بعد غياب نصف قرن..هاربر لي تتصدر قائمة الكتّاب الأكثر مبيعاً
رواية "أن تضع الحارس" تعيد هاربر لي إلى قائمة الكتاب الأكثر مبيعاً في أمريكا بعد نصف قرن من روايتها الأولى "أن تقتل عصفوراً محاكياً".
احتلت الروائية الأمريكية المعاصرة هاربر لي، البالغة من العمر 89 عاما، قائمة أكثر الروائيين مبيعا في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن بلغ عدد مبيعات روايتها الأخيرة والتي تحمل عنوان "أن تضع الحارس"، ما يزيد عن المليون ونصف المليون نسخة منذ طرحها في الأسواق في يوليو 2015، وفقا لتقرير "بيلسن بوك سكان".
وجاءت الرواية بعد مرور 55 عاما على إصدارها أول أعمالها وأشهرها عام 1960 "أن تقتل عصفورا محاكيا"، التي عالجت فيها قضية التفرقة العنصرية التي عاصرتها منذ طفولتها وباعت منها قرابة 30 مليون نسخة.
ترصد رواية "أن تضع الحارس" جان لويز الشابة ذات الستة وعشرين عاما التي تعيش في نيويورك، عندما تقرر أن تعود إلى قريتها "مايكومب" في ألاباما في الجنوب، راصدة رحلتها عبر القطار إلى دخولها القرية ولقائها مع والدها العجوز، وفي الخلفية المشهد السياسي العام للجنوب والتحولات الاجتماعية والإنسانية التي طرأت عليه. كما ضمت الرواية العديد من الشخصيات الأيقونية من روايتها الأهم "أن تقتل عصفورا محاكيا".
ولدت نيلي هاربر لي في ألاباما بـالولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدا بلدة مونروفيل في إبريل لعام 1926. كان والدها محرّر جريدة ومحاميا في محكمة ألاباما.
بعد التخرج من المدرسة الثانوية في عام 1944، التحقت لي بجامعة هانتينغون. وعملت على نيل شهادة في الحقوق بجامعة ألاباما. وهناك بدأت بالكتابة في عدد من المنشورات الطلابية، وعملت سنة واحدة كمحررة لمجلة الحرم الجامعي للفكاهة.
ولم تكمل لي شهادة الحقوق، ودرست صيفا بجامعة أوكسفورد في بريطانيا، قبل أن تنتقل إلى نيويورك في عام 1950. حيث عملت كموظفة حجز في إحدى شركات الطيران. بعد أن كتبت عدة قصص قصيرة، أكملت رائعتها "أن تقتل عصفورا محاكيا" في صيف 1959، ونشرتها عام 1960، لتنال تزكية واسعة من النقاد.
صرحت لي عام 1964 عن روايتها الشهيرة، بأنها لم تتوقع لها أيّ نجاح، قائلة: "كنت آمل لها موتا سريعا ورحيما على يد النقاد، لكن في الوقت ذاته تمنيت أن تعجب شخصا ما، بشكل كاف حتى يشجعني. تمنيت القليل ونلت الكثير جدا، وبشكل ما كان هذا مرعبا مثل ذلك الموت السريع والرحيم الذي توقعت".
لم تنشر هاربر لي بعد روايتها الشهيرة إلا القليل من المقالات القصيرة، وعملت على رواية ثانية بعنوان “الوداع الطويل”، لكن في النهاية هجرتها غير مكتملة. في منتصف الثمانينيات شرعت في كتاب وثائقي عن قاتل آلاباما التسلسلي.
لكن لي تركت الكتاب أيضا حين لم يرضها. وحين لاحظ الناس ابتعادها عن الحياة العامة ظنوا أنها قد تعدّ لمنشورات جديدة، كما كان الحال مع جيروم ديفيد سالينغر ورالف إليسون. وأخيرا في عام 2007 نالت الميدالية الرئاسية للحرية على مجمل مسيرتها الأدبية.
وبحسب مجلة "ذا نيويوركر" الثقافية الشهيرة إن رواية "أن تضع الحارس" مبنية على كليشيهات ربما يكون لبعد الفترة الزمنية بين روايتيها الذي يتجاوز النص قرن، لكن الشخصيات في الرواية حية تماما وبشكل سحري كأنها ولادة جديدة لرواية أن تقتل عصفورا محاكيا، إذ لمست الرواية في تفاصيلها الإنسانية ما يتواصل مع الاغتراب داخل كل منّا.
aXA6IDMuMTMzLjEyNC4yMyA= جزيرة ام اند امز