الصين تكتشف آثارا مصرية
معهد الآثار التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية يؤكد تعاونه مع خبراء الآثار بمصر للقيام بعمليات للبحث عن الآثار وحمايتها.
أكد مدير معهد الآثار التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية وانغ وي أن المعهد سيتعاون مع خبراء الآثار بمصر للقيام بعمليات للبحث عن الآثار وحمايتها وضمان سلامتها. وقال وانغ وي، في تصريح نشرته وكالة الأنباء الصينية اليوم الثلاثاء، "إن علماء الآثار الصينيين سيساعدون في الاستكشافات الأثرية في مصر لأول مرة وذلك في إطار مشروع للتعاون الثقافي يتم دراسته حاليا من قبل البلدين، وإن المعهد سيتعاون مع الجانب المصري في مراقبة نظم السلامة والتحكم بالمواقع الأثرية الرئيسية في مصر".
وأضاف وانغ الذي زار مصر مؤخرا "ستكون هذه هي المرة الأولى التي يتشارك فيها أبناء اثنتين من الحضارات القديمة الأربع بالعالم في استكشاف أثري، وسيكون هذا التعاون معلما تاريخيا للتبادلات الثقافية الثنائية"، وقال: "إن العمل في مصر التي تعتبر واحدة من أقدم الحضارات في العالم هو حلم وشرف لمعظم علماء الآثار، ونحن من المرجح أن نبدأ أعمالنا في المعابد المصرية".
وأعرب وانغ عن إعجابه بالحضارة القديمة والتراث الثقافي العميق لمصر وتاريخها الطويل والمستوى العالي من التحضر الذي تتمتع به، مردفا بالقول: "أجرت مصر أكثر من 200 مشروع للحفريات وحماية الآثار الثقافية مع مؤسسات أجنبية، ولكن أحداً منها لم يكن مع الصين". وقال وانغ إن الفرق الأثرية الصينية تمتلك تكنولوجيا رائدة في العالم من حيث الاستشعار ثلاثي الأبعاد عن بُعد والتصوير ثلاثي الأبعاد، فضلا عن التقنية المتقدمة في الاختبار والتحليل داخل الأماكن المغلقة.
وأشار أيضا إلى ما لدى الصين من تجارب غنية ومفيدة في الحفر والبحوث المتعلقة بالمواقع التاريخية على نطاق واسع مثل المدن والقصور الكبيرة، الأمر الذي يمكن أن يساعد مصر في استكشافاتها الأثرية. وقال إن حضارتي الصين ومصر قديمتان ولذا فإنهما تحترمان التاريخ بشكل عميق، مشدداً على الحاجة لتسليط الضوء أكثر على الحضارات الإنسانية العريقة.
من جانبه، صرح وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي أن التعاون المصري الصيني سينتج عنه لقاء بين أقدم الحضارات الإنسانية، سيستفيد كلا الجانبين من الشراكة الأثرية، آملا أن تكون هذه الخطوة على طريق عودة السياحة إلى مصر مرة أخرى. وعبّر الدماطي عن سعادته بالخبرات الصينية التي أبدت اهتمام كبيرا بالحضارة المصرية القديمة.
الدكتورة مونيكا حنا، خبيرة الآثار والأستاذة في الجامعة الأميركية في القاهرة، عبرت لـ"العين" عن تمنياتها بأن تكون هذه الخطوة ذات أثر إيجابي ضمن مشروع قومي واسع للاهتمام بالآثار المصرية، خاصة مع التجاوزات و"الجرائم" التي لحقت بها في الأعوام الماضية. وتضيف حنا: كلنا شاهد ما حدث مع ذقن قناع توت عنخ آمون، وما لحق بترميم المعابد المصرية، ناهيك عن التلفيات التي لحقت بالمتحف الإسلامي إثر تفجير مديرية الأمن، والقطع الأثرية المفقودة في المتحف المصري، هناك غياب وعي عام عن أهمية هذه الآثار، ولولا الضجة التي أثارتها مواقع التواصل الاجتماعي وبعض البرامج الحوارية لمرّت واقعة ترميم معبد الأقصر دون محاسبة.