صفقات سان جيرمان تقترب من مليار يورو
باريس سان جيرمان يرصد ميزانية مهولة لضم عدد من النجوم في الصيف، في حين لا تكترث إدارته بحجم الإنفاق الكبير الذي جرى طوال أربع سنوات
أزاحت صحيفة "ليكيب" الفرنسية الستار عن خطة تبلغ قيمتها 300 مليون يورو سينفقها باريس سان جيرمان، في سوق الانتقالات الصيفية المقبلة، من أجل شراء لاعبين كبار مثل البرازيلي نيمار من برشلونة ، وكريستيانو رونالدو من ريال مدريد، والبولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونيخ.
وكشفت الصحيفة عن ميزانية ضخمة للنادي بلغت 520 مليون يورو، وذلك من أجل مواجهة قواعد اللعب المالي النظيف التي يفرضها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على الأندية، لا سيما أن حلم الفوز بمسابقة دوري أبطال أوروبا لا يزال يداعب الإدارة برئاسة ناصر الخليفي.
ولم يكن باريس سان جيرمان على خريطة كرة القدم قبل أن تدخل شركة قطر للاستثمارات الرياضية وتشتري كامل حصة باريس سان جيرمان في 2011، فبعد أن استحوذت على 70% مقابل 76 مليون يورو، عادت واشترت بقية النسبة الكاملة من مجموعة كولوني كابيتال الأمريكية.
وبدأت الشركة التي يرأسها ناصر الخليفي في ضخ أموال كبيرة غير مكترثة بالضرائب الباهظة التي وضعتها الحكومة الفرنسية على الأجور والاستثمارات الرياضية، حيث تأثرت أغلب الأندية بهذا القرار، إلا باريس سان جيرمان الذي ظل ينفق الكثير من الأموال لشراء اللاعبين.
وكان باريس سان جيرمان قد احتل المركز الثالث عشر في جدول ترتيب الدوري الفرنسي عام 2009/2010، ولكن مع بداية دخول الاستثمارات القطرية حصل على البطولة في آخر ثلاث نسخ، ولا يجد أي منافسة حاليا على النسخة الرابعة، التي يبدو أنه سيحصل عليها قبل نهايتها بأسابيع كثيرة.
ميزانيات بلا سقف
بدأت معدلات الإنفاق المرتفع تظهر في موسم 2011/2012، حين دفع النادي 107 مليون يورو من خلال شراء خافيير باستوري من باليرمو الإيطالي مقابل 42 مليون يورو، وتياجو موتا من إنتر ميلان الإيطالي في صفقة وصل سعرها إلى 11.5 مليون يورو، وكيفن جاميرو من لوريان مقابل 11 مليون يورو، ومحمد سيسوكو من يوفنتوس الإيطالي، وجيرمي مينز من روما وماتويدي من سانت إيتيان، وكل منهم مقابل ثمانية ملايين يورو.
وفي الموسم نفسه أنفق بعض الأموال على شراء الحارس سيرجو من باليرمو مقابل أربعة ملايين يورو تقريبا، وماكسويل من برشلونة مقابل 3.5 مليون يورو، والمدافع البرازيلي أليكس من تشيلسي بسعر وصل إلى خمسة ملايين يورو، ودييجو لوجانو من فنربخشة التركي مقابل ثلاثة ملايين يورو.
أما موسم 2012/2013 فشهد ضخ قرابة 150 مليون يورو في الصفقات الجديدة، من خلال التعاقد مع المدافع البرازيلي تياجو سيلفا مقابل 42 مليون يورو من الميلان الإيطالي، والبرازيلي لوكاس مورا من ساو باولو بسعر وصل إلى 40 مليون يورو، والجناح الأرجنتيني إيزيكيل لافيتزي من نابولي الإيطالي مقابل 29 مليون يورو، وزلاتان إبراهيموفيتش من الميلان مقابل 21 مليون يورو، وعمره وقتها كان 31 عاما، وماركو فيراتي من بيسكارا الإيطالي بسعر وصل إلى 12 مليون يورو، والآن يرجح سعره بـ 70 مليون يورو وفقا لآخر التقييمات، كما اشترى نادي العاصمة الفرنسية الظهير فان دير فيل مقابل ستة ملايين يورو من أياكس أمستردام الهولندي.
وفي موسم 2013 /2014 أنفق النادي 136 مليون يورو تقريبا، وشهد تعاقد النادي مع أغلى صفقة في تاريخه حاليا وهي الأوروجوياني إدينسون كافاني مقابل 64.5 مليون يورو من نابولي الإيطالي، ثم المدافع الشاب ماركينيوس من روما الإيطالي مقابل 31.4 مليون يورو، ويوهان كاباي من نيوكاسل الإنجليزي مقابل 25 مليون يورو، ولوكاس ديني من ليل الفرنسي بسعر وصل إلى 15 مليون يورو.
وكان طبيعيا أن يشهد باريس سان جيرمان تراجعا كبيرا في موسم 2014/2015 على صعيد شراء الصفقات الجديدة، حيث ضم المدافع البرازيلي ديفيد لويز من تشيلسي مقابل 50 مليون يورو تقريبا، ولم تكن هناك أي صفقات تذكر وقتها بعد بدأت تحذيرات الاتحاد الأوروبي تظهر بشأن اللعب المالي النظيف.
وعاد النادي الفرنسي بقوة مع بداية موسم 2015/2016 حين أنفق 116 مليون يورو، بعد ضم الأرجنتيني أنخيل دي ماريا من مانشستر يونايتد مقابل 63 مليون يورو، وهي ثاني أغلى صفقة تعاقد معها النادي، وتعاقد مع لايفن كورزاوا من موناكو الفرنسي مقابل 25 مليون يورو، وسيرجيو أورير من تولوز الفرنسي مقابل عشرة ملايين يورو، والحارس كيفن تراب من إنتراخت فرانكفورت الألماني مقابل 9.5 مليون يورو، والمدافع ستامباولي من توتنهام هوتسبير مقابل 8.6 مليون يورو.
نجوم في الأفق
نشرت صحيفة موندو ديبورتيفو المقربة من برشلونة الإسباني تقريرا على خلفية ما كشفت عنه صحيفة ليكيب الفرنسية، من رصد ميزانية ضخمة تقدر بـ 300 مليون يورو لضم كل من نيمار، وكريستيانو رونالدو، وربورت ليفاندوفسكي، بأن النادي يصعب عليه القيام بمثل هذه الخطوات في الوقت الحالي.
وتناولت الصحيفة أن إدارة برشلونة تسير في اتجاه توقيع العقد الجديد مع البرازيلي نيمار وإجراء اتفاق مع والده، مما سيعيق فكرة كسر العقد المقدرة بـ 180 مليون يورو، كذلك من الصعب في ظل إصرار ريال مدريد على عدم دخول السوق في الشتاء التفريط في كريستيانو رونالدو، لا سيما أن النادي الملكي أمامه عام من الانتظار حتى تنتهي فترة العقوبة الخاصة به بالحرمان من التعاقدات لفترتي انتقال تبدأ من الصيف المقبل.
ولن يجد باريس سان جيرمان إلا روبرت ليفاندوفسكي كي يتعاقد معه، خاصة أنه يدرك صعوبة استمرار زلاتان إبراهيموفيتش لفترات طويلة مع الفريق، بسبب تقدمه في السن، ولكن تبقى رؤية النادي البافاري بشأن خطط التعاقدات في المستقبل، وفقا لوجهة نظر الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني للفريق في الموسم المقبل عائقا أمام إتمام عملية بيعه.
وتبدو فكرة الإعلان عن ميزانية النادي للصيف المقبل والمقدرة بـ 300 مليون يورو بمثابة جرس إنذار للكثير من الأندية والنجوم في الوقت الحالي، ومحاولة للفت الانتباه قبل اتخاذ الأسماء الكبيرة لقرارات الانتقال إلى أندية أخرى.
البناء يستغرق وقتا
مهما كانت الأموال حاضرة لشراء النجوم فإن الكثير من المعوقات تقف أمام باريس سان جيرمان للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا بداية من حاجة الفريق إلى وقت كبير للتأقلم والانسجام بين الأسماء الجديدة وبقية عناصر الفريق، شأنه شأن مانشستر سيتي الذي ينفق دائما وقد يحصل على بطولة محلية، ولكن لا يزال أمامه بعض الوقت من أجل الحصول على مبتغاه.
وقد أنفق باريس سان جيرمان 560 مليون يورو تقريبا منذ موسم 2011/2012 حتى الآن، وفي طريقه لإنفاق 300 مليون يورو في الصيف المقبل.
وكان تشيلسي أول الحاصلين على مسابقة دوري أبطال أوروبا في مايو 2012 بعد أكثر من ثماني سنوات من الإنفاق المستمر على شراء اللاعبين، ودعم الصفوف بعد أن انحازت ركلات الترجيح لصفه أمام بايرن ميونيخ الألماني في المباراة النهائية، بعد التعادل بهدف لمثله، وذلك بسبب رغبة الملياردير الروسي رومان إبراموفيتش في بناء فريق قوي في إنجلترا، وهي نفس الرغبة التي يستهدفها ناصر الخليفي.
ولا تساعد بطولة الدوري الفرنسي على وجود إظهار أي نوع من المنافسة، بعد تهاوي الأسماء الكبيرة المتمثلة في موناكو، وليون، ومارسيليا، وعدم وجود أي منافس يمكنه هز عرش باريس سان جيرمان، أو حتى الاقتراب منه.
ولا يمكن مقارنة أداء باريس سان جيرمان ببرشلونة الذي ينفق أموالا طائلة على أكاديميته التي تنتج الكثير من الأبطال للمستقبل، فيما يحقق النادي الألقاب بسهولة، لا سيما أن ريال مدريد بدأ يعتمد فقط على الشراء دون أي محاولة جادة لإظهار ما لديه من مواهب في صفوف الفريق، وإن كان الاتجاه بدأ يتغير مع وجود زين الدين زيدان على رأس الجهاز الفني للفريق حاليا.
aXA6IDMuMjEuMTIuODgg جزيرة ام اند امز