مؤتمر مراكش للأقليات الدينية يضع الأسس العالمية للحقوق
مؤتمر مراكش للأقليات يضع وثيقة كأساس للتعامل مع الأقليات حول العالم
في مستهل مؤتمر مراكش للأقليات الدينية الذي يعقد بالمغرب، في الفترة بين 25 إلى 27 من الشهر الجاري، أعلن الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم، أنه تم اعتماد وثيقة "صحيفة المدينة"، وهي وثيقة وفاقية أسسها الرسول (صلى الله عليه وسلم) لضمان الحقوق والحريات، كأساس للتعامل مع الأقليات في العالم الإسلامي.
وبدأت الجلسة التمهيدية بكلمة للدكتور فيصل بن معمر، مدير مركز الملك عبدالله لحوار الأديان، حيث نوه عن مركز الملك عبد الله للحوار في مساعدة التواصل بين المنظمات الدنية وصناع القرار، وأن المسلمين ليسوا في مرحلة الدفاع عن تهمة، حيث هناك اختلافات جذرية في التطبيق بين الغرب والشرق.
وأضاف أنه "وجدنا ممارسات شاذة وقعت باسم الدين، حيث إن تلك الأعمال الوحشية ليس لها ثقافة، ولابد من عدم إعفاء الإعلام الذي ألصق الإرهاب بالإسلام".
واختتم بأن هناك الكثير من الحواجز النفسية بين الأديان ولابد من تجاوزها للوصول إلى الحلول.
ثم تلا ذلك كلمة للدكتور أحمد التوفيق، وزير الأوقاف المغربي، أشار فيها إلى أن هناك اهتماما من علماء الإسلام بأسباب النزول، والدواعي والموجبات، للحرص على الفهم والإصابة في الحكم، حيث إن العلماء هم المطالبون بتصحيح المفاهيم، مع وجود الكثير من الجهلة المنتحلين لصفة الدين الذين يجندون الشباب للهلاك.
وأضاف أن "البيان والدعاء فرض كفاية، لكن لابد لأهل التخصص بعمل الدعوة الصحيحة التي تمثل الإسلام بشكل صحيح ولابد من اتباع المنهج العلمي في الوصول إلى السلم والحقوق لكل البشر".
واختتم بأن المؤتمر "دعا الأديان الأخرى لتكون شاهدا على الإسلام الصحيح البعيد عن التطرف، حيث إن الأديان جاءت لترسم الخير والعدل للبشرية، فالعالم يواجه أزمات قد تدفع الإنسان إلى الاهتمام بمعنى الحياة والوجود، ولابد للأديان من التعاون للوصول للمعنى الحقيقي للحياة والتعايش".
وعقب الدكتور فيصل بن معمر على ذلك بأن هناك أعمالا تساعد البشرية في كثير من مناطق العالم، لكن الجهود بينها لا تتعاون، وشكر الشيخ بن بيه على جهوده وشدد على ضرورة الانتقال من كلمة الأقليات إلى مصطلح المواطنة، وأشار أنه لابد من الجمع بين المواطنة والحقوق الإنسانية.
ثم تلا ذلك شرح الشيخ بن بيه للبحث الذي أعده بمناسبة المؤتمر، حيث بدأ بالتوضيح أنه "يتعامل مع قضايا فقهية، وهذا ما يميزه عن المواقف السياسية والأيديولوجية، وأنه وجب استخدام مصطلحات صحيحة وأن يتم التعامل بمنهجية على هذا الأساس".
وأضاف الشيخ بن بيه قائلا: "لم نجتمع للاعتذار، بل لإثبات براءة الدين الإسلامي من مرض فكري وثقافي له عناوين متعددة ومتنوعة، كالتكفير والطائفية والثأر والتأويل المفضي للاقتتال العبثي، وإننا نقدم هذه القضية من باب الإنصاف والإلحاح نظرا لبعدها الإقليمي والدولي".
وأشار إلى أنه "لابد للعلماء أن ينزلوا من عزلتهم وأن يتواصلوا مع الناس نظرا لضعف السلطة الروحية والتدين غير الصحيح، حيث إن ما يحدث حاليا هو ممارسة للتدين خارج ضبط الشرع والعقل".
واستعرض سبل البحث عن المناهج التي تم التعامل معها في البحث الخاص بصحيفة معاهدة المدينة، حيث صرح بأنها "امتداد لتعاليم القرءان التي تم اختيارها للتعامل مع الأقليات في العالم الإسلامي، وأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان مضطهدا في مكة، فأقر حرية الأديان".
واختتم الشيخ بن بيه بتأكيده على السعي في مشاركة الأكاديميين في صنع وثيقة تتيح الحرية وتضمن السلم الاجتماعي، وأضاف: "نريد الإعلاء من شأن الإنسان في كل مكان، ودرء الضرر عن كل الأديان وضمان التعايش السلمي للبشر".
وأعلن الدكتور فيصل بن معمر أن الجلسة المقبلة ستستضيف عددا من ممثلي الديانات الأخرى في المغرب لإلقاء كلمة في خضم فعاليات المؤتمر.