سوريون في المهجر يستهلون عامهم الجديد بـ 3 قصص نجاح
مع دخول العام الجديد، حقق سوريون في بلاد الشتات ثلاث نجاحات رغم فصول المعاناة التي عايشوها داخل بلدهم وخارجها
مع دخول العام الجديد، حقق سوريون في بلاد الشتات ثلاث نجاحات رغم فصول المعاناة التي عايشوها داخل بلدهم وخارجها، والتي تشهد حربًا مضنية طالت كل شي بلا استثناء.
البداية من قبرص، حيث حصد ثلاثة طلاب سوريين المراكز الثلاثة الأولى للسنة الدراسية الفائتة في كلية طب الأسنان بجامعة الشرق الأدنى في قبرص.
وكان المركز الأول من نصيب الطبيب محمد صالح ابن مدينة دمشق، والمركز الثاني من نصيب الطبيب محمد هاني كعكه جي من الرقة، فيما نال المرتبة الثالثة على مستوى الكلية الطبيب وحيد كيخيا إبن مدينة حلب، وجميعهم ممن أجبرتهم ظروف الحرب التي تشهدها سوريا لترك جامعاتهم السورية والسفر إلى الخارج والالتحاق بالجامعة القبرصية.
وكان هذا الإنجاز السوري ملفتًا لإدارة الجامعة وطلابها الذين أبدوا إعجابهم بإنجاز الشبان الثلاثة في تحقيق هذا التفوق بوقت قياسي، على الرغم من أنهم درسوا المناهج باللغة الإنجليزية، على عكس الجامعات التي درسوا فيها في البداية في سوريا، والتي تعتمد اللغة العربية في مناهجها.
وكان محمد كعكه جي، صاحب المركز الثاني في الجامعة القبرصية، قد حاز على جائزة المدينة المنورة للتفوق العلمي، عندما حصل على معدل 100% في الفرع العلمي بالثانوية العامة على مستوى المملكة العربية السعودية عام 2006.
المقص الذهبي
ومن طب الأسنان إلى الطب الجراحي، حيث حصل الجراح السوري، إسماعيل الخطيب، على "المقص الذهبي" من جامعة هارفارد في الولايات المتحدة، وهو أول طبيب يحصل على الزمالة في جراحة القلب والرئة من نفس الجامعة لتفوقه، حيث أهداها لكل السوريين، ولأهله في مسقط رأسه السويداء السورية.
وانتقل الخطيب إلى جامعة هارفارد منذ ثلاث سنوات لإجراء عمليات زراعة القلب والرئة، وفي هذه السنة أصبح أول شخص يحصل على زمالة هارفارد في هذا الاختصاص، لكونه أجرى التدريبات الجراحية في كل من سوريا وبريطانيا وتاليًا في الولايات المتحدة، مما ساهم بشكل كبير في توسيع مهاراته، وإبراز تفوقه في هذا المجال الذي منحه فرصة الحصول على جائزة "المقص الذهبي" لهذا العام.
كما حصل اسماعيل الخطيب على الدكتوراه في جامعة أوكسفورد، وحصل على ميدالية ذهبية من "الليدي لمرك" ممثلة ملكة بريطانية، ووسام ذهبي من معهد "ايستمان".
ثم هاجر الخطيب إلى الولايات المتحدة وهناك قام بأبحاث حساسة، ودخل النظام الأميركي للحصول على عدة بوردات، ودخل جامعة "ييل" سنة كاملة لتجريب تقنية جديدة في زراعة القلب، وكل ذلك "في سبيل إراحة المرضى والوصول إلى طرائق جديدة تخفف من معاناتهم" بحسب قوله.
استغلال معماري
أما المهندس واللاجئ السوري، معين فلاحة، الذي وصل هو وعائلته إلى السويد قبل عشرة أشهر فقط، لم ينتظر أن تطرق فرص العمل بابه، بل حاول مجتهدًا بالاعتماد على خبراته في الهندسة المعمارية، استدراجها إليه، عندما قدم مشروعًا معماريًا، يتضمن بناء نحو ألف وحدة سكنية في منطقة ساندين بجزيرة فينشبوري التي يقيم فيها.
وعن فكرة المشروع، الذي لاقى ترحيبًا واسعًا من قبل المجلس البلدي لمنطقة ساندين، قال فلاحة في تصريحات لوسائل إعلام سويدية: "أتتني الفكرة أثناء بحثي المستمر عن سكن في منطقة فينشبوري، عن طريق محرك بحث "جوجل إيرث"، واكتشفت تميز هذا الموقع وأنه لم يتم استغلاله معماريًا بشكل جيد، وأن هناك فرصة لبناء مئات الوحدات السكنية التي قد تسهم في حل أزمة السكن".
ووصف فلاحة تفاعل المسئولين في البلدية مع فكرة المشروع التي قدمها بـ"الإيجابي جدًّا جدًّا"، وأنهم حاولوا دعمه وتشجيعه، مشيرًا إلى أن جزءًا من رغبته في تنفيذ المشروع، يأتي كنوع من رد الجميل للسويد، البلد الذي استقبل آلاف اللاجئين السوريين.
كما يسعى فلاحة من مشروعه إلى توظيف خبراته وتأكيد طموحه في أن يكون شخصًا منتجًا ومفيدًا في المجتمع الذي يعيش فيه ويساهم في بنائه.
وحول المنطقة التي يتضمنها مشروعه، ذكر المهندس السوري أن لها إطلالة بحرية رائعة جدًّا، وتضم حاليًا ميناءً قديمًا ومستودعات، لذا يمكن إجراء توسع معماري، كما أن الفيضانات التي تهدد المنطقة، والتي يرى البعض أنها قد تشكل حجر عثرة أمام بناء وحدات سكنية فيها، لا تعطل المشروع كما يعتقد؛ لأنه من الممكن رفع منسوب الأرض وزيادة عوامل الحماية فيها، مستندًا في فكرته على المباني التي يجري تشيدها بجانب البحر.
لم يتوقف فلاحة، الذي عمل بمكتب للمشاريع المعمارية في إمارة دبي لمدة تسعة أعوام، منذ وصوله السويد عن البحث عن فرصة عمل بتفاؤل وعزيمة، وعلى الرغم من أن العديد من طلبات التوظيف التي تقدم بها قوبلت بالرفض، بسبب عدم إتقانه اللغة السويدية بعد، إلا أن عزيمته لم تتضعضع، إلى حين حصل على فرصة عمل مع الشركة الهندسية التي تبنت مشروعه الآن.
ووصف فلاحة العمل مع الشعب السويدي بـ"الممتاز"، وأن الشركة التي يعمل فيها حاليًا، شجعته كثيرًا على العمل وعلى تعلم اللغة السويدية، سواء بمنحه الوقت الكافي للذهاب إلى مدرسة تعليم اللغة للاجئين، أو من خلال زملاءه في العمل، الذين يحرضونه على تحدث السويدية بدلًا من الإنجليزية.
ورغم أن فلاحة يملك مهنة وخبرات قد لا يملكهما كثيرون، والتي بالتأكيد ساعدته كثيرًا في الحصول على عمل والانخراط في المجتمع السويدي، إلا أن إصراره على البحث عن عمل وتفاؤله في إيجاد ذلك، هو ما استند عليه بشكل أساسي.
وختم فلاحة "دائمًا كنت متفائلًا في أنني سأحصل على عمل في السويد حتى قبل وصولي إليها، التفاؤل مهم جدًّا، والسويد بلد مفتوح فيه فرص كثيرة، تتطلب فقط من يكتشفها ويعرف التعامل معها"، لافتًا إلى أهمية أن يكون اللاجئين أعضاء فعّالين ومنتجين في مجتمعهم الجديد.
aXA6IDMuMTQ0LjM4LjE4NCA= جزيرة ام اند امز