الاحتلال يحل خلافاته الداخلية بطمس هوية الأقصى
الاحتلال يحاول فرض سيطرته على المقدسات في القدس ويسعى لحل الخلافات بين اليهود على حساب المسجد الأقصى
حذر مسؤولان مقدسيان من قيام الحكومة الإسرائيلية بحل الخلافات بين التيارات اليهودية المختلفة على حساب المسجد الأقصى وسط مدينة القدس، وأكدوا أن الاتفاق على إقامة مبنى جديد لليهود في ساحة البراق سيؤدي إلى طمس بقايا الآثار الإسلامية العريقة في المسجد الأقصى ومحيطه.
وحسب المركز الإعلامي للقدس فإن اتفاقًا جرى مؤخرًا بين الأطراف الإسرائيلية المختلفة، يقضي ببناء مصلى يهودي جديد في مقابل حائط البراق، على أن يكون مختلطًا ما بين الرجال والنساء، كصيغة حل وسط، بعد خلاف طويل بين العلمانيين والمتدينين.
ويقضي الاتفاق بتوسيع المساحة التي كانت مخصصة حتى الآن لهذا الغرض بثلاثين مترًا، وفتح الساحة المذكورة على مدار 24 ساعة، وتقديم الخدمات الخاصة بالشعائر التي يعتقد بها التيار اليهودي المتحرر.
وقد أعد صندوق دعم الحائط وبلدية القدس خطة بناء للمكان الجديد، ليتم عرضها على جلسة حكومة بنيامين نتنياهو الأحد المقبل للمصادقة عليها.
وتم في السنوات الأخيرة بناء موقعين للصلوات اليهودية للتيار الليبرالي كجزء من الحلول المؤقتة بين التيارات اليهودية؛ الموقع الأول منه ملاصق للحائط الغربي للمسجد الأقصى، وقبل نحو سنة ونصف تم بناء منصة حديدية جديدة على مساحة 450 م2، جنوب غرب الموقع المذكور، وفي الاقتراح الجديد سيتم الوصل بين الموقعين وإضافة نحو30 م2 للمساحتين، لتصبح ساحة واحدة كبيرة للصلوات اليهودية، ومن ثم يصل عدد ساحات الصلوات اليهودية في ساحة البراق إلى ثلاث ساحات كبيرة.
ويؤكد مدير المسجد الأقصى عمر كسواني، أن ساحة البراق جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، وأن ما تقوم به حكومة نتنياهو مخالف لكل الاتفاقات السابقة الخاصة بالمسجد الأقصى.
تكريس واقع جديد
وقال كسواني لبوابة "العين": إن كل خطوة إسرائيلية في الأقصى ومحيطه تكريس لفرض سياسة الأمر الواقع، مشددًا على رفض الفلسطينيين والمسلمين عمومًا لما تفرضه إسرائيل وأذرعها الاستيطانية بالقوة في الأقصى والقدس.
ونوه إلى أن ما تقوم به حكومة الاحتلال مخالف لكل القوانين والاتفاقيات الدولية التي تعتبر "حائط البراق" جزء من المسجد الأقصى، لافتًا إلى أن كل المحاولات الإسرائيلية لتغيير واقع البراق وهويته "غير معترف به".
ويطلق اليهود على "حائط البراق" وهي التسمية التي اكتسبها المكان من ربط الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- لدابته فيها، عند معراجه إلى السماء، اسم "حائط المبكى" كنايةً عن المكان الذي يؤدون فيه طقوسهم بالبكاء والنواح.
ويحد "حائط البراق" المسجد الأقصى من الناحية الغربية، ويمتد من باب المغاربة جنوبًا حتى المدرسة التنكزية شمالاً بطول خمسين مترًا وارتفاع عشرين مترًا تقريبًا.
ويزعم اليهود أن الحائط هو الأثر الوحيد المتبقي من الهيكل، ويعتبرونه قبلة صلاتهم الأخيرة ويؤدون طقوس الصلاة والحداد أمامه.
واعتبر مدير الأملاك الوقفية في القدس ناجح بكيرات، أن الساحة الثالثة الجديدة ستكرس لطمس بقايا الآثار الإسلامية العريقة في المسجد الأقصى ومحيطه.
وبين بكيرات لبوابة "العين" أن الساحات الثلاث كونت مساحاتها حي المغاربة الإسلامي الذي قام الاحتلال الإسرائيلي بهدمه بعد احتلاله عام 1967 وحوله إلى كنيس يهودي كبير باسم "المبكى".
تغيير هوية المنطقة
ويعتقد الكسواني أن سنوات قصيرة تفصلنا عن تغيير العمران الإسلامي المحيط بالمسجد الأقصى ليأخذ صبغة العمران اليهودي، في محاولة لتزوير التاريخ وسرقة الجغرافيا الفلسطينية العربية الإسلامية.
ويشير إلى مواصلة سلطات الاحتلال بناء "بيت شطراوس" على بعد 50 مترًا إلى الغرب من المسجد الأقصى، على حساب الوقف الإسلامي، بهدف تهويد وتغيير المعالم المحيطة به، وفق الكسواني.
وأوضح بكيرات أن سلطات الاحتلال شرعت بداية الأسبوع الجاري ببناء الطابق الرابع من هذا المشروع التهويدي، ضمن أبنية جسر "أم البنات"، وسيستعمل الطابق الرابع بعد الانتهاء من بنائه كمكتب لسكرتاريا متعدد لـ"راب المبكى"، وسيضم مكاتب تشغيلية لـ"بيت شطراوس"، ومرافق لاستخدامات متعددة.
وأشار إلى أن بناء "بيت شطراوس" أدى الى تدمير وتخريب آثار إسلامية عريقة، في محاولة لإزالة كل دليل مادي على الحق الإسلامي في المكان.
رغم حجم العمل الإسرائيلي الكبير في المسجد الأقصى وأسفله ومحيطه المحمي بقرار إسرائيلي رسمي يوفر كل الإمكانيات لتغيير الواقع الإسلامي، مقابل تغييب الوجود الفلسطيني في الأقصى ومحيطه، إلا أن المقدسيين يؤكدون أن ذلك لن يؤدي إلى تحقيق طموحات الإسرائيليين في المسجد الأقصى طالما بقي الفلسطينيون يقظين لمخططات الاحتلال.
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEyNCA= جزيرة ام اند امز