أولمبياد ريو دي جانيرو على المحك بسبب "زيكا"

يترقب العالم الإجراءات المتبعة من جانب خبراء الصحة قبل اتخاذ قرار بالمشاركة في الأولمبياد بريو دي جانيرو من عدمه بسبب فيروس زيكا

يحبس العالم أنفاسه تحسبًا لتفشي فيروس "زيكا" في قارتي أمريكا الجنوبية والشمالية، وسط مخاوف انتابت منظمة الصحة العالمية من تحوله إلى وباء يهاجم كافة الدول، وهو ما يهدد بشكل مباشر إقامة أولمبياد ري ودي جانيرو بالبرازيل الصيف المقبل.

وأصدرت منظمة الصحة العالمية عدة بيانات تحذر فيها من تفشي الفيروس بعد أن ضرب 17 دولة منها، البرازيل، وفنزويلا، وباراجواي، وبوليفيا، والدمينيكان، وهاييتي، والمكسيك، وهندوراس، والولايات المتحدة الأمريكية، وجواتيمالا، والإكوادور، والسلفادور، وبورتوريكو، وبنما، وسورينام، وسانت مارتن، وهو ما يؤكد تمدده بشكل سريع دون أي اعتبار لحدود فاصلة.

وتوقع خبراء الصحة عدم وجود اكتشاف علاج فعال للقضاء على الفيروس قبل عامين، وهو ما يهدد تنظيم البرازيل لأولمبياد ريو دي جانيرو في الصيف المقبل، خاصة أن هذا الحدث عادة ما يشهد توافد الكثير من البعثات والتي عادة ما تقل لاعبيها، والجماهير، والإداريين، والمدربين المشاركين هناك، فضلًا عن اعتباره تجمعًا سياحيًّا هائلًا يجري استغلاله من الناحية الاقتصادية.

وقد لا يمثل الوباء خطورة كبيرة بالنسبة للبالغين الأصحاء، فهو لا يؤدي إلى الوفاة في أغلب الأحيان، ولكن ما يثير القلق عبر العالم هو انتقاله من الأم الحامل إلى جنينها ليصيب جمجمته بالتشوه نظرا لعدم نموها بشكل كامل، وهو ما يهدد الأجيال القادمة.

ولاحظ الأطباء تضائلًا شديدًا في حجم جماجم الأطفال الذين انتقل إليهم المرض من أمهاتهم، في حين أصيبت منظمة الصحة العالمية بالفزع، بسب انتقال العدوى عبر البعوض، مما يسهل من تفشي المرض بين قطاعات كبيرة من الشباب، وتهديد الأجيال القادمة بالتشوه وضعف القدرات العقلية.

ولا يجري تنظيم أولمبياد ري ودي جانيرو للأصحاء، فحسب بل يجري إقامة فعاليات الألعاب البارأولمبية لأصحاب القدرات الخاصة، وهو ما يهددهم أيضًا، في حين لم تصدر أي بيانات مطمئنة سواء من الدولة المنظمة، أو الدول المشاركة في المنافسات بشأن قرارها من السفر إلى البرازيل من عدمه.

وكان العالم قد تنفس الصعداء من انحصار فيروس "إيبولا" نوعًا ما، الذي ضرب مناطق في إفريقيا، ولكن يبدو أن المرحلة المقبلة قد تشهد حالة من التخوف وسط غياب لأي أمصال أو عقاقير تحمي من انتقال العدوى في الوقت الراهن.