الفلسطينيون رحبوا بتصريحات كي مون التي قال فيها: "الاستيطان يمثل استخفافا بالفلسطينيين والمجتمع الدولي"
رحب الفلسطينيون بتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التي اعتبر خلالها أنه من "الطبيعي رد الفلسطينيين على الاحتلال"، ورأى أن "الاستيطان يمثل استخفافا بالفلسطينيين والمجتمع الدولي".
ولم تكتفِ إسرائيل بوصف تلك التصريحات بأنها "تشكل دعما للإرهاب" بل ذهبت إلى المصادقة على زيادة موازنة الأمن لصالح المستوطنات المنتشرة في القدس الشرقية.
ورحب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، بتصريحات بان كي مون، ودعا المجتمع الدولي إلى مساءلة ومحاسبة الحكومة الإسرائيلية، إذا ما أراد المجتمع الدولي الحفاظ على خيار الدولتين على حدود عام 1967.
وشدد عريقات على أن الحكومة الإسرائيلية من المستوطنين وللمستوطنين، وأنها تنفذ مخططها بتدمير خيار الدولتين واستبداله بمبدأ الدولة بنظامين "الابرتايد".
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه العميق إزاء مشاريع إسرائيل بناء وحدات استيطانية جديدة، واصفا ذلك بأنه مبادرات استفزازية.
وقال لدى مخاطبته مجلس الأمن الدولي، أمس، أثناء نقاش حول الشرق الأوسط: إن "هذه المبادرات الاستفزازية ليس من شأنها سوى تصعيد التوتر أكثر والتأثير سلبا على أفق تسوية سياسية"، مشددا على أنه "لإحراز تقدم باتجاه السلام يجب تجميد عملية الاستيطان".
واعتبر أن مواصلة بناء الوحدات الاستيطانية "استخفاف بالشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي، ويثير أسئلة أساسية بشأن التزام إسرائيل بحل الدولتين".
ولم يتأخر الرد الإسرائيلي على تصريحات بان كي مون في الميدان، فقد صادقت لجنة المالية التابعة للكنيست الإسرائيلي على إضافة مبلغ 33 مليون شيقل (الدولار يساوي 3.96 شيقل) لميزانية أمن وحماية مستوطنات القدس المحتلة لعام 2015 لتصبح هذه الميزانية 83 مليون شيكل للعام الجاري.
وكان من المقرر تخفيض هذه الميزانية للعام 2016 ، لكن حزب "البيت اليهودي" اليميني المتطرف، طلب يوم الاثنين الماضي، رفع الميزانية من 50 مليون الى 83 مليون شيقل، فصادقت عليه اللجنة بشكل سريع.
عنجهية الرد
ويرى المحلل السياسي جمال الحاج، أن زيادة ميزانية أمن مستوطنات القدس بهذه السرعة جاءت ردًّا على مستوى النقاش الذي لم تعهده إسرائيل من المسؤولين الأمميين في مجلس الأمن الدولي، وقال: "ليس جديداً على إسرائيل الرد بصلف وعنجهية على انتقادات المسؤولين الدوليين لسياساتها العدوانية ضد الفلسطينيين" مشيراً إلى تحديها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في عدة مواقف في السنوات الأخيرة.
وقال الحاج لبوابة "العين": إن زيادة الميزانية جاء في إطار ازدياد العمليات الفدائية ضد المستوطنين وجنود الاحتلال بالقدس، وهو ما يؤرق المستوى السياسي والأمني، على مستقبل الخطط الخاصة بتهويد المدينة عبر إخلاء الفلسطينيين منها بالقوة، وذلك بالوصول إلى إسكان مليون مستوطن في القدس الشرقية والغربية حتى عام(2020) وفق الخطة الإسرائيلية المشهورة التي تستهدف تقليص نسبة وجود الفلسطينيين إلى 12%، بدلاً من نسبتهم الحالية 35%.
وأشار المحلل السياسي إلى أن اتساع رقعة العمليات الفدائية، يؤدي إلى ضعف الجذب من خارج المدينة رغم الإغراءات الاقتصادية والإعفاءات والقروض والتسهيلات التي تقدم للمستوطنين للسكن والعمل داخل القدس، و تشجع الهجرة المعاكسة من داخل المدينة إلى خارجها وبذلك يفشل المخطط الذي يرمي إلى إحداث التغيير الديمغرافي، لذا جاءت زيادة الميزانية لحماية مشروع الاستيطان من الناحية الاستراتيجية.
واستبعد الحاج أن تحقق زيادة الميزانيات المالية جلب الأمن للمستوطنات والمستوطنين في القدس والضفة، وذلك " لأن تنفيذ العمليات يتم بأدوات غير تقليدية، لم يعهدها عناصر الجيش والشرطة الإسرائيليين".
وقال وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون، إنه لا يوجد هناك حل سحري لوقف الهجمات التي يشنها شبان فلسطينيون من تلقاء أنفسهم، سوى الصبر والعمل بمسؤولية لمواجهتها.
وزعم يعلون أن "سبب تلك الهجمات المتواصلة هو التحريض الخطير من قبل الفلسطينيين عبر شبكات التواصل الاجتماعي وفي المؤسسات التعليمية التابعة لهم والتي تشجع على "الإرهاب".
وأشار الخبير في الشؤون الإسرائيلية علاء الريماوي، إلى فشل كل الخيارات الإسرائيلية الأمنية والعسكرية لوقف الانتفاضة الفلسطينية أو الالتفاف عليها.
وتوقع الريماوي لبوابة "العين"، أن ترد إسرائيل على تصريحات بان كي مون، بمزيد من الاستيطان على الأرض الفلسطينية، وتصعيد الموقف على الصعد الأمنية والسياسية وحتى المالية ضد الفلسطينيين.
aXA6IDE4LjE4OC4xMDcuNTcg جزيرة ام اند امز