طبعة جديدة من كتاب أيمن فؤاد سيد عن تاريخ الفاطميين في مصر
أوفى مرجع عن تاريخ الفاطميين في مصر كتبه مؤرخ باللغة العربية تصدر طبعته الثالثة بزيادات وإضافات علمية قيمة وكشافات تفصيلية للأعلام
يبرز العصر الفاطمي في تاريخ مصر الإسلامية، عصر ازدهار الفنون والعمارة وتشكل ما أطلق عليه الدارسون "الشخصية المصرية في العصر الفاطمي"، ولا يغيب عن المتجول في شارع المعز لدين الله الفاطمي في قلب القاهرة القديمة، الذي يمتد شمالا من باب الفتوح وحتى باب زويلة جنوبا، ذلك المشهد المهيب الذي يتجسد في مساجد وأسبلة وعمائر ونفائس أثرية تجاوز عمرها الألف عام، فتطل أبواب القاهرة على أروع الآثار الفاطمية، وتجذب هذه الآثار ريشة عدد من الرسامين، نقلوا الكثير من اللوحات للعصر الفاطمي بتجلياته التي تميزت بالسحر والخفاء، وشاهدًا أيضا على حقبة من تاريخ المحروسة غنية ورائعة.
طبعة جديدة من الكتاب المرجعي الضخم «الدولة الفاطمية في مصر ـ تفسير جديد» للمؤرخ والأكاديمي المعروف أيمن فؤاد سيد، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر، صدرت عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة.
يعد هذا الكتاب -الذي يقع في 834 صفحة من القطع المتوسط- أوفى مرجع عن تاريخ الدولة الفاطمية وتاريخ الفاطميين في مصر كتبه مؤرخ باللغة العربية، فحين صدور طبعته الثانية في عام 2000 ذكر المستشرق الأمريكي المعروف بول ولكر، الأستاذ بجامعة شيكاغو، وأحد كبار المتخصصين في الدراسات الإسماعيلية والفاطمية، أن الكتاب يعد في وقت صدوره أهم دراسة ظهرت باللغة العربية عن الفاطميين، وعلى الأخص عن مصر وفي مصر.
الكتاب في طبعته الثالثة المنقحة والمزيدة، ينقسم إلى ثلاثة كتب وتمهيد ومدخل.
يتناول التمهيد مصادر التاريخ الفاطمي، والوضع الراهن للدراسات الفاطمية والإسماعيلية، ويشتمل المدخل على دراسة عن الإسماعيلية المبكرة حتى إعلان قيام الخلافة الفاطمية في إفريقية.
وعبر تسعة فصول، تشكل الكتاب الأول، يتناول المؤلف "الدعوة/ الدولة"؛ أي التاريخ السياسي للدولة الفاطمية منذ قيامها في إفريقية سنة 297هـ/ 909م، وحتى سقوطها في مصر سنة 567هـ/ 1171م، مع التركيز بشكل أساسي على الفترة المصرية في هذا التاريخ.
الكتاب الثاني الذي يقع في ثمانية فصول خصصها المؤلف لدراسة "النظم والحضارة" في مصر خلال العصر الفاطمي.
ويتناول الكتاب الثالث والأخير "الجيش والبحرية" في العصر الفاطمي، في فصلين جديدين.
حرص مؤلف الكتاب -في هذه الدراسة الشاملة- تجنب الخوض في التفاصيل الدقيقة للأحداث مستعيضًا عن ذلك بتقديم تحليل واف لأطوار التاريخ الفاطمي، وتوضيح للخطوط العريضة والظواهر الرئيسية لتاريخ الدولة الفاطمية، وشرح للإستراتيجية التي كانت تحكم سياسة الفاطميين والأهداف التي كانوا يتطلعون إليها ومدى نجاحهم أو فشلهم في تحقيقها.
مؤلف الكتاب، المؤرخ والأكاديمي المعروف الدكتور أيمن فؤاد سيد، حصل على دكتوراه الدولة في الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة السوربون عام 1986، وهو أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية ومدير مركز المخطوطات بجامعة الأزهر، عمل أستاذًا زائرًا بجامعات: (باريس، أوساكا، طوكيو، الجامعة الأمريكية، الكويت)، كما عمل باحثًا بمعهد المخطوطات العربية بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (1972-1973)، وأمينًا لمكتبة القسم العربي بالمعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة (1972-1990)، وأمينًا لمكتبة المعهد الهولندي للآثار المصرية والبحوث العربية (1973)، ومسئولاً للتراث الحضاري وإرشاد الباحثين عن المخطوطات بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (1977-1990)، ومديرًا للهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية (1994-1995).
من أهم مؤلفاته وتحقيقاته: «خزانة كتب الفاطميين، هل بقي منها شيء؟»، «الكتاب العربي المخطوط وعلم المخطوطات»، «نصوص ضائعة من (أخبار مصر) للمُسَبِّحي» (تحقيق)، «العرب وطريق الهند حتى أواسط القرن السادس الهجري»، «الوافي بالوفيات، لخليل بن أيبك الصفدي» ج 18 (تحقيق)، «المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار» لتقي الدين أحمد بن علي المقريزي (تحقيق)، كتاب «الفهرست» لأبي الفرج محمد بن إسحاق النديم (تحقيق)، «المدخل إلى علم الكتاب المخطوط بالحرف العربي» لفرنسوا دي روش (ترجمة)، «فهرس المخطوطات العربية بمكتبة المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة».