضامن أو مستضيف داخل الدولة، كما وفرت المنظومة المحدثة للتأشيرات مزايا جديدة للإقامة الذهبية ومزايا جديدة لإقامة أفراد الأسرة، كما أتاحت المنظومة المحدثة تأشيرات دخول للدولة لأغراض وخيارات جديدة ومتعددة للراغبين في زيارة الدولة بمدد زيارة مرنة وقابلة للتمديد وتصل إلى عام، وبدون اشتراط ضامن أو مستضيف في الدولة.
استضافة الاجتماعات السنوية
تميزت الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات التي عقدت يومي 22 و23 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بحضور قيادات الدولة وأكثر من 500 شخصية ومسؤول حكومي محلي واتحادي، بإطلاق عدد من المبادرات الوطنية الفارقة مثل رؤية "نحن الإمارات 2031" التي تضمنت مؤشرات وطنية، من أبرزها رفع الناتج المحلي الإجمالي إلى 3 تريليونات درهم، وزيادة صادرات الدولة غير النفطية إلى 800 مليار درهم، ورفع قيمة التجارة الخارجية الإماراتية إلى 4 تريليونات درهم.
ومن بين المؤشرات الأخرى وضع دولة الإمارات بين أفضل 10 دول عالمياً في مؤشر التنمية البشرية، ورفع مركز الدولة في مؤشر الأمن الغذائي لتكون ضمن أفضل 10 دول وتحقيق المركز الأول عالمياً في تطوير التشريعات الاستباقية للقطاعات الاقتصادية الجديدة، إضافة إلى رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 450 مليار درهم.
وأسفرت الاجتماعات عن إطلاق مشروع "قرى الإمارات" بقيمة مليار درهم الذي يستهدف خلق فرص تنموية واقتصادية في قرى دولة الإمارات، فيما أقرت زيادة دعم رواتب المواطنين في كل من القطاع الخاص والمصرفي، وذلك بهدف الحفاظ واستقطاب أكبر عدد من الباحثين عن عمل من المواطنين.
وجود حضور دولي
برز خلال عام 2022 حضور ومشاركة دولة الإمارات في أهم الأحداث والفعاليات الدولية وفي مقدمتها مؤتمر الدول الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27) الذي عقد في شرم الشيخ خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وشاركت دولة الإمارات في قمة مجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا، التي عقدت في الفترة من 15 إلى 16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري تحت شعار: "التعافي معاً التعافي بشكل أقوى"، من خلال وفد رفيع المستوى من أصحاب المعالي الوزراء.
وسجلت دولة الإمارات حضورا مميزا في أعمال الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال الفترة من 20 إلى 26 سبتمبر/أيلول الماضي في نيويورك.
وشاركت دولة الإمارات في القمة الفرانكوفونية الثامنة عشرة التي استضافتها جزيرة جربة التونسية يومي 19 و20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وفي سياق متصل واصلت دولة الإمارات مسيرة الإنجازات المرتبطة بانتخابها أو فوز كفاءاتها الوطنية برئاسة أو عضوية المؤسسات والهيئات الأممية والدولية، حيث باشرت دولة الإمارات مهامها في عضوية مجلس حقوق الإنسان للفترة 2022-2024.
وتولت دولة الإمارات في مارس/آذار الماضي رئاسة مجلس الأمن الدولي، حيث منحت الأولوية في عملها لأجندة المرأة والسلام والأمن العالمي، والأمن المناخي، والتعاون بين المجلس وجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى معالجة التطورات الأخيرة بشأن القضايا الأمنية في جميع أنحاء العالم.
وفازت دولة الإمارات بعضوية مجلس منظمة الطيران المدني الدولي "الإيكاو" عن الفئة الثالثة للسنوات 2022-2025، كما فازت برئاسة لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي "كوبوس"، أحد أكبر اللجان في الأمم المتحدة.
وفي إنجاز عالمي جديد للبرنامج النووي السلمي الإماراتي فاز العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية محمد الحمادي رئيسا جديدا للمنظمة الدولية للمشغلين النوويين.
تعزيز مكانتها بالتنافسية العالمية
حققت دولة الإمارات نتائج مميزة في مجال التنافسية العالمية للعام الجاري، ولغاية شهر سبتمبر/أيلول الماضي احتلت المركز الأول عالميا في 156 مؤشرا لعام 2022، وحققت المراكز الخمسة الأولى في 288 مؤشرا، فيما جاءت ضمن المراكز العشر الأولى عالمياً في 432 مؤشرا.
وتصدّرت دولة الإمارات للعام السادس على التوالي، منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2022، الصادر عن مركز التنافسية العالمي، التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية، بمدينة لوزان السويسرية، حيث حافظت على ريادتها في المركز الأول إقليمياً في الترتيب العام، وفي المركز الـ12 عالمياً.
تحقيق أحلام الفضاء
حققت دولة الإمارات خلال عام 2022 إنجازات نوعية رسخت ريادتها العالمية في قطاع صناعة الفضاء واستكشافه، الذي بات أولوية رئيسية في الخطط التنموية المستقبلية لدولة الإمارات.
وأطلقت دولة الإمارات البرنامج الوطني للأقمار الاصطناعية الرّادارية "سرب" لتطوير سرب من الأقمار الرّادارية، يسهم في رصد المتغيرات التي تطرأ على كوكب الأرض.
وأعلنت دولة الإمارات عن تأسيس صندوق استراتيجي متخصص لدعم قطاع الفضاء في الدولة، بقيمة 3 مليارات درهم، يعمل على توفير الموارد المالية وحوكمة إدارتها بما يتواءم مع توجه الدولة نحو إيجاد حلول بديلة ومبتكرة لتمويل المشاريع وتنمية القطاع.
وفي يونيو/حزيران الماضي فازت دولة الإمارات برئاسة لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي "كوبوس" إحدى أكبر اللجان في الأمم المتحدة، والتي تضم في عضويتها 100 دولة.
وأعلنت دولة الإمارات في أبريل/نيسان الماضي إطلاق مهمة جديدة طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية تمتد إلى 6 أشهر، التي تشكل أول مهمة عربية طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية ويخوضها رائد فضاء إماراتي، حيث ستنطلق المهمة التي تبلغ مدتها 6 شهور في ربيع عام 2023.
ومن المرتقب أن تسجل دولة الإمارات اليوم إنجازا عالميا جديدا في قطاع الفضاء مع إطلاق المستكشف راشد، في أول مهمة عربية إلى القمر، والمهمة الرابعة على مستوى العالم.
ويواصل "مسبار الأمل الإماراتي" مهمته لاستكشاف كوكب المريخ محققا نجاحات علمية فارقة، في حين تمضي الإمارات قدما في مشروع صنع مركبة فضائية إماراتية للانطلاق في رحلة استكشافية إلى كوكب الزهرة وحزام الكويكبات في المجموعة الشمسية.
تطوير الإسكان
وحظي ملف "إسكان المواطنين" في عام 2022 بعناية استثنائية، حيث شهدت دولة الإمارات مجموعة من القرارات والمبادرات التي أسهمت في رسم خارطة طريق واضحة المعالم لمستقبل قطاع الإسكان الحكومي بها.
وأمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في 5 يونيو/حزيران الماضي باستكمال جميع طلبات المنح الإسكانية للسنوات السابقة، ضمن "برنامج الشيخ زايد للإسكان"، بمبلغ 2.3 مليار درهم.
واعتمد مجلس الوزراء الإماراتي في 9 مايو/أيار الماضي سياسة جديدة لقروض الإسكان الحكومي الاتحادي تهدف إلى توفير التمويل للقروض الإسكانية من خلال الشراكة مع القطاع الخاص والمصارف الوطنية، بما يدعم المستهدفات المرتبطة بتقليص فترة الانتظار للطلبات.
منظومة عالمية للصحة
شكل قرار دولة الإمارات بإلغاء كافة القيود والإجراءات الاحترازية الخاصة بـ"كوفيد-19" اعتباراً من تاريخ 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 تحولاً مهماً يمكن أن يصنف على أنه انتصار شبه تام لمنظومة مواجهة الوباء بها على الجائحة التي دامت ما يقارب الثلاثة أعوام.
ولعبت مجموعة من الإجراءات التي اتخذتها الجهات الصحية في دولة الإمارات دورا حاسما في الوصول إلى النهاية السعيدة في مواجهة كوفيد-19، منها تأسيس وتأهيل المستشفيات ودور الرعاية الصحية وتزويدها بالإمكانات كافة التي تساعدها على التعامل مع أية حالات إصابة محتملة، وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لأكبر عدد من السكان، إضافة إلى اعتماد خمسة أنواع من اللقاحات لتطعيم الأفراد ضد الفيروس، حيث تصدرت دولة الإمارات دول العالم في نسب تلقي جرعتي اللقاحات.
وفي تأكيد على ريادته العالمية حقق القطاع الصحي في دولة الإمارات المركز الأول عالميا في عدد الجوائز المقدمة من الاتحاد الدولي للمستشفيات، بعد أن حصل على 11 جائزة، بما يعادل 37.9% من جوائز الاتحاد الدولي للمستشفيات، التي بلغت 29 جائزة متنوعة موزعة على 7 فئات رئيسية، في كل جائزة 3 فئات، هي: الذهبية والفضية والبرونزية.
نجاح الفعاليات
نجحت دولة الإمارات خلال عام 2022 في إعادة زخم للفعاليات والمناسبات العالمية على أرضها إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا، حيث شهدت تنظيم العديد من المؤتمرات والمعارض والبطولات الدولية مثل "القمة العالمية للحكومات 2022"، والمؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، ومعرض أبوظبي للطيران 2022، و"أسبوع أبوظبي للاستدامة 2022".
هذا إضافة إلى معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك"، ونسختين جديدتين من معرضي الشارقة وأبوظبي الدوليين للكتاب، والمنتدى الدولي للاتصال الحكومي في الشارقة، والقمة العالمية للاقتصاد الأخضر، ومعرض الصيد والفروسية في أبوظبي، والكونغرس وغيرها العشرات من الأحداث والفعاليات التي استقطبت المشاركين والحضور من مختلف دول العالم.
وحقق إكسبو 2020 دبي الذي اختتم أعماله في أبريل/نيسان الماضي نجاحا باهرا بعد أن سجل 24 مليونا و102 ألف و967 زيارة، واستقبل الزوار من 192 دولة، لتوفي بذلك دولة الإمارات بوعدها في تقديم نسخة استثنائية من الحدث الدولي.