نقاد ثلاثة .. وجمال الغيطاني الروائي رابعهما
ندوة "شخصية المعرض" تناولت مشروع جمال الغيطاني الروائي، وشارك فيها القاص سعيد الكفراوي، والناقد حسين حمودة، والناقد محمد بدوي.
في أولى فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ47، أقيمت مساء الخميس، ندوة حول "شخصية المعرض" الكاتب الراحل جمال الغيطاني، وتناولت مشروع الغيطاني الروائي، الندوة شارك فيها القاص سعيد الكفراوي، والناقد حسين حمودة، والناقد محمد بدوي، وأدار اللقاء نبيل عبد الفتاح.
بدوي: "الزيني بركات" نقلة نوعية:
محمد بدوي، أحد الذين توفروا على دراسة مشروع الغيطاني قبل 25 عامًا، استهل المناقشة بالحديث عن «الزيني بركات» أشهر روايات الغيطاني، والتي اعتبرها أنها أحدثت نقلة نوعية في كتاباته، وكانت أساسًا للمفاهيم التي سيعمل عليها بعد ذلك، مؤكدًا أنها استطاعت أن تجمع بين مجموعة عناصر جعلت "الغيطاني"، متميزًا عن أقرانه من كتاب السيتينيات، وفي الوقت نفسه متميزًا في الكتابة السردية المصرية عن آبائه الكبار يحيى حقي، نجيب محفوظ، يوسف إدريس، مشيرًا إلى أن هذه العناصر تتمثل في مجموعة من الإنجازات الفنية.
وأشار بدوي: "لسنا مع الشكل التقليدي للرواية، حتى عبر المرحلة الثانية لدى نجيب محفوظ، الذي نجد لديه بطلًا فردًا متميزًا كسعيد مهران، أو كما في السمان والخريف، أو بطلًا إيجابيًّا كما في روايات عبد الرحمن الشرقاوي، لكننا مع مشهد واسع متقطع، الكاتب فيه يعمل خارج الواقع لتنشأ بينه وبين هذا الواقع حالة توتر خلاقة تجعله يلجأ إلى النص التراثي القديم، وخاصة النصوص التاريخية وبشكل خاص عند ابن إياس".
أما شخصية الزيني بركات برأي بدوي فهي "جادة جدًّا في السرد، لكنها تحولت لدى جمال الغيطاني إلى شخصية تستطيع أن تلقي بأضوائها على واقع معيشي ثقيل وقد حقق الغيطاني هذا بالتحديد بأن استطاع أن يقيم عددًا من الأشكال المعقدة والمركبة مع كتابات السرد القديم ومع الحديث، كان موجودًا في شخصية سعيد الجهيني التي رغم أنها تعيش في العصر المملوكي إلا أنها تماثل بل توازي شخصية مصري مثقف معاصر"، مشيرًا إلى أن رواية الزيني بركات لم تكن تمثل تفتت الواقع ولا تمزقه كما حدث في روايات أخرى لزملائه مثل «تلك الرائحة» لصنع الله إبراهيم.
حمودة: ميزة الأزمنة والأمكنة:
من جهته وصف الناقد والأكاديمي حسين حمودة، مشروع "الغيطاني"، بـ"متنوع وممتد ومتفرد"، حمودة قال: "إن أسلوب الغيطاني من أميز الأساليب في الكتابة السردية العربية، فكل شيء في كتابته ينمو ويتنامى ويمتد بمستوياته المختلفة، وفي لغته العديد من المعاني؛ لأننا نستمتع بلغة مشبعة بالمعرفة في كتابات تراوحت بين أزمنة وأماكن شتى، بالإضافة لصلته العميقة بالمناطق التي قادته إلى مستويات افتراضية مستدعاة ومشبعة بذائقة عالية ورهيفة، ومن هذه المعالم نبرة الشجن الخفية التي تخللت نصوصه".
صلة الغيطاني العميقة بالمكان ميزته، بحسب حمودة، واهتمامه بالأزمنة والأماكن أيضًا، مثل منطقة الجمالية التي ستظل منبره للتعبير ونقطة البدء والوصول، ومنها ينطلق عالم جمال الغيطاني كله.
الكفراوي: حياة موازية للأدب:
أما القاص والكاتب سعيد الكفراوي، فاستدعى ذكرياته مع الغيطاني، قائلًا إننا حين نتأمل حياته نجد أنها حياة موازية للأدب، وتتقاطع معه وتنتهي في النهاية لكي تصف صاحبها بأنه "رجل أدب حتى النخاع"، الغيطاني عاش طفولته في مناخ قاس ثم انتقل مع والدته إلى الجمالية، ودرس وتعلم النسيج والنقش والسجاد، ثم تعرف على طريق الثقافة حتى اعتقل عام 1966، وكان ضمن جيل كان له موقف ضد سلطة القمع.
الكفراوي أضاف حين تتأمل إنتاج جمال الغيطاني الفكري والثقافي والفكري تجد واحدًا من أصحاب الإرادات الحديدية ممن يمتلكون القدرة علي الفعل والعمل وعلى أن يبعد نفسه عن المقاهي التي يجلس عليها المثقفون، وقال الكفراوي، "قرأت أعماله التي تتجاوز الـ60 عملًا، ورافقته عبر سنوات واقتربت قليلًا من تجربته الروائية التي أبدعها في 17 رواية و12 مجموعة قصصية وغيرها من الكتب الفكرية، وكنا نأتي إلى القاهرة لنشاهد المسرح، وقابلته في العام 69 في العتبة وكان قد نشر مجموعته الأولى «أوراق شاب عاش منذ ألف عام».
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xODAg جزيرة ام اند امز