على تخوم غزة.. الفلسطينيون والمستوطنون يترقبون الحرب القادمة
بالتزامن مع مقتل 7 من كتائب القسام في نفق حدودي
حالة ترقب تسود الفلسطينيين القاطنين على تخوم غزة، كما المستوطنون المقيمون بالتجمعات الاستيطانية المحاذية للقطاع، خشية اندلاع حرب جديدة
يترقب الفلسطينيون القاطنون على تخوم السياج الحدودي شرقي قطاع غزة، كما المستوطنون الذين يقيمون في التجمعات الاستيطانية المحاذية للقطاع، مؤشرات التسخين في التطورات الميدانية وتوالي قرع طبول الحرب في المنطقة.
وأثار إعلان كتائب القسام الذراع المسلح لحركة "حماس" مقتل سبعة من عناصرها في انهيار نفق جراء تساقط الأمطار، الأربعاء الماضي، مخاوف جدية كان عبر عنها المستوطنون بسماعهم أصوات حفر الأنفاق أسفل بيوتهم.
المستوطنون والسكاكين
وأجرت القناة الإسرائيلية العاشرة، مقابلات مع مستوطنين من سكان غلاف غزة حول موضوع الأنفاق، بعد حادثة انهيار نفق شمال القطاع ومقتل عناصر من القسام داخله.
وتبين أن بعض المستوطنين سجلوا عبر أجهزتهم المحمولة، أصوات الحفر التي يسمعونها وجرى بث تلك الأصوات المزعومة ضمن التقرير التلفزيوني.
وذكر المستوطنون أن عمليات الحفر باتت تتم بآلة حفر كهربائية يطلق عليها آلة "الكونغو" وليس بالإزميل والمطرقة، وهو ما يسبب لهم حالة من الهلع الشديد.
وقالت مقدمة البرامج في القناة العاشرة أيالة حسون: إن الشعور العام بمستوطنات الغلاف ينطوي على الإحباط والشعور بتخلي الدولة عنهم، وإن الكل يتذكرهم بجولات القتال مع غزة فقط.
وخلال الحروب الثلاث التي شنتها إسرائيل على غزة (2008-2009، 2012، 2014) وجد المستوطنون في غلاف غزة، أنفسهم عرضة لنيران المقاومة الفلسطينية، واضطر غالبيتهم للنزول إلى الملاجئ أو الرحيل عن المنطقة بالكامل إلى وسط إسرائيل.
ونقلت القناة العاشرة عن أحد سكان كيبوتس "زيكيم" -شمال القطاع- قوله "إنه ينام بينما يضع سكينًا تحت وسادته، خشية خروج أحدهم من الأنفاق"، معربًا عن استهتاره بقدرة الأمن المتواجد بالكيبوتس على إيقاف المقاتلين حال خروجهم من باطن الأرض.
فيما أسمعت أخرى طاقم القناة أصوات حفر بـ "الكونغو" تحت الأرض، قائلة: إن الوضع يشبه الوضع الذي ساد غداة الحرب الأخيرة صيف العام الماضي.
وقال خبير الشؤون العربية في القناة تسفيكا يحزقيلي: إن حماس تولي موضوع الأنفاق أهمية بالغة، وإنها فقدت مؤخرًا مجموعة من مقاتليها في أحد الأنفاق الهجومية الموجهة لإسرائيل.
ترقب فلسطيني
المخاوف من المواجهة القادمة لا تتوقف على المستوطنين، فالفلسطينيون القاطنون في المنطقة الحدودية -كما أغلب الغزيين- يتحسبون من تداعيات حرب، وهم الذين لم تندمل جراحهم من الحروب السابقة.
وأدت الحروب الثلاث السابقة على غزة إلى مقتل قرابة 4 آلاف فلسطيني، وإصابة عشرات الآلاف، فيما دمرت خلالها قرابة 150 ألف وحدة سكنية بشكل كلي أو جزئي، إضافة للتدمير الواسع في المنشآت والبنى التحتية.
وقال المواطن الفلسطيني محمد قديح -الذي يقع منزله في نهاية خزاعة، شرقي خان يونس جنوب قطاع غزة-: إن منزله يطل على حركة الآليات العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف لـ"بوابة العين" أنه بات من الملاحظ وجود حركة غير اعتيادية لآليات الاحتلال؛ حيث تقدمت دبابات ومدرعات وجرافات على طول المنطقة، كما أن هناك نشاطًا غير مسبوق للجيش.
كانت قوات الاحتلال أعلنت قبل أيام نشر بطاريات مدفعية على امتداد الحدود مع غزة، فيما نقلت إلى المنطقة المزيد من الوحدات العسكرية.
مؤشرات التصعيد
ويلمس سكان حي الشجاعية المتاخم للحدود الشرقية لغزة، التحركات العسكرية لقوات الاحتلال منذ حوالي شهر.
وأكد عامر حلس -أحد سكان الحي- أن حركة الاحتلال باتت مكثفة وغير اعتيادية، وتكاد تشبه ما كان يجري قبل الحروب السابقة.
وقال حلس لـ"بوابة العين": إن الاحتلال يضخم من قدرات المقاومة وموضوع الأنفاق ليبرر عدوانه، مضيفًا "في حين أننا لم نعد إعمار منازلنا المدمرة في الحرب الأخيرة".
من جهته، أكد نائب مدير البحث الميداني في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ياسر عبد الغفور، أن قوات الاحتلال صعدت في الآونة من عدوانها على امتداد المنطقة الحدودية، فهناك عمليات إطلاق النار والقنص التي أدت إلى استشهاد 23 فلسطينيًّا وإصابة أكثر من 1000 خلال أقل من أربعة أشهر.
وقال عبد الغفور لـ"بوابة العين": إنه تم تسجيل العديد من عمليات التوغل، واستخدمت حفارات كبيرة فيما يبدو بحثًا عن أنفاق مزعومة، إضافة إلى إقامة سواتر ترابية وشق طريق وأخاديد، وتحصين المواقع العسكرية على امتداد المنطقة الحدودية.
ولفت إلى أن سكان المنطقة الحدودية لديهم مخاوف عالية من شن أي حرب؛ لأنهم يضطرون تحت وطأة التهديدات الإسرائيلية والخوف من أنماط الجرائم السابقة واستباحة المنطقة إلى الرحيل، في أن كل القطاع قلق من تعالي نبرة التهديد الإسرائيلية.
كان ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي قد قال قبل أسبوع إن حركة حماس انتهت من إعادة تأهيل الأنفاق، ولكنه رفض الإجابة على سؤال من قبل سكان البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة والمتمثل؛ هل تجاوزت حماس في عمليات الحفر الحدود ووصلت المناطق الإسرائيلية أم لا؟
بدوره، قال رئيس التجمع الإقليمي "اشكول" للقناة العاشرة، تعقيبًا على ما ذكر من عمليات حفر وتأهيل الأنفاق: إنه يتوجب العمل اليوم من قبل الحكومة لمواجهة هذا التهديد، وعلى رئيس الوزراء ووزير المالية الإسرائيلي اليوم التعامل مع هذه الثغرة، بدلاً من القول لاحقًا كان يجب التعامل مع خطر الأنفاق قبل وقوعه.
وتضفي تصريحات نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، اليوم بأن الذراع المسلح للحركة يبني الأنفاق للدفاع عن غزة ومن أجل مشروع التحرير، إضافة لحديثه عن وجود أنفاق تفوق تلك التي كانت في فيتنام، المزيد من أجواء التحفز، ويجمع المتابعون بأن الأمور تنتظر شرارة من هناك أو هناك لتشتعل من جديد.